أحدث الأخبار
  • 12:34 . "رويترز": القيادة السورية وافقت على تسليم متعلقات كوهين لـ"إسرائيل"... المزيد
  • 11:31 . فرنسا وبريطانيا وكندا تتجه للاعتراف بدولة فلسطين... المزيد
  • 11:25 . الاتحاد الأوروبي يرفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا.. والتعاون الخليجي يرحب... المزيد
  • 11:14 . أبوظبي تقحم نفسها كلاعب أساسي في إدخال المساعدات إلى غزة... المزيد
  • 07:34 . "سي إن إن": "إسرائيل" تستعد لضرب منشآت نووية إيرانية... المزيد
  • 07:31 . ترقية قائد الجيش الباكستاني إلى مارشال بعد اشتباكات الهند.. فمن هو عاصم منير؟... المزيد
  • 09:43 . السودان يتهم أبوظبي بالوقوف وراء هجوم بورتسودان... المزيد
  • 05:24 . "علماء المسلمين” يعتبرون إبادة غزة جريمة إنسانية ويطالبون بانتفاضة عاجلة... المزيد
  • 11:56 . انطلاق الدورة الرابعة من "اصنع في الإمارات" في أبوظبي... المزيد
  • 11:56 . تحوّل "كلية ليوا" إلى "جامعة ليوا" بعد اعتماد رسمي من وزارة التعليم العالي... المزيد
  • 11:16 . ترامب يشيد بالعلاقات مع الإمارات وقطر والسعودية... المزيد
  • 11:09 . روسيا تحظر نشاط منظمة العفو الدولية... المزيد
  • 11:08 . القبض على سوري مشتبه به في طعن خمسة أشخاص بمدينة بيليفيلد الألمانية... المزيد
  • 09:13 . مقتل طاقم طائرة تدريب مصرية إثر سقوطها في البحر... المزيد
  • 05:57 . السودان.. البرهان يعين المرشح الرئاسي السابق كامل إدريس رئيساً للوزراء... المزيد
  • 05:39 . صحيفة بريطانية: أبوظبي وبكين تعيدان قوات الدعم السريع إلى اللعبة بعد طردها من الخرطوم... المزيد

«الرفيق» وقت الضيق

الكـاتب : عبدالله الشويخ
تاريخ الخبر: 28-07-2016


لم أكن أحبّه، ولم نكن نتشارك الباص نفسه الذي يُقلّ الطلبة إلى منازلهم، أنا كنت أركب في باص شارع الوحدة، وهو كان يركب في باص الملك فيصل، لم يكن من شلّتي، ولا من مجموعة الطلبة الذين يلعبون بكرة تنس أرضي مهترئة مباراة طاحنة في الساحة، لم نكن نملك الميول ذاتها تجاه السماسيم أو السجائر التي يهرّبها البعض، لم نكن نقرأ القصص السخيفة ذاتها، باختصار لم يكن بيننا أي مشترك! ولا ماضٍ ولا مستقبل ولا عاطفة، إلا أنه ذات يوم من الأيام تم طردنا سوياً من الفصل، هو لأنه أصدر صوتاً بذيئاً، وأنا لسبب بالطبع لن أفصح عنه، ولكنني أؤمن بأنك تؤمن بأني بريء!

وفقط لأننا ذات يوم قد طُردنا سوياً في الوقت ذاته، أصبح هناك نوع من العلاقة غير المعلنة بيننا.. حلف قذر.. رغم أنني لم أحبّه قط.. لا أعرف ما هو التعبير النفسي المناسب عن هذه الحالة؟ أنا لم أكن أسجل اسمه قط حين يتم تتويجي كـ(عريف للفصل) مهما أصدر من أصوات بذيئة، وهو كان يعطيني صوته (الانتخابي وليس البذيء) كلما جرت انتخابات مدرسية نزيهة.

الأمر كان يشبه العناصر المشتركة في تلك النكات السمجة التي تملأ الفضاء السيبيري، ما هو وجه الشبه بين السمكة والعمود؟ كلاهما لا يمكننا أن نصنع منه دبس الرمان!.

بقيت تلك الحوادث وذلك الـ(رفيق) منزويين في أقصى جوارير الذاكرة، حتى قرأتُ المكتوب على لوحة رخامية فخمة، وبأحرف ملكية رسمها خط الديواني، تضم تعريفاً لشارع وحديقة تم افتتاحهما حديثاً في دمشق:

(شارع سيادة الرئيس كيم غيل سونغ العظيم، أمين عام اللجنة المركزية لحزب العمل الكوري والزعيم الأبدي للشعب الكوري الصديق، وصديق الشعب العربي السوري).

هكذا إذاً! في خضم كل هذه الأحداث والتاريخ العربي السوري لم يبقَ إلا عائلة البوكيمون التي لا يعرف العالم متى تضغط على الزر الأحمر لكي تبدأ الحرب النووية الجديدة كي نسمّي بها مدننا، لا أعرف من مر في ذلك الشارع؟ هل وطئته خيول ملوك الأمويين؟ هل ألقى فيه سيف الدولة الحمداني كلمة أمام وفود ملوك الروم؟ هل اشترى منه نزار باقة ورد يهديها لحبيبة أحببناها أكثر منه؟ لم يبقَ من تاريخ دمشق كي يسمّى باسمه ذلك الشارع سوى المفحوم كيم غيل سونغ؟ لماذا؟ هل يشترك الرفقاء هنا بهواية إعدام المعارضين بإلقائهم للكلاب الجائعة أم بتفجيرهم بصاروخ، لأنهم لم يصفّقوا بالقوة المناسبة! يا إلهي مجرد التفكير في هذه الأساليب الجميلة للتخلص من المعارضين يجعلني أهتف تلقائياً ودون شعور.. الله.. سورية.. بشار وبس!

الاحتفالية بافتتاح الشارع الدمشقي لم ينقصها، حين نقلتها وكالات الأنباء، سوى موسيقى «سنان» الكئيبة (ما أحلى أن نكون في وطن واحد... فالخير للجميع والحب للجميع)، ورود وأزهار وأناس من الجانبين يرتدون ثياباً نظيفة.. شعورهم مصففة بعناية، يعيشون بمعزل تام في كلا البلدين عما يحدث فيهما، ولم يجمعهم سوى الطرد من الفصل ذات حصة.. وبالطبع يجمعهما حب اللون الأحمر!