أحدث الأخبار
  • 01:58 . وزير الخارجية الإيراني يلتقي حاخاماً يهودياً خلال قمة "بريكس"... المزيد
  • 12:37 . ترامب يتنصل من مسؤوليته عقب سقوط أكثر من 80 قتيلا بفيضانات تكساس... المزيد
  • 12:02 . الإمارات توضح الجدل الدائر بشأن منح "الإقامة الذهبية" لمستثمري العملات الرقمية... المزيد
  • 11:47 . تقرير: تمرد عسكري داخل قوات تدعمها السعودية في منطقة حدودية مع اليمن... المزيد
  • 02:29 . اليمن.. الاحتلال الإسرائيلي يشن هجوماً على الحديدة... المزيد
  • 07:48 . كيف جاءت سياسة أبوظبي الخارجية بنتائج عكسية في سوريا والسودان؟... المزيد
  • 06:38 . نتنياهو: تعديلات حماس على مقترح وقف إطلاق النار “غير مقبولة”... المزيد
  • 05:37 . مباحثات سعودية مصرية حول جهود وقف إطلاق النار في غزة ومنع التصعيد بين إيران و"إسرائيل"... المزيد
  • 02:02 . تصعيد دبلوماسي جديد.. الخرطوم تتهم أبوظبي بتوفير غطاء دولي لجرائم الدعم السريع... المزيد
  • 12:01 . جبل الحبن بالفجيرة يسجل أدنى درجة حرارة في الدولة... المزيد
  • 11:50 . "التربية" تضع آليات مرنة لتصديق الشهادات الدراسية لطلبة الثاني عشر... المزيد
  • 11:47 . بريطانيا تستأنف العلاقات الدبلوماسية مع سوريا بعد قطيعة دامت 14 عاماً... المزيد
  • 11:39 . الاحتلال الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن ويفعّل صفارات الإنذار... المزيد
  • 11:22 . إيلون ماسك يعلن تأسيس "حزب أمريكا" ويعد بكسر احتكار الحزبين... المزيد
  • 06:37 . دبي تعتمد بطاقة الرسوم المدرسية للعام الأكاديمي 2025–2026... المزيد
  • 05:48 . 24 قتيلا على الأقل وأكثر من 20 مفقودة بسبب فيضانات في تكساس... المزيد

التشيّع السنّي!

الكـاتب : زياد الدريس
تاريخ الخبر: 28-07-2016


ظل العلماء وقادة الرأي الإسلامي طوال القرون الماضية ينظرون إلى الموقف الشيعي من مآلات الفتنة الكبرى بين علي ومعاوية، رضي الله عنهما، نظرة الناقد الحكيم، المتعالي فوق الخوض في تلك الخصومة، المترفّع عن التورط في حكايات حيكت عليها خلال قرون متوالية من إشعال الحطب قبل أن ينطفئ!

وكان شعار هذا الموقف السنّي الحكيم هو المقولة الخالدة للخليفة عمر بن عبدالعزيز: «تلك فتنة عصم الله منها سيوفنا، فنعصم منها ألسنتنا».

حمتْ هذه المقولة العُمرية المكوّن السني من الاحتراب والتنازع على واحدة من أهم، إن لم تكن هي أهم الصراعات السياسية في التاريخ الإسلامي.

ظل أهل السنّة يتفاخرون بهذا التعقل والرزانة وعدم الانجرار لساحات الاصطفاف المتقاتلة، وحقّ لهم أن يفخروا بذلك. لكنهم، بعد أن تماسكوا لقرونٍ مضت أمام فخاخ الفتنة الكبرى، بدأوا الآن بالتنازل عن هذه الميزة الأخلاقية الحكيمة أمام فتنة صغرى، بل أصغر من الصغرى.

وبعد أن كان شعارهم الذي يحثّون العامة على التمسك به طوال تاريخ مضى، هو البقاء على مسافة واحدة من أطراف الفتنة الكبرى، أصبح شعارهم الذي يحثون الناس عليه الآن هو الابتعاد عن التميّع وضرورة المفاصلة، مع أو ضد، أبيض أو أسود، يمين أو يسار. وأن الوسطية في هذه المواقف هي تهرّب وخور وخنوع وانتهازية.

تشيّعَ أهل السنّة الآن، بعد فتنة الربيع العربي، وليتهم تشيّعوا لعلي أو معاوية، بل لأردوغان أو السيسي. من يمتدح أردوغان بشيء فقد خان وطنه، عند فئة منهم. ومن ينتقد أردوغان في شيء فقد خان دينه، عند فئة أخرى. والحال كذلك مع السيسي والسبسي وهادي ومحمد وغيرهم. وتحولت عادة الشتم على المنابر في أعقاب الفتنة الكبرى، إلى تشاتم على المنابر الافتراضية أثناء الفتنة الصغرى! وإذا لم تستجب للدخول في وحل هذا التشاتم اليومي فإنك ستُتهم بالخيانة الوطنية من جهة، أو بالارتخاء الديني من جهة أخرى.

كلا الطرفين يدّعي أنك كي تُثبت استقلاليتك يجب أن يكون انحيازك ساطعاً واضحاً دائماً. وما عرفوا أن الاستقلالية الحقيقية والصادقة هي في قدرتك على الانفكاك من مداومة الاصطفاف مع طرف... على الحق والباطل، وهي في قدرتك اليوم على امتداح من ذممته بالأمس، أو أن تذمّ اليوم من امتدحته بالأمس، لأنك تقيّم الأفعال بمعزل عن الأشخاص.

سيصفونك بأنك: متميّع، متراخ، متقلب، متطلّع، بلا موقف، بلا منهج، بلا طعم.

لا تستجب لهذه الفخاخ، أو تستفزك هذه التصنيفات. كن مستقلاً، لا تمتنع عن قول رأيك ونقدك، وإعجابك وامتعاضك، وفرحك وحزنك، ولكن امتنع عن صعود منابر التشاتم، واسترجع شعارك القديم: هذه فتنةٌ... فلنعصم منها ألسنتنا... ليس عن الرأي، بل عن البذاءة.