أحدث الأخبار
  • 01:48 . إندونيسيا تشدد الإجراءات الأمنية بعد احتجاجات دامية... المزيد
  • 12:02 . 622 قتيلا في زلزال ضرب جنوب شرق أفغانستان... المزيد
  • 12:01 . المدارس الحكومية تطبق منظومة مؤشرات السلوك المتميّز بين الطلبة... المزيد
  • 12:01 . اجتماع وزاري خليجي في الكويت اليوم يتبعه لقاء مشترك مع اليابان... المزيد
  • 12:00 . الحوثيون يستهدفون سفينة نفط إسرائيلية شمال البحر الأحمر... المزيد
  • 07:11 . الاحتلال الإسرائيلي يدعي نجاحه في اغتيال أبو عبيدة... المزيد
  • 06:54 . مركز حقوقي: الإخفاء القسري أداة منهجية للقمع في أبوظبي... المزيد
  • 11:42 . "الإفتاء الشرعي" يقدم أكثر من 132 ألف فتوى خلال النصف الأول من 2025... المزيد
  • 11:29 . تراجع أسعار الديزل وزيادة طفيفة في البنزين لشهر سبتمبر بالإمارات... المزيد
  • 10:57 . السودان.. حميدتي يؤدي اليمين رئيسا للمجلس الرئاسي للحكومة الموازية... المزيد
  • 10:44 . إبحار سفينة إماراتية محملة بـ 7 آلاف طن من المساعدات إلى غزة... المزيد
  • 10:10 . أكدت استشهاد محمد السنوار.. حماس تنشر للمرة الأولى صوراً جماعية لقادتها الشهداء... المزيد
  • 08:12 . اليمن.. مقتل رئيس حكومة صنعاء مع عدد من الوزراء في قصف إسرائيلي... المزيد
  • 07:48 . اليوم.. عشرات الشهداء بنيران الاحتلال و10 ضحايا جدد للتجويع في غزة... المزيد
  • 12:12 . مركز حقوقي: اختفاء القرضاوي بعد تسليمه إلى أبوظبي يثير مخاوف من القمع العابر للحدود... المزيد
  • 11:29 . حاكم عجمان يعيّن حميد بن عمار عضواً في المجلس التنفيذي للإمارة... المزيد

الحياة خارج صندوق الاعتبارات!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 10-07-2016


الإبداع هو أعلى درجات القلق الوجودي، وكصفة هو نزوع مسيطر للتعبير عن الذات، كامن في وجدان المبدع لا يغادره أبداً، يكشف عن نفسه في حالة تجلٍّ لها علاقة بظرف أو مشهد يستفز في المبدع شيئاً ما يدفعه ليكتب أو يرسم، لذلك فلا بد أن يكون المبدع متحرراً من الارتباطات والانتماءات الوظيفية، حيث لا إبداع دون حرية.

الثابت أنه لا علاقة مؤكدة بين الإبداع (في الكتابة والرسم والموسيقى) وبين الفقر أو الغنى، أو بينه وبين شكل وطبيعة النظام السياسي، نعم هناك علاقة مؤكدة بين الإبداع والحرية، والدراسة والموهبة، لكن جينة الإبداع تولد مع الإنسان وتشق طريقها داخله سواء كان فقيراً أو غنياً، رجلاً أو امرأة.

كان ليو تولستوي سليل أسرة روسية إقطاعية من طراز رفيع، والده كونت ثري جداً، وأمه أميرة روسية، هذا الثري المرفّه الذي عاصر نهايات دولة القياصرة في القرن التاسع عشر اعتبر حتى اليوم واحداً من عباقرة فن الرواية على مستوى العالم، حتى إن رواياته المعروفة (أنا كارنينا /الحرب والسلام) لا تزال تطبع وتوزع إلى يومنا هذا.

أما (تشارلز ديكينز) الذي يصنّف أعظم الروائيين الإنجليز في العصر الفيكتوري بإجماع النقاد، فقد ولد وأمضى طفولة بائسة بسبب سجن والده والعدد الكبير لعائلته، الأمر الذي جعله يترك المدرسة باكراً، ويلتحق بوظيفة حقيرة لتوفير شيء من المال لإعالة أسرته، ديكنز مبدع حقيقي ما زالت دُور النشر تواصل طباعة رواياته الشهيرة (أوليفر تويست / قصة مدينتين / ديفيد كوبرفيلد)!

ومثل الأدب هناك رسامون مبدعون تعتبر أعمالهم الأشهر والأغلى سعراً اليوم، مع ذلك فقد عاشوا حياة بائسة محاطة بالكثير من الألغاز وعلامات الاستفهام أحياناً، أو عاشوا مصابين بأمراض لا شفاء منها، كفنان عصر النهضة الشهير (ليوناردو دافنشي) الذي يعتبر أحد أعظم عباقرة البشرية، هذا الفنان لم يكن سوى طفل غير شرعي ظل يعاني حالة قلق وعدم رضا عن أعماله برغم عظمتها، أما الهولندي (فنسنت فان جوخ) صاحب اللوحات الأغلى في العالم، فقد كان مصاباً بالصرع ومات به، ومثله كان الروائي الأميركي الشهير أرنست هيمنجواي الذي تخلص من اكتئابه الملازم بطلقة مفاجئة من بندقية صيد كانت تلازمه دوماً!

يولد المبدع مشحوناً بملكة إبداعه أياً كانت، ويؤمن في وقت مبكر بأنه ولد منذوراً لهذا الطريق، فيعيش هاجس إبداعه ويتعامل معه بكل عذاباته وآلامه وتشظيات روحه، يعيش ليكتب كما فعل (جارسيا ماركيز)، أو ليرسم كما جوخ ودافنشي، أو ليكتب أروع السمفونيات، حتى لو اضطر إلى بيعها ليعيش، كما فعل العبقري النمساوي (موزارت)، حينما ذهب إلى فرنسا باحثاً عن فرص أخرى للشهرة والمجد!