أحدث الأخبار
  • 01:48 . إندونيسيا تشدد الإجراءات الأمنية بعد احتجاجات دامية... المزيد
  • 12:02 . 622 قتيلا في زلزال ضرب جنوب شرق أفغانستان... المزيد
  • 12:01 . المدارس الحكومية تطبق منظومة مؤشرات السلوك المتميّز بين الطلبة... المزيد
  • 12:01 . اجتماع وزاري خليجي في الكويت اليوم يتبعه لقاء مشترك مع اليابان... المزيد
  • 12:00 . الحوثيون يستهدفون سفينة نفط إسرائيلية شمال البحر الأحمر... المزيد
  • 07:11 . الاحتلال الإسرائيلي يدعي نجاحه في اغتيال أبو عبيدة... المزيد
  • 06:54 . مركز حقوقي: الإخفاء القسري أداة منهجية للقمع في أبوظبي... المزيد
  • 11:42 . "الإفتاء الشرعي" يقدم أكثر من 132 ألف فتوى خلال النصف الأول من 2025... المزيد
  • 11:29 . تراجع أسعار الديزل وزيادة طفيفة في البنزين لشهر سبتمبر بالإمارات... المزيد
  • 10:57 . السودان.. حميدتي يؤدي اليمين رئيسا للمجلس الرئاسي للحكومة الموازية... المزيد
  • 10:44 . إبحار سفينة إماراتية محملة بـ 7 آلاف طن من المساعدات إلى غزة... المزيد
  • 10:10 . أكدت استشهاد محمد السنوار.. حماس تنشر للمرة الأولى صوراً جماعية لقادتها الشهداء... المزيد
  • 08:12 . اليمن.. مقتل رئيس حكومة صنعاء مع عدد من الوزراء في قصف إسرائيلي... المزيد
  • 07:48 . اليوم.. عشرات الشهداء بنيران الاحتلال و10 ضحايا جدد للتجويع في غزة... المزيد
  • 12:12 . مركز حقوقي: اختفاء القرضاوي بعد تسليمه إلى أبوظبي يثير مخاوف من القمع العابر للحدود... المزيد
  • 11:29 . حاكم عجمان يعيّن حميد بن عمار عضواً في المجلس التنفيذي للإمارة... المزيد

«الرفيق» وقت الضيق

الكـاتب : عبدالله الشويخ
تاريخ الخبر: 28-07-2016


لم أكن أحبّه، ولم نكن نتشارك الباص نفسه الذي يُقلّ الطلبة إلى منازلهم، أنا كنت أركب في باص شارع الوحدة، وهو كان يركب في باص الملك فيصل، لم يكن من شلّتي، ولا من مجموعة الطلبة الذين يلعبون بكرة تنس أرضي مهترئة مباراة طاحنة في الساحة، لم نكن نملك الميول ذاتها تجاه السماسيم أو السجائر التي يهرّبها البعض، لم نكن نقرأ القصص السخيفة ذاتها، باختصار لم يكن بيننا أي مشترك! ولا ماضٍ ولا مستقبل ولا عاطفة، إلا أنه ذات يوم من الأيام تم طردنا سوياً من الفصل، هو لأنه أصدر صوتاً بذيئاً، وأنا لسبب بالطبع لن أفصح عنه، ولكنني أؤمن بأنك تؤمن بأني بريء!

وفقط لأننا ذات يوم قد طُردنا سوياً في الوقت ذاته، أصبح هناك نوع من العلاقة غير المعلنة بيننا.. حلف قذر.. رغم أنني لم أحبّه قط.. لا أعرف ما هو التعبير النفسي المناسب عن هذه الحالة؟ أنا لم أكن أسجل اسمه قط حين يتم تتويجي كـ(عريف للفصل) مهما أصدر من أصوات بذيئة، وهو كان يعطيني صوته (الانتخابي وليس البذيء) كلما جرت انتخابات مدرسية نزيهة.

الأمر كان يشبه العناصر المشتركة في تلك النكات السمجة التي تملأ الفضاء السيبيري، ما هو وجه الشبه بين السمكة والعمود؟ كلاهما لا يمكننا أن نصنع منه دبس الرمان!.

بقيت تلك الحوادث وذلك الـ(رفيق) منزويين في أقصى جوارير الذاكرة، حتى قرأتُ المكتوب على لوحة رخامية فخمة، وبأحرف ملكية رسمها خط الديواني، تضم تعريفاً لشارع وحديقة تم افتتاحهما حديثاً في دمشق:

(شارع سيادة الرئيس كيم غيل سونغ العظيم، أمين عام اللجنة المركزية لحزب العمل الكوري والزعيم الأبدي للشعب الكوري الصديق، وصديق الشعب العربي السوري).

هكذا إذاً! في خضم كل هذه الأحداث والتاريخ العربي السوري لم يبقَ إلا عائلة البوكيمون التي لا يعرف العالم متى تضغط على الزر الأحمر لكي تبدأ الحرب النووية الجديدة كي نسمّي بها مدننا، لا أعرف من مر في ذلك الشارع؟ هل وطئته خيول ملوك الأمويين؟ هل ألقى فيه سيف الدولة الحمداني كلمة أمام وفود ملوك الروم؟ هل اشترى منه نزار باقة ورد يهديها لحبيبة أحببناها أكثر منه؟ لم يبقَ من تاريخ دمشق كي يسمّى باسمه ذلك الشارع سوى المفحوم كيم غيل سونغ؟ لماذا؟ هل يشترك الرفقاء هنا بهواية إعدام المعارضين بإلقائهم للكلاب الجائعة أم بتفجيرهم بصاروخ، لأنهم لم يصفّقوا بالقوة المناسبة! يا إلهي مجرد التفكير في هذه الأساليب الجميلة للتخلص من المعارضين يجعلني أهتف تلقائياً ودون شعور.. الله.. سورية.. بشار وبس!

الاحتفالية بافتتاح الشارع الدمشقي لم ينقصها، حين نقلتها وكالات الأنباء، سوى موسيقى «سنان» الكئيبة (ما أحلى أن نكون في وطن واحد... فالخير للجميع والحب للجميع)، ورود وأزهار وأناس من الجانبين يرتدون ثياباً نظيفة.. شعورهم مصففة بعناية، يعيشون بمعزل تام في كلا البلدين عما يحدث فيهما، ولم يجمعهم سوى الطرد من الفصل ذات حصة.. وبالطبع يجمعهما حب اللون الأحمر!