أحدث الأخبار
  • 07:34 . "سي إن إن": "إسرائيل" تستعد لضرب منشآت نووية إيرانية... المزيد
  • 07:31 . ترقية قائد الجيش الباكستاني إلى مارشال بعد اشتباكات الهند.. فمن هو عاصم منير؟... المزيد
  • 09:43 . السودان يتهم أبوظبي بالوقوف وراء هجوم بورتسودان... المزيد
  • 05:24 . "علماء المسلمين” يعتبرون إبادة غزة جريمة إنسانية ويطالبون بانتفاضة عاجلة... المزيد
  • 11:56 . انطلاق الدورة الرابعة من "اصنع في الإمارات" في أبوظبي... المزيد
  • 11:56 . تحوّل "كلية ليوا" إلى "جامعة ليوا" بعد اعتماد رسمي من وزارة التعليم العالي... المزيد
  • 11:16 . ترامب يشيد بالعلاقات مع الإمارات وقطر والسعودية... المزيد
  • 11:09 . روسيا تحظر نشاط منظمة العفو الدولية... المزيد
  • 11:08 . القبض على سوري مشتبه به في طعن خمسة أشخاص بمدينة بيليفيلد الألمانية... المزيد
  • 09:13 . مقتل طاقم طائرة تدريب مصرية إثر سقوطها في البحر... المزيد
  • 05:57 . السودان.. البرهان يعين المرشح الرئاسي السابق كامل إدريس رئيساً للوزراء... المزيد
  • 05:39 . صحيفة بريطانية: أبوظبي وبكين تعيدان قوات الدعم السريع إلى اللعبة بعد طردها من الخرطوم... المزيد
  • 12:00 . كيف تعود صفقات ترامب "التاريخية" مع الخليجيين بالنفع على حفنة من النافذين؟... المزيد
  • 11:12 . الجيش السوداني يستعيد منطقة استراتيجية حدودية شمال دارفور... المزيد
  • 06:16 . حجم التجارة بين الإمارات وروسيا يتجاوز 9 مليارات دولار... المزيد
  • 01:37 . السعودية تستأنف نقل الحجاج الإيرانيين جوّاً بعد عشر سنوات من التوقف... المزيد

إنها أسئلة منتصف العمر

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 29-06-2016


يقول الكاتب مارك توين «إن العمر هو حالة عقلية بحتة، إذا لم تكترث به، فلا يهم، ولن يهم أبداً»، فهل الأمر كذلك فعلاً؟. إذا كان بإمكان الإنسان أن يتعامل مع عمره بطريقة ذهنية صرفة، دون أن يفزع ذات يوم لمرأى التجاعيد حول عينيه، والبياض الذي غزا شعره، والوهن الذي تسلل إلى عظامه، والملل الذي صار ينتابه من كل شيء، فإذا كان العمر مسألة ذهنية لا علاقة لها بالواقع المادي، كما يقول الكاتب، فكيف يمكن إقناع ملايين الناس بهذه النتيجة المثلى، ليمرروا المعضلة الأزلية، معضلة التقدم في العمر، التي تشكل الهاجس الأول والأهم منذ الأزل، وفي كل زمان ومكان؟.

معظم الناس يبدون سعداء ومبتهجين جداً وهم يحتفلون بأعياد ميلادهم في مرحلة الشباب، وتدريجياً، تبدأ الرغبة والبهجة تبهتان، كلما تقدموا في العمر، حتى يأتي اليوم الذي يقول فيه أحدهم لأصدقائه (لن أحتفل بعيد ميلادي مجدداً). لماذا؟، إنه لا يريد الاحتفال بهذه المناسبة، لسبب يبدو واضحاً جداً، وهو أنه لا يريد أن يتذكر عمره الحقيقي، ولا يريد لأحد أن يذكره به، لقد كبر بما فيه الكفاية، وهو يعرف ذلك، وليس سعيداً بهذه النتيجة (الحتمية)، لكنه لا يود لأحد أن يواجهه أو يذكره بها، لذلك تخترع النساء أعماراً غير حقيقية، لتستمر في الاحتفال بأعياد ميلادها!

هنا، ربما تبدأ عند الإنسان - الرجال والنساء معاً - ما يمكن أن نسميه، مرحلة الأسئلة الحاسمة أو المواجهة!

وعادة، فإن هذا النوع من الأسئلة تبدأ في مرحلة معينة عند الجميع، قد يسميها البعض مرحلة منتصف العمر، وقد يفضل البعض تسميتها بمرحلة النضج والاكتمال، بينما يبدو أن الأطباء لديهم تسميات مختلفة تماماً، لها علاقات بعمليات الهدم التي تحدث في الجسم ومعدلات إفراز الهرمونات، ودرجة كفاءة الأعضاء في القيام بمهامها المعتادة!

ماذا بقي لدي لأقوم به؟، كم تبقى لدي من الزمن لأقوم بكذا وكذا؟، هل هناك متسع لمزيد من الأحلام والإنجازات والبدايات؟، ماذا بعد أن كبر الأولاد وغادروا البيت، ماذا بعد أن كبرت؟، إلى أين أذهب؟، إلى الوحدة أم إلى المرض والشيخوخة والموت؟.

إنها أسئلة العلاقة بالزمن وبالمنجز الذي حققناه طوال العمر، وأيضاً سؤال العلاقة بالموت، هذه الأسئلة الخطيرة والكبيرة، تعني أن الإنسان دخل في لحظة تأمل هائلة في عمره، والتي لم يكن يتوقف عندها سابقاً، بسبب الجري وراء المنجزات والأحلام، لذلك يتفاجأ بنفسه وهو يطرحها، ويتفاجأ حين لا يعرف الإجابة عنها، أو حتى إذا عرف الإجابة!

العمر حقيقة عقلية، وليس حالة عقلية، أما طريقة التعامل مع جريانه السريع وتغيراته، فتعتمد على طريقة تربيتنا وتفكيرنا ومستوانا الثقافي والفكري، وكيف أعدتنا التربية لمواجهة هذه التغيرات، وتلك الأسئلة الكبيرة!