أحدث الأخبار
  • 01:58 . وزير الخارجية الإيراني يلتقي حاخاماً يهودياً خلال قمة "بريكس"... المزيد
  • 12:37 . ترامب يتنصل من مسؤوليته عقب سقوط أكثر من 80 قتيلا بفيضانات تكساس... المزيد
  • 12:02 . الإمارات توضح الجدل الدائر بشأن منح "الإقامة الذهبية" لمستثمري العملات الرقمية... المزيد
  • 11:47 . تقرير: تمرد عسكري داخل قوات تدعمها السعودية في منطقة حدودية مع اليمن... المزيد
  • 02:29 . اليمن.. الاحتلال الإسرائيلي يشن هجوماً على الحديدة... المزيد
  • 07:48 . كيف جاءت سياسة أبوظبي الخارجية بنتائج عكسية في سوريا والسودان؟... المزيد
  • 06:38 . نتنياهو: تعديلات حماس على مقترح وقف إطلاق النار “غير مقبولة”... المزيد
  • 05:37 . مباحثات سعودية مصرية حول جهود وقف إطلاق النار في غزة ومنع التصعيد بين إيران و"إسرائيل"... المزيد
  • 02:02 . تصعيد دبلوماسي جديد.. الخرطوم تتهم أبوظبي بتوفير غطاء دولي لجرائم الدعم السريع... المزيد
  • 12:01 . جبل الحبن بالفجيرة يسجل أدنى درجة حرارة في الدولة... المزيد
  • 11:50 . "التربية" تضع آليات مرنة لتصديق الشهادات الدراسية لطلبة الثاني عشر... المزيد
  • 11:47 . بريطانيا تستأنف العلاقات الدبلوماسية مع سوريا بعد قطيعة دامت 14 عاماً... المزيد
  • 11:39 . الاحتلال الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن ويفعّل صفارات الإنذار... المزيد
  • 11:22 . إيلون ماسك يعلن تأسيس "حزب أمريكا" ويعد بكسر احتكار الحزبين... المزيد
  • 06:37 . دبي تعتمد بطاقة الرسوم المدرسية للعام الأكاديمي 2025–2026... المزيد
  • 05:48 . 24 قتيلا على الأقل وأكثر من 20 مفقودة بسبب فيضانات في تكساس... المزيد

ميونخ التي أعرفها جيداً

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 25-07-2016


زرت ميونخ للمرة الأولى صيف عام 1999، بعدها وخلال أكثر من 15 عاماً، زرت هذه المدينة مراراً وتكراراً، وبينما فرقت الأيام وظروف العمل بين صديقات السفر والرحلات بعد أن كبرن وتغيرن ودارت بهن الحياة دورتها الطبيعية، فإن ميونخ وفي كل مرة أذهب إليها أجدها كما هي، محطة القطارات الرئيسية، مطاعم الأندرجراوند، عربات بيع الفاكهة في المارين، المقاهي التي لا تجد فيها مكاناً فارغاً، برج الكنيسة الضخم، أسماء المحال الكبرى، محال الموضة في شارع ماكسيميليان، ازدحام المارين بلاتز الدائم، المطر الذي لا ينقطع، كل شيء في ميونخ في مكانه كأنك تركته مساء البارحة.

يوم انقلب العالم رأساً على عقب، إثر تفجيرات نيويورك في سبتمبر من العام 2001 كنت هناك بصحبة والدتي في رحلة علاج طالت بعض الشيء، يومها امتلأت نفوس الناس بالخوف، وزادت وتيرة التحذيرات، وطفحت وسائل الإعلام الألمانية بصور أسامة بن لادن، وبالموقف من الإسلام والمسلمين، لكن شيئاً واحداً لم يتغير، هدوء ميونخ وأمانها وسلاسة الحياة والحركة في كل مكان فيها، حتى هذا الذعر الذي يسيطر على الناس والحكومات اليوم إثر العمليات الإرهابية لم يكن له أي أثر في تلك الأيام!

بعد زيارتي الأولى تلك زرت ميونخ مراراً وتكراراً، للعلاج، ولقضاء إجازات ممتعة، وللانطلاق منها لمدن أخرى، لقد ظل الأمان صفتها الملازمة، حتى حين كان البعض يتحدث عن تعصب الألمان وجديتهم وصرامتهم، كنت أتذكر أنني لم أُسْرَق يوماً هناك، وعندما نسيت كتاباً كنت أقرؤه في أحد المقاهي وجدته مرسلاً إليّ عبر عنوان المكتب الصحي للإمارات الذي كان مسجلاً داخل الكتاب، كنت أنظر للجانب الإيجابي الذي تركته الصرامة والجدية على المجتمع الألماني.

إن الدقة والجدية هي ما أوجد ألمانيا وحافظ عليها، وجعلها أيقونة للصناعة المتقدمة والمتقنة وللحرفية الفائقة وللنظام والشفافية، لقد مر هذا البلد بتطورات تاريخية زلزلت الناس ووضعتهم أمام خيارات وجودية قاسية جداً، خاصة في تلك اللحظة التي هزمت فيها ألمانيا ولم يبق في معظم مدنها حجرا على حجر، وحدها قوة القيم الألمانية وصلابة الإنسان ومشروعات الإعمار الهائلة هي ما نهض بألمانيا من رمادها، لتقف اليوم على قمة اقتصادات العالم.

لقد أحببت كل شيء في ميونخ، وحين وقف ذلك المعتوه يصوب رصاص مسدسه على الناس في الشارع، شعرت بالصدمة وبحزن شديد، وبأنني أعرف ذلك المكان جيداً، فلطالما مررت به، وهالني منظر الناس وهم يركضون بهلع بحثاً عن ملجأ من رصاص مجنون لا يعرف معنى وقيمة الأمان، كما تعرفها شعوب دفعت ملايين الضحايا لتصل إلى أمانها الحالي، ولتتشارك ثمار هذا الأمان مع الجميع.