أحدث الأخبار
  • 01:48 . إندونيسيا تشدد الإجراءات الأمنية بعد احتجاجات دامية... المزيد
  • 12:02 . 622 قتيلا في زلزال ضرب جنوب شرق أفغانستان... المزيد
  • 12:01 . المدارس الحكومية تطبق منظومة مؤشرات السلوك المتميّز بين الطلبة... المزيد
  • 12:01 . اجتماع وزاري خليجي في الكويت اليوم يتبعه لقاء مشترك مع اليابان... المزيد
  • 12:00 . الحوثيون يستهدفون سفينة نفط إسرائيلية شمال البحر الأحمر... المزيد
  • 07:11 . الاحتلال الإسرائيلي يدعي نجاحه في اغتيال أبو عبيدة... المزيد
  • 06:54 . مركز حقوقي: الإخفاء القسري أداة منهجية للقمع في أبوظبي... المزيد
  • 11:42 . "الإفتاء الشرعي" يقدم أكثر من 132 ألف فتوى خلال النصف الأول من 2025... المزيد
  • 11:29 . تراجع أسعار الديزل وزيادة طفيفة في البنزين لشهر سبتمبر بالإمارات... المزيد
  • 10:57 . السودان.. حميدتي يؤدي اليمين رئيسا للمجلس الرئاسي للحكومة الموازية... المزيد
  • 10:44 . إبحار سفينة إماراتية محملة بـ 7 آلاف طن من المساعدات إلى غزة... المزيد
  • 10:10 . أكدت استشهاد محمد السنوار.. حماس تنشر للمرة الأولى صوراً جماعية لقادتها الشهداء... المزيد
  • 08:12 . اليمن.. مقتل رئيس حكومة صنعاء مع عدد من الوزراء في قصف إسرائيلي... المزيد
  • 07:48 . اليوم.. عشرات الشهداء بنيران الاحتلال و10 ضحايا جدد للتجويع في غزة... المزيد
  • 12:12 . مركز حقوقي: اختفاء القرضاوي بعد تسليمه إلى أبوظبي يثير مخاوف من القمع العابر للحدود... المزيد
  • 11:29 . حاكم عجمان يعيّن حميد بن عمار عضواً في المجلس التنفيذي للإمارة... المزيد

حرية التعبير وفوضى التضليل

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 19-07-2016


هناك فرق كبير بين أن تمنحك مواقع التواصل فرصة التعبير عن رأيك ومشاركة انطباعاتك بشكل علني في كل ما يدور حولك، وبين أن تعتقد بأنك أصبحت بهذه المشاركة فقيهاً أو صحفياً أو محللاً سياسياً، حتى وإن تجاوز متابعوك حاجز المليون متابع، لأن عدد متابعيك يعتبر معيار شهرة، لكنه ليس معيار تخصص يمنحك الدخول على خط التحليل والفتوى والإدلاء بآراء علمية؛ احتراماً لمناهج العلم ولعقول المتابعين على الأقل، فجماهيرية السوشال ميديا وإقبال الناس المتزايد لا يبيح ولا يبرر، بأي حال من الأحوال، حالة الفوضى التي تحدث هناك!

يحلو لكثيرين وصف هذه الفوضى على أنها تمثل فتحاً إنسانياً من ناحية حرية التعبير عن الرأي، والحقيقة أن القضية ليست في كل أشكالها تعبيراً عن هذه الحرية، فهناك انفلات أخلاقي كبير في أجزاء واسعة من هذه المواقع، وهناك ما يشبه التوحش في ممارسة التعدي على الآخرين، وكأن البعض فقد شروط إنسانيته وعقله، بحيث أصبحوا يستسهلون التخوين والتكفير وسب الآخرين وشتمهم وتسفيههم وتحويلهم إلى أضحوكة بلا أدنى سبب ظاهر أو منطقي سوى الرغبة الدفينة في إبراز أسوأ ما لديهم من غرائز سيئة، متخفين بأسماء مستعارة أو محتمين بشعارات غير حقيقية أولها شعار حرية التعبير!

يحق لنا هنا أن نستعير هذا القول (أيتها الحرية كم من الجرائم ترتكب باسمك) وهذا هو الواقع على صفحات الإعلام الجديد للأسف. إن الذين يفتقدون أساسيات الحرية لا يمكنهم أن يفهموا معنى حرية التعبير، ولذلك فالذين يرفعون هذه الشعارات بطريقة مقلوبة يكونون إما محرومين أصلاً من التعبير عن آرائهم بسبب التربية والنشأة وطبيعة النظام السياسي الذي يعيشون تحت ظله، وإما أنهم طلاب شهرة يبحثون عنها عبر أسوأ الأبواب وأقصر الطرق، وإما أنهم جهلة تصور لهم الحماقة أن التعدي والنيل من الآخرين حرية، كما صورت الحماقة للبعض أن خيانة الأوطان شكل من أشكال تحقيق العدالة!

على مواقع التواصل أيضاً يعتقد كثيرون ممن حققوا نوعاً من الشهرة وصار لهم أتباع بأنه يحق لهم الخوض في أي مجال من مجالات العلم أو شؤون الحياة، متناسين أن الرأي إذا لم يبنَ على أسس سليمة لا يعدو أن يكون مجرد انطباعات وأهواء نفس لا أكثر، لذلك لا يجوز هذا الخلط العجيب بين حرية التعبير وحرية التضليل؛ فحين لا تكون فقيهاً ومتبحراً في الدين لا يجوز لك أن تشتغل بالفتوى؛ لأنك ستتهم بالتجرؤ على الدين، وكذلك في العلم؛ فحين لا تكون مختصاً في السياسة أو الاقتصاد لا تحاول أن تجعل من نفسك محللاً أو منظراً؛ لأنك ستخلط الأمور وتضلل الرأي العام الذي يتبعك، وتبتدع آراء تدمر الآخرين أكثر مما تفيدهم.