أحدث الأخبار
  • 01:58 . وزير الخارجية الإيراني يلتقي حاخاماً يهودياً خلال قمة "بريكس"... المزيد
  • 12:37 . ترامب يتنصل من مسؤوليته عقب سقوط أكثر من 80 قتيلا بفيضانات تكساس... المزيد
  • 12:02 . الإمارات توضح الجدل الدائر بشأن منح "الإقامة الذهبية" لمستثمري العملات الرقمية... المزيد
  • 11:47 . تقرير: تمرد عسكري داخل قوات تدعمها السعودية في منطقة حدودية مع اليمن... المزيد
  • 02:29 . اليمن.. الاحتلال الإسرائيلي يشن هجوماً على الحديدة... المزيد
  • 07:48 . كيف جاءت سياسة أبوظبي الخارجية بنتائج عكسية في سوريا والسودان؟... المزيد
  • 06:38 . نتنياهو: تعديلات حماس على مقترح وقف إطلاق النار “غير مقبولة”... المزيد
  • 05:37 . مباحثات سعودية مصرية حول جهود وقف إطلاق النار في غزة ومنع التصعيد بين إيران و"إسرائيل"... المزيد
  • 02:02 . تصعيد دبلوماسي جديد.. الخرطوم تتهم أبوظبي بتوفير غطاء دولي لجرائم الدعم السريع... المزيد
  • 12:01 . جبل الحبن بالفجيرة يسجل أدنى درجة حرارة في الدولة... المزيد
  • 11:50 . "التربية" تضع آليات مرنة لتصديق الشهادات الدراسية لطلبة الثاني عشر... المزيد
  • 11:47 . بريطانيا تستأنف العلاقات الدبلوماسية مع سوريا بعد قطيعة دامت 14 عاماً... المزيد
  • 11:39 . الاحتلال الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن ويفعّل صفارات الإنذار... المزيد
  • 11:22 . إيلون ماسك يعلن تأسيس "حزب أمريكا" ويعد بكسر احتكار الحزبين... المزيد
  • 06:37 . دبي تعتمد بطاقة الرسوم المدرسية للعام الأكاديمي 2025–2026... المزيد
  • 05:48 . 24 قتيلا على الأقل وأكثر من 20 مفقودة بسبب فيضانات في تكساس... المزيد

الملهم صلى الله عليه وسلم

الكـاتب : ماجد محمد الأنصاري
تاريخ الخبر: 14-06-2016


شاركت بدعوة كريمة من مؤسسة راف الخيرية خلال الأسبوع الماضي في ندوة مع الدكتور محمد العوضي حول منهج النبي صلى الله عليه وسلم في بناء دولة المدنية ضمن فعاليات "الملهم" برنامجهم الرمضاني لهذا العام، في إطار البحث لهذا الموضوع كان أمامي اختياران، إما أن أقرأ ما كتب حول النبي صلى الله وعلم سياسيا، أو أن أقرأ في السيرة مباشرة، اخترت الخيار الثاني وأبحرت في سيرة ابن هشام الزاخرة، والحق يقال إن البحث في السيرة يدخلك في بحر عميق مليء بالكنوز تضيع في تفاصيله وبهاء مناظره ومواقفه، ولأن موضوع الندوة كان محددا ركزت على تلك الفترة المفصلية حين وصل النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وبدأ في ترسيم القواعد السياسية لإدارة هذا الكيان الجديد المتنوع عرقيا ودينيا والمهدد من محيط متقلب يناصب دعوة الإيمان العداء.
من أجمل ما وقفت عليه الوعي العالي لدى النبي صلى الله عليه وسلم بالظروف الاجتماعية والسياسية ليس في مكة والمدينة فحسب، بل على مستوى المنطقة، فها هو يرسل وفدا سياسيا دائما إلى النجاشي حيث تتهيأ الظروف لكسب حليف إقليمي قوي، ويخاطب الملوك من حوله بلغة دبلوماسية عميقة، ويختار أن يجلس إلى ناس من أهل المدينة قدموا إلى مكة ليحدثهم عن دين الله عز وجل لأنهم في حالة تنافس اجتماعي اليهود طرف فيه، ولأن اليهود أمضوا عقودا يهددون أهل المدينة بالنبي الذي يظهر فيها وكيف أنهم سيقتلونهم معه، وبذلك فإن أهل المدينة حصلت لهم التوطئة اللازمة ليقبلوا بظهور هذا النبي ودعوته ويسابقوا إلى اتباعه، ولا شك أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن بحاجة إلى ممارسات سياسية بشرية وهو يوحى إليه وترافقه معية الله في كل خطوة، ولكن حياة النبي صلى الله عليه وسلم منهج لنا نستقي منه مبادئنا الأخلاقية ومواقفنا العملية ونتلمس من خلاله طريقنا في هذه الدنيا، ومن ذلك هذا المنهج السياسي العميق.
منهج النبي صلى الله عليه وسلم السياسي كان مبنيا على مجموعة عوامل، منها الشورى، فقد روى الشافعي عن أبي هريرة رضي الله عنه: "ما رأيت أحدا أكثر مشاورة لأصحابه من النبي صلى الله عليه وسلم"، وكان من منهجه تغليب الصلح على العمل العسكري متى كان الأول ممكنا كما كان منه صلى الله عليه وسلم في صلح الحديبية وهو في موضع قوة، وكان من هذه العوامل الاعتراف بالتنوع في المجتمع وتذويب الطبقية الاجتماعية، كما كان منه صلى الله عليه وسليم حين آخى بين المهاجرين والأنصار وحين رفع بعض المنتمين إلى الأقليات العرقية إلى مصاف القيادة، وعوامل أخرى كثيرة وفرت لنا منهجا متكاملا في إدارة الدولة والكيان السياسي.
أما أولئك الذين يحاولون أن يكيفوا السيرة بحيث تتطابق مع التصورات الغربية للدولة فلهم نقول إننا كمسلمين نبحث عن المنهج أصالة في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم فإن توافق شيء منها مع اجتهاد بشري أخذنا منه، كما كان موقف النبي صلى الله عليه وسلم من حلف الفضول ولكن العمل ما زال في أوله لاستيعاب هذا المنهج وتطبيقاته في عصرنا، الأولون تعرفوا على هذا المنهج وألفوا فيه المؤلفات مثل الأحكام السلطانية للماوردي والغياثي للجويني والسياسة الشرعية لابن تيمية، وتلمس هذا المنهج ابن خلدون في مقدمته، فتركوا لنا تراثا مهما يحتاج اليوم لاستكمال حتى نستلهم من السيرة العطرة جانبا أساسيا من فهمنا لحياتنا في ظل الفتن والتشويه المستمر لمفهوم الدولة في الإسلام.;