أحدث الأخبار
  • 01:58 . وزير الخارجية الإيراني يلتقي حاخاماً يهودياً خلال قمة "بريكس"... المزيد
  • 12:37 . ترامب يتنصل من مسؤوليته عقب سقوط أكثر من 80 قتيلا بفيضانات تكساس... المزيد
  • 12:02 . الإمارات توضح الجدل الدائر بشأن منح "الإقامة الذهبية" لمستثمري العملات الرقمية... المزيد
  • 11:47 . تقرير: تمرد عسكري داخل قوات تدعمها السعودية في منطقة حدودية مع اليمن... المزيد
  • 02:29 . اليمن.. الاحتلال الإسرائيلي يشن هجوماً على الحديدة... المزيد
  • 07:48 . كيف جاءت سياسة أبوظبي الخارجية بنتائج عكسية في سوريا والسودان؟... المزيد
  • 06:38 . نتنياهو: تعديلات حماس على مقترح وقف إطلاق النار “غير مقبولة”... المزيد
  • 05:37 . مباحثات سعودية مصرية حول جهود وقف إطلاق النار في غزة ومنع التصعيد بين إيران و"إسرائيل"... المزيد
  • 02:02 . تصعيد دبلوماسي جديد.. الخرطوم تتهم أبوظبي بتوفير غطاء دولي لجرائم الدعم السريع... المزيد
  • 12:01 . جبل الحبن بالفجيرة يسجل أدنى درجة حرارة في الدولة... المزيد
  • 11:50 . "التربية" تضع آليات مرنة لتصديق الشهادات الدراسية لطلبة الثاني عشر... المزيد
  • 11:47 . بريطانيا تستأنف العلاقات الدبلوماسية مع سوريا بعد قطيعة دامت 14 عاماً... المزيد
  • 11:39 . الاحتلال الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن ويفعّل صفارات الإنذار... المزيد
  • 11:22 . إيلون ماسك يعلن تأسيس "حزب أمريكا" ويعد بكسر احتكار الحزبين... المزيد
  • 06:37 . دبي تعتمد بطاقة الرسوم المدرسية للعام الأكاديمي 2025–2026... المزيد
  • 05:48 . 24 قتيلا على الأقل وأكثر من 20 مفقودة بسبب فيضانات في تكساس... المزيد

متى سيصدر تقرير تشيلكوت العرب؟

الكـاتب : علي محمد فخرو
تاريخ الخبر: 14-07-2016

في بريطانيا، حيث تعمل الديمقراطية من خلال مؤسسات مدنية فاعلة، صدر تقرير تشيلكوت بشأن الدور الذي لعبته مؤسسة الحكم البريطانية في حرب الاجتياح والاحتلال والتدمير للقطر العراقي عام 2003.
لسنا معنيين بتفاصيل التقرير وأحكامه، خصوصاً في ما يتعلق بتهم الكذب والانتهازية التي طبعت تصرفات رئيس الوزراء البريطاني آنذاك، توني بلير، ولا بالعلاقات الحميمة المشبوهة في السياسة في ما بين هذا المسؤول البريطاني ورديفه في الكذب والحماقة واحتقار القوانين والأعراف الدولية الرئيس الأمريكي السابق، جورج بوش. فمجتمعات البلدين ستحاكمهما، وتحاسبهما وتعاقبهما، وستعلًقهما على أعمدة عار التاريخ كمثالين لغياب الضمير السياسي والخلقي، وبالتالي غياب الحس الإنساني تجاه الآخرين.
لكننا يجب أن نكون معنيين بطرح السؤال التالي:
وماذا عن المؤسسات العربية السياسية والعسكرية، وعن المسؤولين العرب الذين ساهموا في تسهيل ارتكاب جريمة القرن اللئيمة الشيطانية، التي قادت إلى تشويه وإضعاف وإفساد ونهب بلد عربي أساسي شامخ في تاريخ الأمة ومحوري في كل حقول الحياة العربية المعاصرة؟
من حق الشعوب العربية أن تسأل: ما الذي دعا تلك الجهات العربية لتقديم كل أنواع التسهيلات اللوجستية لتدخل جيوش وقوى وأعوان الاستعمار الغربي، الإنكليزي والأمريكي على الأخص، عاصمة الرشيد، أحد تيجان الثقافة والعلم والزخم العروبي الصادق في وجه الصلف الصهيوني الاستيطاني؟
هل حقاً أن خبراء تلك الجهات لم يدركوا إمكانية حدوث ما حدث: من حكم أمريكي للعراق بهوى صهيوني، من تدخل إيراني طائفي لتمزيق العراق وجعله جسداً بلا إرادة ولا روح، من صعود للمليشيات والخونة والفاسدين الهادفين لإفقار العراق، ومن تقسيم إثني ومذهبي لكيان دولة العراق، وبالتالي من بناء نظام سياسي فاسد وغير ديمقراطي ومبني على أسس محاصصات طائفية ليحل محل نظام ديكتاتوري مجنون؟
هل حقاً أن مسؤولي تلك الجهات أعمتهم الثارات المؤقتة والصراعات الشخصية والمماحكات الإعلامية البليدة مع نظام الحكم العراقي، أعمتهم عن إعطاء وزن وأهمية للمصالح العربية القومية العليا، مما لم يؤد إلى تدمير العراق فقط، وإنما أيضاً إلى فتح أبواب جهنًم لتمتد نيران العراق المستباح إلى كل ما حوله عبر طول وعرض وطن العرب.
إذا كانت نتائج ومضاعفات تلك الجريمة النكراء مطروحة للنقاش في أرض مدبريها، مثل أجهزة استخبارات تلك البلدان وقياداتها السياسية والعسكرية، فلماذا لا يطرح الموضوع في أرض العرب أيضاً بالقوة نفسها وبأقصى الشفافية حتى يجلًل العار من ارتكب الفحشاء والمنكر، ويعوض شعب العراق، في أرضه المدمرة وفي منافيه، عما ألحق به الجنون السياسي من تيه وبؤس وأحزان؟
هل ما ندعو إليه ممكن؟ والجواب أن ذلك ممكن. إذ لا يمكن تصور غياب أغنياء عراقيين، وطنيين وشرفاء، وأغنياء عرب آخرين ملتزمين بقضايا أمتهم العربية الكبرى، من أجل تمويل تكوين فريق من الباحثين والدارسين العراقيين والعرب الآخرين للقيام بدراسات موضوعية رصينة حول الدور الذي لعبه بعض العرب في إنجاح الهجمة الاستعمارية الإجرامية، عسكرياً وأمنياً وسياسياً، على شعب وأرض العراق.
ليس هدف تلك الدراسة توجيه الاتهامات وإصدار الأحكام، فهذه مهمة مؤسسات القضاء والمجتمع المدني. الهدف هو إنارة فترة مظلمة من تاريخ الأمة الحديث لتعلم الدروس وأخذ العبر، خصوصاً أن الخفة نفسها في التعامل مع المصالح العربية القومية قد مورست ولاتزال تمارس في العديد من الأقطار العربية الأخرى.
ولعل ما يجري في هذه اللحظة في أقطار سوريا وليبيا واليمن والسودان والصومال وفي الوطن الفلسطيني يعبر عن فاجعة الغياب التام والهزيمة الكبرى للمصالح العربية القومية المشتركة، أمام المصالح القطرية الضيقة وأمام المهاترات العبثية في ما بين أنظمة الحكم العربية.
هناك شعوب تتعلم الدروس من خلال كشف أخطاء ممارساتها بشجاعة وبدون مراوغة، كما أن هناك شعوبا لا تريد أن تكون شريفة مع النفس فتتراكم أخطاؤها وحماقات قادتها عبر القرون وتنتقل من جيل إلى جيل. تاريخ أمتنا يظهر أننا رضينا بأن نكون من الصًنف الثاني فتراكمت الفواجع المأساوية في حياة العرب.