أحدث الأخبار
  • 01:06 . رويترز: مهبط طائرات ممول من أبوظبي في ليبيا يغيّر موازين الحرب السودانية... المزيد
  • 12:35 . بسبب الرقائق الإلكترونية.. أبوظبي في مرمى التحقيقات الأمريكية... المزيد
  • 08:07 . كاتب إسرائيلي يكشف عن خلافات بين ترامب ونتنياهو قبيل لقائهما القادم... المزيد
  • 06:27 . الأرصاد يتوقع طقساً صحواً إلى غائم جزئياً خلال الغد... المزيد
  • 06:24 . سيناتور أمريكي: صواريخ إيران قادرة على اختراق "القبة الحديدية" الإسرائيلية... المزيد
  • 12:43 . مقتل جنرال في الجيش الروسي بانفجار في موسكو... المزيد
  • 12:24 . هيئة فلسطينية: مستوطنات الاحتلال الجديدة حرب إبادة على الجغرافيا... المزيد
  • 11:55 . تحقيق استقصائي: الإمارات محطة محورية في شبكة تجنيد مرتزقة كولومبيين للقتال في السودان... المزيد
  • 11:51 . السعودية تمنح قائد جيش باكستان وسام الملك عبدالعزيز... المزيد
  • 11:23 . خلال زيارته لقاعدة عسكرية فرنسية بأبوظبي.. ماكرون يعلن عن بناء حاملة طائرات جديدة... المزيد
  • 11:09 . "الإمارات للخدمات الصحية": 3699 زوجاً خضعوا للفحص الجيني قبل الزواج خلال 2025... المزيد
  • 01:21 . محمد بن زايد وماكرون يبحثان تعزيز العلاقات الاقتصادية... المزيد
  • 08:02 . سوريا تعلن تفكيك خلية لتنظيم الدولة في عملية أمنية بريف دمشق... المزيد
  • 07:09 . الاحتلال الإسرائيلي يصادق على إنشاء 19 مستوطنة جديدة بالضفة... المزيد
  • 01:45 . تقرير: مستهلكون يشكون تجاهل اللغة العربية في كتابة لافتات السلع... المزيد
  • 01:29 . فوز البروفيسور اللبناني بادي هاني بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة الاقتصاد... المزيد

ميونخ التي أعرفها جيداً

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 25-07-2016


زرت ميونخ للمرة الأولى صيف عام 1999، بعدها وخلال أكثر من 15 عاماً، زرت هذه المدينة مراراً وتكراراً، وبينما فرقت الأيام وظروف العمل بين صديقات السفر والرحلات بعد أن كبرن وتغيرن ودارت بهن الحياة دورتها الطبيعية، فإن ميونخ وفي كل مرة أذهب إليها أجدها كما هي، محطة القطارات الرئيسية، مطاعم الأندرجراوند، عربات بيع الفاكهة في المارين، المقاهي التي لا تجد فيها مكاناً فارغاً، برج الكنيسة الضخم، أسماء المحال الكبرى، محال الموضة في شارع ماكسيميليان، ازدحام المارين بلاتز الدائم، المطر الذي لا ينقطع، كل شيء في ميونخ في مكانه كأنك تركته مساء البارحة.

يوم انقلب العالم رأساً على عقب، إثر تفجيرات نيويورك في سبتمبر من العام 2001 كنت هناك بصحبة والدتي في رحلة علاج طالت بعض الشيء، يومها امتلأت نفوس الناس بالخوف، وزادت وتيرة التحذيرات، وطفحت وسائل الإعلام الألمانية بصور أسامة بن لادن، وبالموقف من الإسلام والمسلمين، لكن شيئاً واحداً لم يتغير، هدوء ميونخ وأمانها وسلاسة الحياة والحركة في كل مكان فيها، حتى هذا الذعر الذي يسيطر على الناس والحكومات اليوم إثر العمليات الإرهابية لم يكن له أي أثر في تلك الأيام!

بعد زيارتي الأولى تلك زرت ميونخ مراراً وتكراراً، للعلاج، ولقضاء إجازات ممتعة، وللانطلاق منها لمدن أخرى، لقد ظل الأمان صفتها الملازمة، حتى حين كان البعض يتحدث عن تعصب الألمان وجديتهم وصرامتهم، كنت أتذكر أنني لم أُسْرَق يوماً هناك، وعندما نسيت كتاباً كنت أقرؤه في أحد المقاهي وجدته مرسلاً إليّ عبر عنوان المكتب الصحي للإمارات الذي كان مسجلاً داخل الكتاب، كنت أنظر للجانب الإيجابي الذي تركته الصرامة والجدية على المجتمع الألماني.

إن الدقة والجدية هي ما أوجد ألمانيا وحافظ عليها، وجعلها أيقونة للصناعة المتقدمة والمتقنة وللحرفية الفائقة وللنظام والشفافية، لقد مر هذا البلد بتطورات تاريخية زلزلت الناس ووضعتهم أمام خيارات وجودية قاسية جداً، خاصة في تلك اللحظة التي هزمت فيها ألمانيا ولم يبق في معظم مدنها حجرا على حجر، وحدها قوة القيم الألمانية وصلابة الإنسان ومشروعات الإعمار الهائلة هي ما نهض بألمانيا من رمادها، لتقف اليوم على قمة اقتصادات العالم.

لقد أحببت كل شيء في ميونخ، وحين وقف ذلك المعتوه يصوب رصاص مسدسه على الناس في الشارع، شعرت بالصدمة وبحزن شديد، وبأنني أعرف ذلك المكان جيداً، فلطالما مررت به، وهالني منظر الناس وهم يركضون بهلع بحثاً عن ملجأ من رصاص مجنون لا يعرف معنى وقيمة الأمان، كما تعرفها شعوب دفعت ملايين الضحايا لتصل إلى أمانها الحالي، ولتتشارك ثمار هذا الأمان مع الجميع.