أحدث الأخبار
  • 01:48 . إندونيسيا تشدد الإجراءات الأمنية بعد احتجاجات دامية... المزيد
  • 12:02 . 622 قتيلا في زلزال ضرب جنوب شرق أفغانستان... المزيد
  • 12:01 . المدارس الحكومية تطبق منظومة مؤشرات السلوك المتميّز بين الطلبة... المزيد
  • 12:01 . اجتماع وزاري خليجي في الكويت اليوم يتبعه لقاء مشترك مع اليابان... المزيد
  • 12:00 . الحوثيون يستهدفون سفينة نفط إسرائيلية شمال البحر الأحمر... المزيد
  • 07:11 . الاحتلال الإسرائيلي يدعي نجاحه في اغتيال أبو عبيدة... المزيد
  • 06:54 . مركز حقوقي: الإخفاء القسري أداة منهجية للقمع في أبوظبي... المزيد
  • 11:42 . "الإفتاء الشرعي" يقدم أكثر من 132 ألف فتوى خلال النصف الأول من 2025... المزيد
  • 11:29 . تراجع أسعار الديزل وزيادة طفيفة في البنزين لشهر سبتمبر بالإمارات... المزيد
  • 10:57 . السودان.. حميدتي يؤدي اليمين رئيسا للمجلس الرئاسي للحكومة الموازية... المزيد
  • 10:44 . إبحار سفينة إماراتية محملة بـ 7 آلاف طن من المساعدات إلى غزة... المزيد
  • 10:10 . أكدت استشهاد محمد السنوار.. حماس تنشر للمرة الأولى صوراً جماعية لقادتها الشهداء... المزيد
  • 08:12 . اليمن.. مقتل رئيس حكومة صنعاء مع عدد من الوزراء في قصف إسرائيلي... المزيد
  • 07:48 . اليوم.. عشرات الشهداء بنيران الاحتلال و10 ضحايا جدد للتجويع في غزة... المزيد
  • 12:12 . مركز حقوقي: اختفاء القرضاوي بعد تسليمه إلى أبوظبي يثير مخاوف من القمع العابر للحدود... المزيد
  • 11:29 . حاكم عجمان يعيّن حميد بن عمار عضواً في المجلس التنفيذي للإمارة... المزيد

القرنقعوه وتطور العادات الاجتماعية

الكـاتب : ماجد محمد الأنصاري
تاريخ الخبر: 21-06-2016


أذكر حين كنا صغاراً كيف كان خروجنا للاحتفال بالقرنقعوه، كيس بسيط حول رقابنا وثوب عادي وتجوال مع الأصدقاء في الحي، مساومة مع أهل البيوت حتى نحصل على المكسرات والحلوى دون الحاجة إلى الغناء، في إطار محاولة بائسة على الحفاظ على السمت الرجولي أمام الزملاء الصغار، ثم استعراض الغلة واستخراج القيمة المضافة فيها من أنواع الحلوى الفريدة ليبدأ سوق البدل، خذ هذا أعطني ذاك، تنتهي الليلة بهدوء وإحساس عال بالرضا وتقوم الأمهات سراً بالتخلص من أكوام الحلوى خلال الليل واستبقاء كمية «تسد العين» وكان الله غفوراً رحيماً.
لا شك أن الظروف الاجتماعية والاقتصادية تغيرت بشكل كبير منذ ذلك الحين، ليس دخلنا اليوم كدخلنا في الثمانينيات والتسعينيات، ولا مجتمع الأحياء المتجانس هو الحالة الطبيعية كما كان، ولا حس الأمان الاجتماعي الشامل الذي كان يلفنا هو الأصل اليوم كما كان، ولذلك تغيرت وتطورت هذه العادات بما يتناسب مع التحولات الشاملة في المجتمع، اليوم تمت مأسسة هذه المناسبة من جانب، فتجد الحي الثقافي وغيره من المؤسسات الحكومية تقيم فعاليات لإحياء القرنقعوه بشكل احتفالي رسمي مكلف، وعلى الجانب الآخر تحولت المناسبة لمباهاة اجتماعية من خلال إقامة حفلات للقرنقعوه داخل البيوت وتوزيع هدايا مكلفة على الضيوف كباراً وصغاراً، ابتداء لا بد أن نؤسس لأمر، التحسر على الحالة السابقة وبساطتها وتمني أن نعود إليها ليس واقعياً، أنا شخصياً أجد في نفسي حرجاً من خروج بناتي الصغار في الشارع كما كنا نفعل، وأحياؤنا اليوم لم تعد بذات التجانس والانفتاح الذي يوفر الطمأنينة اللازمة لجولة الأطفال منفردين، ولا شك أن ارتفاع الدخل يرافقه زيادة الإنفاق في كل المجالات وهذه المناسبة تبع لذلك، ربما كان الوضع السابق جميلاً في حينه ولكنه لا يتناسب مع ظروفنا اليوم.
ولكن لا بد كذلك أن نبحث كمجتمع عن استغلال إيجابي لهذه المناسبة يساهم في البناء التربوي لأبنائنا عوض ممارسات الاستهلاك الفارغة والبذخ المذموم، الأصل في هذه المناسبة هو التراحم والترابط بين أبناء المجتمع، يمر الأطفال على القريب والغريب ينشدون ويستقبلهم أهل البيوت بالحلوى ويمازحونهم ويسألون عن آبائهم وأمهاتهم، كانت فرصة لتحقيق مستوى آخر من التواصل داخل الحي اختفت اليوم وراء الأسوار العالية لبيوتنا الفارهة والأسوار الافتراضية التي نضعها بيننا وبين أهل الحي، هذه المناسبة فرصة للعودة للمجتمع التراحمي عبر تبادل الزيارات بشكل منسق مسبقاً وللهدف ذاته، في بعض المجتمعات الغربية يتم التعامل مع مناسبة عيد القديسين بهذه الطريقة، يقوم فريق من الأمهات في الحي بمرافقة الأطفال والتنسيق مع بقية الأمهات، من سيستقبل، وماذا سيوزع وكيف يضمن أن تكون التجربة إيجابية وآمنة، هذا عندهم ولكننا بالإمكان أن نبحث عن شكل يناسبنا ويخدم المقصد من الفعالية لدينا، الاحتفاء بالأطفال في شهر الصيام ومكافأتهم على صيامهم وتحقيق التراحم بين العائلات حتى يشعر الطفل أنه ابن للمجتمع لا لأبويه وحسب.;