أحدث الأخبار
  • 01:48 . إندونيسيا تشدد الإجراءات الأمنية بعد احتجاجات دامية... المزيد
  • 12:02 . 622 قتيلا في زلزال ضرب جنوب شرق أفغانستان... المزيد
  • 12:01 . المدارس الحكومية تطبق منظومة مؤشرات السلوك المتميّز بين الطلبة... المزيد
  • 12:01 . اجتماع وزاري خليجي في الكويت اليوم يتبعه لقاء مشترك مع اليابان... المزيد
  • 12:00 . الحوثيون يستهدفون سفينة نفط إسرائيلية شمال البحر الأحمر... المزيد
  • 07:11 . الاحتلال الإسرائيلي يدعي نجاحه في اغتيال أبو عبيدة... المزيد
  • 06:54 . مركز حقوقي: الإخفاء القسري أداة منهجية للقمع في أبوظبي... المزيد
  • 11:42 . "الإفتاء الشرعي" يقدم أكثر من 132 ألف فتوى خلال النصف الأول من 2025... المزيد
  • 11:29 . تراجع أسعار الديزل وزيادة طفيفة في البنزين لشهر سبتمبر بالإمارات... المزيد
  • 10:57 . السودان.. حميدتي يؤدي اليمين رئيسا للمجلس الرئاسي للحكومة الموازية... المزيد
  • 10:44 . إبحار سفينة إماراتية محملة بـ 7 آلاف طن من المساعدات إلى غزة... المزيد
  • 10:10 . أكدت استشهاد محمد السنوار.. حماس تنشر للمرة الأولى صوراً جماعية لقادتها الشهداء... المزيد
  • 08:12 . اليمن.. مقتل رئيس حكومة صنعاء مع عدد من الوزراء في قصف إسرائيلي... المزيد
  • 07:48 . اليوم.. عشرات الشهداء بنيران الاحتلال و10 ضحايا جدد للتجويع في غزة... المزيد
  • 12:12 . مركز حقوقي: اختفاء القرضاوي بعد تسليمه إلى أبوظبي يثير مخاوف من القمع العابر للحدود... المزيد
  • 11:29 . حاكم عجمان يعيّن حميد بن عمار عضواً في المجلس التنفيذي للإمارة... المزيد

العلاقة الأزلية بين الدين و«الدولة»

الكـاتب : عبد الله جمعة الحاج
تاريخ الخبر: 18-06-2016


في دول العالمين العربي والإسلامي يعتبر الدين عاملاً مهماً في الصراع الأزلي الدائر من أجل التحرر السياسي والاجتماعي، مثلما هو مهم أيضاً على صعد الحراك الوطني والاجتماعي، لذلك فإن تأثيره في جميع نواحي حياة المجتمعات العربية والإسلامية يعتبر أكبر بكثير من تأثيره في حياة المجتمعات البشرية غير المسلمة شرقاً وغرباً. وعليه من الطبيعي أن تسعى القوى المتعددة التي تتخذ القرار أو تعمل من أجل التغيير إلى إيجاد أسباب أو تبريرات لإضفاء صبغة دينية على ممارساتها لكي تصبح شرعية. ومن جانب آخر فإن ميل الدين نحو الحفاظ على دوره الاجتماعي والسياسي عن طريق الدفاع عن الأوضاع القائمة، أي البنى الاجتماعية والسياسية الموجودة، يقصد من ورائها حماية الأسس الاجتماعية والسياسية التي يقوم عليها المجتمع، ومن ثم حماية النظام السياسي والسلطة السياسية والقائمين عليها، على الرغم من أن جزءاً من الصراع الاجتماعي الذي ينشأ في المجتمعات الإسلامية يقوم ويعبر عن نفسه في صيغ دينية، وفقاً لظروف كل مجتمع.


ولهذا السبب يلاحظ بأن النظم السياسية القائمة في جميع الدول العربية والإسلامية التي نشأت على أسس آيديولوجية حديثة أخذت منذ البداية في البحث عن خلفيات إسلامية ترتكز عليها. لذلك فإن الدين يؤثر على السياسة بطرق مباشرة وغير مباشرة، فتأثيره غير مباشر عندما تصبح الآراء والتوجهات الدينية العامة ذات علاقة من الناحية السياسية، فعلى سبيل المثال يلاحظ، بأن مواقف الجماهير الشعبية تجاه السياسة في العالمين العربي والإسلامي أمر شائع، وله جذوره العميقة المرتبطة بالفكر الديني وبالتبريرات المستندة على نصوص تراثية. فلقرون طويلة يشير الموروث الثقافي إلى طاعة أولى الأمر ومؤسسات السلطة التي يقيمونها، لأن طاعتهم من طاعة الخالق، فهذه الطاعة تؤدي في نهاية المطاف إلى النجاة من عقاب الخالق في الحياة الآخرة. وهذا يعني أن فكرة الطاعة تعد واحدة من أهم التعاليم الدينية التي تحكم العلاقة بين المواطنين والسلطة السياسية الحاكمة. ويكون تأثير الدين مباشراً عندما تعطى القرارات السياسية بواعث وصيغة دينية خالصة.

وعلى الرغم من ظهور مسميات جديدة للدول القائمة اليوم في العالمين العربي والإسلامي، فإنه بقراءة المشهد السياسي العام يتضح أن الإسلام هو مصدر الأفكار لجميع المشاركين في الصراع الاجتماعي، ومن الإسلام ينبع سعيها في البحث عن المقولات الفكرية والنقاشية المعبرة والمدافعة عن مواقفها السياسية. وبرغم ما في الإسلام من كوامن سياسية أمكن للعديد من دول العالمين العربي والإسلامي الاستفادة منها، إلا أن الحقيقة الأزلية الخاصة بالصراع بين الديني والسياسي تبقى قائمة، فعلى مدى التاريخ البشري نشأت بين السلطات الحاكمة والمؤسسات الدينية علاقات غير مستقرة، وحاولت كل جهة منهم بطرق شتى السيطرة على الأخرى. وبينما تنظر الديانات جميعها إلى السلطة السياسية بأنها وسيلة ضرورية لتحقيق أهدفها الروحية، تسعى السلطة السياسية في المقابل إلى تجنيد الأديان لخدمتها مستخدمة إياها كإيديولوجيات من خلال تعبئة القوة الروحية الكامنة فيها لتحقيق أهدافها السياسية. وإذا كان الغرب قد نجح في تكريس الفصل بين ما هو ديني وما هو سياسي، إلا أن تجارب الدولة في العالمين العربي والإسلامي ما زالت تتسم بالمغايرة والتفاوت على هذا الصعيد، ولا يزال الدين عرضة للاستخدام من قبل العديد من الأطراف ذات الأهداف الغامضة، وربما المدمرة لاستقرار المجتمعات.