أحدث الأخبار
  • 01:48 . إندونيسيا تشدد الإجراءات الأمنية بعد احتجاجات دامية... المزيد
  • 12:02 . 622 قتيلا في زلزال ضرب جنوب شرق أفغانستان... المزيد
  • 12:01 . المدارس الحكومية تطبق منظومة مؤشرات السلوك المتميّز بين الطلبة... المزيد
  • 12:01 . اجتماع وزاري خليجي في الكويت اليوم يتبعه لقاء مشترك مع اليابان... المزيد
  • 12:00 . الحوثيون يستهدفون سفينة نفط إسرائيلية شمال البحر الأحمر... المزيد
  • 07:11 . الاحتلال الإسرائيلي يدعي نجاحه في اغتيال أبو عبيدة... المزيد
  • 06:54 . مركز حقوقي: الإخفاء القسري أداة منهجية للقمع في أبوظبي... المزيد
  • 11:42 . "الإفتاء الشرعي" يقدم أكثر من 132 ألف فتوى خلال النصف الأول من 2025... المزيد
  • 11:29 . تراجع أسعار الديزل وزيادة طفيفة في البنزين لشهر سبتمبر بالإمارات... المزيد
  • 10:57 . السودان.. حميدتي يؤدي اليمين رئيسا للمجلس الرئاسي للحكومة الموازية... المزيد
  • 10:44 . إبحار سفينة إماراتية محملة بـ 7 آلاف طن من المساعدات إلى غزة... المزيد
  • 10:10 . أكدت استشهاد محمد السنوار.. حماس تنشر للمرة الأولى صوراً جماعية لقادتها الشهداء... المزيد
  • 08:12 . اليمن.. مقتل رئيس حكومة صنعاء مع عدد من الوزراء في قصف إسرائيلي... المزيد
  • 07:48 . اليوم.. عشرات الشهداء بنيران الاحتلال و10 ضحايا جدد للتجويع في غزة... المزيد
  • 12:12 . مركز حقوقي: اختفاء القرضاوي بعد تسليمه إلى أبوظبي يثير مخاوف من القمع العابر للحدود... المزيد
  • 11:29 . حاكم عجمان يعيّن حميد بن عمار عضواً في المجلس التنفيذي للإمارة... المزيد

إنها أسئلة منتصف العمر

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 29-06-2016


يقول الكاتب مارك توين «إن العمر هو حالة عقلية بحتة، إذا لم تكترث به، فلا يهم، ولن يهم أبداً»، فهل الأمر كذلك فعلاً؟. إذا كان بإمكان الإنسان أن يتعامل مع عمره بطريقة ذهنية صرفة، دون أن يفزع ذات يوم لمرأى التجاعيد حول عينيه، والبياض الذي غزا شعره، والوهن الذي تسلل إلى عظامه، والملل الذي صار ينتابه من كل شيء، فإذا كان العمر مسألة ذهنية لا علاقة لها بالواقع المادي، كما يقول الكاتب، فكيف يمكن إقناع ملايين الناس بهذه النتيجة المثلى، ليمرروا المعضلة الأزلية، معضلة التقدم في العمر، التي تشكل الهاجس الأول والأهم منذ الأزل، وفي كل زمان ومكان؟.

معظم الناس يبدون سعداء ومبتهجين جداً وهم يحتفلون بأعياد ميلادهم في مرحلة الشباب، وتدريجياً، تبدأ الرغبة والبهجة تبهتان، كلما تقدموا في العمر، حتى يأتي اليوم الذي يقول فيه أحدهم لأصدقائه (لن أحتفل بعيد ميلادي مجدداً). لماذا؟، إنه لا يريد الاحتفال بهذه المناسبة، لسبب يبدو واضحاً جداً، وهو أنه لا يريد أن يتذكر عمره الحقيقي، ولا يريد لأحد أن يذكره به، لقد كبر بما فيه الكفاية، وهو يعرف ذلك، وليس سعيداً بهذه النتيجة (الحتمية)، لكنه لا يود لأحد أن يواجهه أو يذكره بها، لذلك تخترع النساء أعماراً غير حقيقية، لتستمر في الاحتفال بأعياد ميلادها!

هنا، ربما تبدأ عند الإنسان - الرجال والنساء معاً - ما يمكن أن نسميه، مرحلة الأسئلة الحاسمة أو المواجهة!

وعادة، فإن هذا النوع من الأسئلة تبدأ في مرحلة معينة عند الجميع، قد يسميها البعض مرحلة منتصف العمر، وقد يفضل البعض تسميتها بمرحلة النضج والاكتمال، بينما يبدو أن الأطباء لديهم تسميات مختلفة تماماً، لها علاقات بعمليات الهدم التي تحدث في الجسم ومعدلات إفراز الهرمونات، ودرجة كفاءة الأعضاء في القيام بمهامها المعتادة!

ماذا بقي لدي لأقوم به؟، كم تبقى لدي من الزمن لأقوم بكذا وكذا؟، هل هناك متسع لمزيد من الأحلام والإنجازات والبدايات؟، ماذا بعد أن كبر الأولاد وغادروا البيت، ماذا بعد أن كبرت؟، إلى أين أذهب؟، إلى الوحدة أم إلى المرض والشيخوخة والموت؟.

إنها أسئلة العلاقة بالزمن وبالمنجز الذي حققناه طوال العمر، وأيضاً سؤال العلاقة بالموت، هذه الأسئلة الخطيرة والكبيرة، تعني أن الإنسان دخل في لحظة تأمل هائلة في عمره، والتي لم يكن يتوقف عندها سابقاً، بسبب الجري وراء المنجزات والأحلام، لذلك يتفاجأ بنفسه وهو يطرحها، ويتفاجأ حين لا يعرف الإجابة عنها، أو حتى إذا عرف الإجابة!

العمر حقيقة عقلية، وليس حالة عقلية، أما طريقة التعامل مع جريانه السريع وتغيراته، فتعتمد على طريقة تربيتنا وتفكيرنا ومستوانا الثقافي والفكري، وكيف أعدتنا التربية لمواجهة هذه التغيرات، وتلك الأسئلة الكبيرة!