أحدث الأخبار
  • 01:58 . وزير الخارجية الإيراني يلتقي حاخاماً يهودياً خلال قمة "بريكس"... المزيد
  • 12:37 . ترامب يتنصل من مسؤوليته عقب سقوط أكثر من 80 قتيلا بفيضانات تكساس... المزيد
  • 12:02 . الإمارات توضح الجدل الدائر بشأن منح "الإقامة الذهبية" لمستثمري العملات الرقمية... المزيد
  • 11:47 . تقرير: تمرد عسكري داخل قوات تدعمها السعودية في منطقة حدودية مع اليمن... المزيد
  • 02:29 . اليمن.. الاحتلال الإسرائيلي يشن هجوماً على الحديدة... المزيد
  • 07:48 . كيف جاءت سياسة أبوظبي الخارجية بنتائج عكسية في سوريا والسودان؟... المزيد
  • 06:38 . نتنياهو: تعديلات حماس على مقترح وقف إطلاق النار “غير مقبولة”... المزيد
  • 05:37 . مباحثات سعودية مصرية حول جهود وقف إطلاق النار في غزة ومنع التصعيد بين إيران و"إسرائيل"... المزيد
  • 02:02 . تصعيد دبلوماسي جديد.. الخرطوم تتهم أبوظبي بتوفير غطاء دولي لجرائم الدعم السريع... المزيد
  • 12:01 . جبل الحبن بالفجيرة يسجل أدنى درجة حرارة في الدولة... المزيد
  • 11:50 . "التربية" تضع آليات مرنة لتصديق الشهادات الدراسية لطلبة الثاني عشر... المزيد
  • 11:47 . بريطانيا تستأنف العلاقات الدبلوماسية مع سوريا بعد قطيعة دامت 14 عاماً... المزيد
  • 11:39 . الاحتلال الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن ويفعّل صفارات الإنذار... المزيد
  • 11:22 . إيلون ماسك يعلن تأسيس "حزب أمريكا" ويعد بكسر احتكار الحزبين... المزيد
  • 06:37 . دبي تعتمد بطاقة الرسوم المدرسية للعام الأكاديمي 2025–2026... المزيد
  • 05:48 . 24 قتيلا على الأقل وأكثر من 20 مفقودة بسبب فيضانات في تكساس... المزيد

«فلترفعها من اليمين قليلاً!»

الكـاتب : عبدالله الشويخ
تاريخ الخبر: 26-06-2016


أعتقد أنك مثلي لاشك في أنك قد مررت بمشهد مشابه! يكون وجهك ملاصقاً للجدار بينما تقف على كرسي رأيت الكثير من الصور لجدك أو والده وهو يجلس عليه، لذا فإن قضية لحاقه بصاحبه أو صاحبيه، هي قضية وقت فقط، ما يجعل وقفتك غير المتزنة أصلاً على الكرسي أمراً مقلقاً، ولإكمال المشهد العبثي فإن يديك تكونان ممدودتين على أقصاهما إلى الأعلى، وأنت تحمل ساعة ما توقفت منذ زمن، وقررت في لحظة احترام للوقت أن تستبدل بطاريتها التي يسميها البعض بالـ«جافة»، نظراً إلى تركيبها الكيميائي لا إلى أخلاقها، هناك مسمار ما في الحائط علاه الصدأ منذ عقود، حتى إنك تذكره كلما سمعت عن مسمار شهير كمسمار جحا، على سبيل المثال، وأنت تحاول في الوقت نفسه الحفاظ على توازنك والحفاظ على وجود المسمار في داخل ثقب الساعة التي تحملها، وتنتظر الأوامر التي تصدر إليك من شخص يقف بعيداً في الجانب الآخر من الغرفة.

فلترفعها من اليمين قليلاً.. ليس إلى هذه الدرجة أيها الأحمق.. ارفع إذاً من اليسار.. لا.. لا.. من اليمين قليلاً مرة أخرى.. في تلك اللحظات الفارقة قبل سقوطك على الأرض تتذكر لماذا تفقد لحيتك دائماً حين تحلقها لنفسك.. بسبب التردد نفسه من اليمين قليلاً من اليسار قليلاً.. تنتزع نفسك من أفكارك وتعود للتركيز مع «الموجّه» الذي يقول لك أخيراً «أيوا هكذا.. ممتاز.. خلاص»، ودائماً ما تكون هذه هي اللحظة التي يقرر فيها الكرسي أن ينبهك إلى أن تهتم بما تأخذ من سعرات حرارية لا تستطيع عمليات الأيض في جسدك أن تهضمها.. فيتهاوى قطعاً إلى جانبك.. وتحمد الله أن عمودك الفقري لديه ما يحميه على عكس أضلاع الكرسي.. ينظر الموجّه إلى الساعة التي استوى طرفاها الأعلى والأسفل بخطين متوازيين تماماً مع الحد الأعلى للغرفة.. ثم ينظر لك مبتسماً وهو يقول: أي خدمة!

بامتنان تنظر له، بينما تمنعك أوجاع الظهر من التفوه بكلمة شكر واحدة.. ولكنك تفكر في مدى الجهد المضاعف الذي كنت ستبذله لتثبيت الساعة أو اللوحة إن لم يكن هناك من يقف على البعد ويوجهك..

هكذا هو كل أمرٍ قريب! لا تستطيع أن ترى كل سلبياته واعوجاجاته لأن قرب المسافة منه لا يمكنك من أن تنظر إلى وجوده في الوسط الذي يكون فيه بشكل منصف وكامل.. وتحتاج دائماً إلى من يقف بشكل بعيد نسبياً لكي يرى الصورة واضحة ويراك في داخلها، ويعطيك بعض التوجيهات التي تجعل خطوط عملك واضحة ومتناسقة.. فيكتمل مشهدك الجميل!

أستغرب من كل هجوم قوي وردود فعل متشنجة تجاه أي نصيحة تأتي من زائر أو إعلامي لا يقيم في حدود الوطن، أو محب يعطي وجهة نظره في قضية ما، يقول لي أحد الزملاء الإعلاميين العرب: لقد أصبحنا نخشى إعطاء رأينا في قضية معينة اجتماعية أو سياحية أو لفت النظر إلى سلبية ما، لأننا نتعرض فوراً لردود أفعال تشكك في النيات؛ بينما نحن نقول وجهة النظر من باب أننا أصحاب منزل!

في زمن الانفتاح الإعلامي، وسهولة وصول المعلومة، على كل مسؤولي الدوائر والإعلام وغيرهم أن يتمتعوا بسعة صدر أكبر، ويستوعبوا وجهة النظر البعيدة، فهي في كثير من حالاتها أدق رؤية لتفاصيل قد لا نراها من مكاننا، وهو خير لنا من لوحة مائلة، لا نعرف أنها تشوه المنظر حتى نبتعد عنها!