أحدث الأخبار
  • 01:48 . إندونيسيا تشدد الإجراءات الأمنية بعد احتجاجات دامية... المزيد
  • 12:02 . 622 قتيلا في زلزال ضرب جنوب شرق أفغانستان... المزيد
  • 12:01 . المدارس الحكومية تطبق منظومة مؤشرات السلوك المتميّز بين الطلبة... المزيد
  • 12:01 . اجتماع وزاري خليجي في الكويت اليوم يتبعه لقاء مشترك مع اليابان... المزيد
  • 12:00 . الحوثيون يستهدفون سفينة نفط إسرائيلية شمال البحر الأحمر... المزيد
  • 07:11 . الاحتلال الإسرائيلي يدعي نجاحه في اغتيال أبو عبيدة... المزيد
  • 06:54 . مركز حقوقي: الإخفاء القسري أداة منهجية للقمع في أبوظبي... المزيد
  • 11:42 . "الإفتاء الشرعي" يقدم أكثر من 132 ألف فتوى خلال النصف الأول من 2025... المزيد
  • 11:29 . تراجع أسعار الديزل وزيادة طفيفة في البنزين لشهر سبتمبر بالإمارات... المزيد
  • 10:57 . السودان.. حميدتي يؤدي اليمين رئيسا للمجلس الرئاسي للحكومة الموازية... المزيد
  • 10:44 . إبحار سفينة إماراتية محملة بـ 7 آلاف طن من المساعدات إلى غزة... المزيد
  • 10:10 . أكدت استشهاد محمد السنوار.. حماس تنشر للمرة الأولى صوراً جماعية لقادتها الشهداء... المزيد
  • 08:12 . اليمن.. مقتل رئيس حكومة صنعاء مع عدد من الوزراء في قصف إسرائيلي... المزيد
  • 07:48 . اليوم.. عشرات الشهداء بنيران الاحتلال و10 ضحايا جدد للتجويع في غزة... المزيد
  • 12:12 . مركز حقوقي: اختفاء القرضاوي بعد تسليمه إلى أبوظبي يثير مخاوف من القمع العابر للحدود... المزيد
  • 11:29 . حاكم عجمان يعيّن حميد بن عمار عضواً في المجلس التنفيذي للإمارة... المزيد

حول زفة التعاطف الدولي مع انقلابيي تركيا

الكـاتب : ياسر الزعاترة
تاريخ الخبر: 25-07-2016


حتى بوتن الذي طارد معارضيه في أقاصي الأرض، وقتل بعضهم بالسم، بينما نكل بهم في الداخل، لم يتخلف عن الزفة التي تابعناها ضد الإجراءات التي اتخذت بحق الانقلابيين في تركيا. سبقه إلى ذلك جحافل من كل أصقاع الأرض. من أميركا إلى أوروبا (الاتحاد، ودول بمفردها)، وحتى إيران التي نسيت على ما يبدو ما فعلته بالمعارضين عشية انتخابات 2009، ولا بالمعتقلين الذين تزدحم بهم سجونها، ولا بكونها واحدة من أكثر الدول تنفيذا لحكم الإعدام، ولأسباب واهية حين يتعلق الأمر بمعارضين سياسيين، بخاصة من العرب الأحواز أو أهل السنّة.
لعل الأكثر إثارة للازدراء في الزفة المذكورة، هو تهديد بعض الأوروبيين لتركيا بأنها لن تدخل الاتحاد الأوروبي إذا أقرّت حكم الإعدام، كأنهم يفكرون أصلا في ضمّها، فيما يعلم الجميع أن الأمر لا يعدو مسلسلا هزيلا لن يفضي إلى شيء. وقد قال كاميرون قبل أسابيع إن تركيا ستدخل الاتحاد عام 3000!!
لم يتوقف الأمر عند التصريحات، فقد تجندت وسائل الإعلام الغربية في الزفة، وراحت تنشر القصص حول ما يتعرض له الانقلابيون من قمع، ووصل الحال ببعضها حد فبركة صور وفيديوهات، وكان مثيرا أن يتصدر الإعلام الإيراني والمصري الزفة، وقبله الإعلام الغربي، وإن كان الأخير أكثر رصانة بطبيعة الحال.
لم يلتفت كل أولئك لمئات القتلى والجرحى الذين سقطوا برصاص منفذي الانقلاب، ولا لحقيقة أنهم كانوا ينقلبون على حكومة منتخبة، وبسيف القوة، وأنهم كانوا ينوون قتل الرئيس التركي نفسه، حيث كان ذلك جزءا من مخططهم، ولا نريد أن ندخل في المقارنات التي تفضح ازدواجية معايير القوم، مقارنة بما جرى في مصر، وحين تعرض المعارضون لحملة سحق غير مسبوقة، وحيث يقبع أكثر من خمسين ألفا منهم في السجون الآن.
هناك ما تقوله هذه الزفة لمن أراد أن يقرأ ما بين سطورها، بل إن الأمر واضح كل الوضوح لمن أراد الإنصاف. ما تقوله هو أن أغلب دول العالم كانت تتمنى نجاح الانقلاب، بما فيها أنظمة الثورة المضادة وإيران، فضلا عن الكيان الصهيوني؛ صاحب التأثير الأكبر في مواقف أميركا والغرب عموما من ملفات الشرق الأوسط.
هم بطبيعة الحال لا ينقمون من أردوغان دكتاتوريته، ففي هذا الفضاء الشرق أوسطي الكثير من الدكتاتورية والقمع الذي لا يجدون بأسا في التعامل معه، بل مديح حكمته في بعض الأحيان، بل ينقمون منه المواقف، ومع أننا كتبنا سابقا نقدا رآه البعض قاسيا بحق الرجل، بسبب مواقفه غير المدروسة في السنوات الأخيرة، إلا أن دكتاتوريته شيء آخر، فمن يعرض نفسه على الناس من خلال انتخابات نزيهة، ويشكو معارضيه للقضاء، لا يمكن أن يوصف بأنه دكتاتور، ولا قيمة هنا لاستعادة هتلر كزعيم منتخب، لأنه مثال بائس لا يمكن أن يكون منطقيا هنا.
حين يبقى الخطر قائما، فمن الطبيعي أن تكثر الاعتقالات، وقد ينطوي ذلك على بعض الظلم، مع رفضنا لاستهداف مؤيدي الانقلاب بمجرد الموقف دون مشاركة بفعل أو تحريض، لكن المرحلة بعد تجاوز خطر تجدد الانقلاب شيء آخر، ونحن مع أن تكون الحكمة هي العنوان الأهم في التعاطي مع الموقف، ولا بد من سياسة العفو عمن يستحقونه، لأن العفو في حالات كهذه ليس موقفا أخلاقيا فقط، بل قد يكون حكمة سياسية أيضا.
هي حملة رخيصة على كل حال تريد التنغيص على انتصار كبير حققه الشعب التركي في مواجهة لصوص أرادوا السطو على قراره السياسي.