أحدث الأخبار
  • 12:34 . "رويترز": القيادة السورية وافقت على تسليم متعلقات كوهين لـ"إسرائيل"... المزيد
  • 11:31 . فرنسا وبريطانيا وكندا تتجه للاعتراف بدولة فلسطين... المزيد
  • 11:25 . الاتحاد الأوروبي يرفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا.. والتعاون الخليجي يرحب... المزيد
  • 11:14 . أبوظبي تقحم نفسها كلاعب أساسي في إدخال المساعدات إلى غزة... المزيد
  • 07:34 . "سي إن إن": "إسرائيل" تستعد لضرب منشآت نووية إيرانية... المزيد
  • 07:31 . ترقية قائد الجيش الباكستاني إلى مارشال بعد اشتباكات الهند.. فمن هو عاصم منير؟... المزيد
  • 09:43 . السودان يتهم أبوظبي بالوقوف وراء هجوم بورتسودان... المزيد
  • 05:24 . "علماء المسلمين” يعتبرون إبادة غزة جريمة إنسانية ويطالبون بانتفاضة عاجلة... المزيد
  • 11:56 . انطلاق الدورة الرابعة من "اصنع في الإمارات" في أبوظبي... المزيد
  • 11:56 . تحوّل "كلية ليوا" إلى "جامعة ليوا" بعد اعتماد رسمي من وزارة التعليم العالي... المزيد
  • 11:16 . ترامب يشيد بالعلاقات مع الإمارات وقطر والسعودية... المزيد
  • 11:09 . روسيا تحظر نشاط منظمة العفو الدولية... المزيد
  • 11:08 . القبض على سوري مشتبه به في طعن خمسة أشخاص بمدينة بيليفيلد الألمانية... المزيد
  • 09:13 . مقتل طاقم طائرة تدريب مصرية إثر سقوطها في البحر... المزيد
  • 05:57 . السودان.. البرهان يعين المرشح الرئاسي السابق كامل إدريس رئيساً للوزراء... المزيد
  • 05:39 . صحيفة بريطانية: أبوظبي وبكين تعيدان قوات الدعم السريع إلى اللعبة بعد طردها من الخرطوم... المزيد

حرية التعبير وفوضى التضليل

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 19-07-2016


هناك فرق كبير بين أن تمنحك مواقع التواصل فرصة التعبير عن رأيك ومشاركة انطباعاتك بشكل علني في كل ما يدور حولك، وبين أن تعتقد بأنك أصبحت بهذه المشاركة فقيهاً أو صحفياً أو محللاً سياسياً، حتى وإن تجاوز متابعوك حاجز المليون متابع، لأن عدد متابعيك يعتبر معيار شهرة، لكنه ليس معيار تخصص يمنحك الدخول على خط التحليل والفتوى والإدلاء بآراء علمية؛ احتراماً لمناهج العلم ولعقول المتابعين على الأقل، فجماهيرية السوشال ميديا وإقبال الناس المتزايد لا يبيح ولا يبرر، بأي حال من الأحوال، حالة الفوضى التي تحدث هناك!

يحلو لكثيرين وصف هذه الفوضى على أنها تمثل فتحاً إنسانياً من ناحية حرية التعبير عن الرأي، والحقيقة أن القضية ليست في كل أشكالها تعبيراً عن هذه الحرية، فهناك انفلات أخلاقي كبير في أجزاء واسعة من هذه المواقع، وهناك ما يشبه التوحش في ممارسة التعدي على الآخرين، وكأن البعض فقد شروط إنسانيته وعقله، بحيث أصبحوا يستسهلون التخوين والتكفير وسب الآخرين وشتمهم وتسفيههم وتحويلهم إلى أضحوكة بلا أدنى سبب ظاهر أو منطقي سوى الرغبة الدفينة في إبراز أسوأ ما لديهم من غرائز سيئة، متخفين بأسماء مستعارة أو محتمين بشعارات غير حقيقية أولها شعار حرية التعبير!

يحق لنا هنا أن نستعير هذا القول (أيتها الحرية كم من الجرائم ترتكب باسمك) وهذا هو الواقع على صفحات الإعلام الجديد للأسف. إن الذين يفتقدون أساسيات الحرية لا يمكنهم أن يفهموا معنى حرية التعبير، ولذلك فالذين يرفعون هذه الشعارات بطريقة مقلوبة يكونون إما محرومين أصلاً من التعبير عن آرائهم بسبب التربية والنشأة وطبيعة النظام السياسي الذي يعيشون تحت ظله، وإما أنهم طلاب شهرة يبحثون عنها عبر أسوأ الأبواب وأقصر الطرق، وإما أنهم جهلة تصور لهم الحماقة أن التعدي والنيل من الآخرين حرية، كما صورت الحماقة للبعض أن خيانة الأوطان شكل من أشكال تحقيق العدالة!

على مواقع التواصل أيضاً يعتقد كثيرون ممن حققوا نوعاً من الشهرة وصار لهم أتباع بأنه يحق لهم الخوض في أي مجال من مجالات العلم أو شؤون الحياة، متناسين أن الرأي إذا لم يبنَ على أسس سليمة لا يعدو أن يكون مجرد انطباعات وأهواء نفس لا أكثر، لذلك لا يجوز هذا الخلط العجيب بين حرية التعبير وحرية التضليل؛ فحين لا تكون فقيهاً ومتبحراً في الدين لا يجوز لك أن تشتغل بالفتوى؛ لأنك ستتهم بالتجرؤ على الدين، وكذلك في العلم؛ فحين لا تكون مختصاً في السياسة أو الاقتصاد لا تحاول أن تجعل من نفسك محللاً أو منظراً؛ لأنك ستخلط الأمور وتضلل الرأي العام الذي يتبعك، وتبتدع آراء تدمر الآخرين أكثر مما تفيدهم.