أحدث الأخبار
  • 12:34 . "رويترز": القيادة السورية وافقت على تسليم متعلقات كوهين لـ"إسرائيل"... المزيد
  • 11:31 . فرنسا وبريطانيا وكندا تتجه للاعتراف بدولة فلسطين... المزيد
  • 11:25 . الاتحاد الأوروبي يرفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا.. والتعاون الخليجي يرحب... المزيد
  • 11:14 . أبوظبي تقحم نفسها كلاعب أساسي في إدخال المساعدات إلى غزة... المزيد
  • 07:34 . "سي إن إن": "إسرائيل" تستعد لضرب منشآت نووية إيرانية... المزيد
  • 07:31 . ترقية قائد الجيش الباكستاني إلى مارشال بعد اشتباكات الهند.. فمن هو عاصم منير؟... المزيد
  • 09:43 . السودان يتهم أبوظبي بالوقوف وراء هجوم بورتسودان... المزيد
  • 05:24 . "علماء المسلمين” يعتبرون إبادة غزة جريمة إنسانية ويطالبون بانتفاضة عاجلة... المزيد
  • 11:56 . انطلاق الدورة الرابعة من "اصنع في الإمارات" في أبوظبي... المزيد
  • 11:56 . تحوّل "كلية ليوا" إلى "جامعة ليوا" بعد اعتماد رسمي من وزارة التعليم العالي... المزيد
  • 11:16 . ترامب يشيد بالعلاقات مع الإمارات وقطر والسعودية... المزيد
  • 11:09 . روسيا تحظر نشاط منظمة العفو الدولية... المزيد
  • 11:08 . القبض على سوري مشتبه به في طعن خمسة أشخاص بمدينة بيليفيلد الألمانية... المزيد
  • 09:13 . مقتل طاقم طائرة تدريب مصرية إثر سقوطها في البحر... المزيد
  • 05:57 . السودان.. البرهان يعين المرشح الرئاسي السابق كامل إدريس رئيساً للوزراء... المزيد
  • 05:39 . صحيفة بريطانية: أبوظبي وبكين تعيدان قوات الدعم السريع إلى اللعبة بعد طردها من الخرطوم... المزيد

التشيّع السنّي!

الكـاتب : زياد الدريس
تاريخ الخبر: 28-07-2016


ظل العلماء وقادة الرأي الإسلامي طوال القرون الماضية ينظرون إلى الموقف الشيعي من مآلات الفتنة الكبرى بين علي ومعاوية، رضي الله عنهما، نظرة الناقد الحكيم، المتعالي فوق الخوض في تلك الخصومة، المترفّع عن التورط في حكايات حيكت عليها خلال قرون متوالية من إشعال الحطب قبل أن ينطفئ!

وكان شعار هذا الموقف السنّي الحكيم هو المقولة الخالدة للخليفة عمر بن عبدالعزيز: «تلك فتنة عصم الله منها سيوفنا، فنعصم منها ألسنتنا».

حمتْ هذه المقولة العُمرية المكوّن السني من الاحتراب والتنازع على واحدة من أهم، إن لم تكن هي أهم الصراعات السياسية في التاريخ الإسلامي.

ظل أهل السنّة يتفاخرون بهذا التعقل والرزانة وعدم الانجرار لساحات الاصطفاف المتقاتلة، وحقّ لهم أن يفخروا بذلك. لكنهم، بعد أن تماسكوا لقرونٍ مضت أمام فخاخ الفتنة الكبرى، بدأوا الآن بالتنازل عن هذه الميزة الأخلاقية الحكيمة أمام فتنة صغرى، بل أصغر من الصغرى.

وبعد أن كان شعارهم الذي يحثّون العامة على التمسك به طوال تاريخ مضى، هو البقاء على مسافة واحدة من أطراف الفتنة الكبرى، أصبح شعارهم الذي يحثون الناس عليه الآن هو الابتعاد عن التميّع وضرورة المفاصلة، مع أو ضد، أبيض أو أسود، يمين أو يسار. وأن الوسطية في هذه المواقف هي تهرّب وخور وخنوع وانتهازية.

تشيّعَ أهل السنّة الآن، بعد فتنة الربيع العربي، وليتهم تشيّعوا لعلي أو معاوية، بل لأردوغان أو السيسي. من يمتدح أردوغان بشيء فقد خان وطنه، عند فئة منهم. ومن ينتقد أردوغان في شيء فقد خان دينه، عند فئة أخرى. والحال كذلك مع السيسي والسبسي وهادي ومحمد وغيرهم. وتحولت عادة الشتم على المنابر في أعقاب الفتنة الكبرى، إلى تشاتم على المنابر الافتراضية أثناء الفتنة الصغرى! وإذا لم تستجب للدخول في وحل هذا التشاتم اليومي فإنك ستُتهم بالخيانة الوطنية من جهة، أو بالارتخاء الديني من جهة أخرى.

كلا الطرفين يدّعي أنك كي تُثبت استقلاليتك يجب أن يكون انحيازك ساطعاً واضحاً دائماً. وما عرفوا أن الاستقلالية الحقيقية والصادقة هي في قدرتك على الانفكاك من مداومة الاصطفاف مع طرف... على الحق والباطل، وهي في قدرتك اليوم على امتداح من ذممته بالأمس، أو أن تذمّ اليوم من امتدحته بالأمس، لأنك تقيّم الأفعال بمعزل عن الأشخاص.

سيصفونك بأنك: متميّع، متراخ، متقلب، متطلّع، بلا موقف، بلا منهج، بلا طعم.

لا تستجب لهذه الفخاخ، أو تستفزك هذه التصنيفات. كن مستقلاً، لا تمتنع عن قول رأيك ونقدك، وإعجابك وامتعاضك، وفرحك وحزنك، ولكن امتنع عن صعود منابر التشاتم، واسترجع شعارك القديم: هذه فتنةٌ... فلنعصم منها ألسنتنا... ليس عن الرأي، بل عن البذاءة.