أحدث الأخبار
  • 01:06 . رويترز: مهبط طائرات ممول من أبوظبي في ليبيا يغيّر موازين الحرب السودانية... المزيد
  • 12:35 . بسبب الرقائق الإلكترونية.. أبوظبي في مرمى التحقيقات الأمريكية... المزيد
  • 08:07 . كاتب إسرائيلي يكشف عن خلافات بين ترامب ونتنياهو قبيل لقائهما القادم... المزيد
  • 06:27 . الأرصاد يتوقع طقساً صحواً إلى غائم جزئياً خلال الغد... المزيد
  • 06:24 . سيناتور أمريكي: صواريخ إيران قادرة على اختراق "القبة الحديدية" الإسرائيلية... المزيد
  • 12:43 . مقتل جنرال في الجيش الروسي بانفجار في موسكو... المزيد
  • 12:24 . هيئة فلسطينية: مستوطنات الاحتلال الجديدة حرب إبادة على الجغرافيا... المزيد
  • 11:55 . تحقيق استقصائي: الإمارات محطة محورية في شبكة تجنيد مرتزقة كولومبيين للقتال في السودان... المزيد
  • 11:51 . السعودية تمنح قائد جيش باكستان وسام الملك عبدالعزيز... المزيد
  • 11:23 . خلال زيارته لقاعدة عسكرية فرنسية بأبوظبي.. ماكرون يعلن عن بناء حاملة طائرات جديدة... المزيد
  • 11:09 . "الإمارات للخدمات الصحية": 3699 زوجاً خضعوا للفحص الجيني قبل الزواج خلال 2025... المزيد
  • 01:21 . محمد بن زايد وماكرون يبحثان تعزيز العلاقات الاقتصادية... المزيد
  • 08:02 . سوريا تعلن تفكيك خلية لتنظيم الدولة في عملية أمنية بريف دمشق... المزيد
  • 07:09 . الاحتلال الإسرائيلي يصادق على إنشاء 19 مستوطنة جديدة بالضفة... المزيد
  • 01:45 . تقرير: مستهلكون يشكون تجاهل اللغة العربية في كتابة لافتات السلع... المزيد
  • 01:29 . فوز البروفيسور اللبناني بادي هاني بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة الاقتصاد... المزيد

التشيّع السنّي!

الكـاتب : زياد الدريس
تاريخ الخبر: 28-07-2016


ظل العلماء وقادة الرأي الإسلامي طوال القرون الماضية ينظرون إلى الموقف الشيعي من مآلات الفتنة الكبرى بين علي ومعاوية، رضي الله عنهما، نظرة الناقد الحكيم، المتعالي فوق الخوض في تلك الخصومة، المترفّع عن التورط في حكايات حيكت عليها خلال قرون متوالية من إشعال الحطب قبل أن ينطفئ!

وكان شعار هذا الموقف السنّي الحكيم هو المقولة الخالدة للخليفة عمر بن عبدالعزيز: «تلك فتنة عصم الله منها سيوفنا، فنعصم منها ألسنتنا».

حمتْ هذه المقولة العُمرية المكوّن السني من الاحتراب والتنازع على واحدة من أهم، إن لم تكن هي أهم الصراعات السياسية في التاريخ الإسلامي.

ظل أهل السنّة يتفاخرون بهذا التعقل والرزانة وعدم الانجرار لساحات الاصطفاف المتقاتلة، وحقّ لهم أن يفخروا بذلك. لكنهم، بعد أن تماسكوا لقرونٍ مضت أمام فخاخ الفتنة الكبرى، بدأوا الآن بالتنازل عن هذه الميزة الأخلاقية الحكيمة أمام فتنة صغرى، بل أصغر من الصغرى.

وبعد أن كان شعارهم الذي يحثّون العامة على التمسك به طوال تاريخ مضى، هو البقاء على مسافة واحدة من أطراف الفتنة الكبرى، أصبح شعارهم الذي يحثون الناس عليه الآن هو الابتعاد عن التميّع وضرورة المفاصلة، مع أو ضد، أبيض أو أسود، يمين أو يسار. وأن الوسطية في هذه المواقف هي تهرّب وخور وخنوع وانتهازية.

تشيّعَ أهل السنّة الآن، بعد فتنة الربيع العربي، وليتهم تشيّعوا لعلي أو معاوية، بل لأردوغان أو السيسي. من يمتدح أردوغان بشيء فقد خان وطنه، عند فئة منهم. ومن ينتقد أردوغان في شيء فقد خان دينه، عند فئة أخرى. والحال كذلك مع السيسي والسبسي وهادي ومحمد وغيرهم. وتحولت عادة الشتم على المنابر في أعقاب الفتنة الكبرى، إلى تشاتم على المنابر الافتراضية أثناء الفتنة الصغرى! وإذا لم تستجب للدخول في وحل هذا التشاتم اليومي فإنك ستُتهم بالخيانة الوطنية من جهة، أو بالارتخاء الديني من جهة أخرى.

كلا الطرفين يدّعي أنك كي تُثبت استقلاليتك يجب أن يكون انحيازك ساطعاً واضحاً دائماً. وما عرفوا أن الاستقلالية الحقيقية والصادقة هي في قدرتك على الانفكاك من مداومة الاصطفاف مع طرف... على الحق والباطل، وهي في قدرتك اليوم على امتداح من ذممته بالأمس، أو أن تذمّ اليوم من امتدحته بالأمس، لأنك تقيّم الأفعال بمعزل عن الأشخاص.

سيصفونك بأنك: متميّع، متراخ، متقلب، متطلّع، بلا موقف، بلا منهج، بلا طعم.

لا تستجب لهذه الفخاخ، أو تستفزك هذه التصنيفات. كن مستقلاً، لا تمتنع عن قول رأيك ونقدك، وإعجابك وامتعاضك، وفرحك وحزنك، ولكن امتنع عن صعود منابر التشاتم، واسترجع شعارك القديم: هذه فتنةٌ... فلنعصم منها ألسنتنا... ليس عن الرأي، بل عن البذاءة.