أحدث الأخبار
  • 12:34 . "رويترز": القيادة السورية وافقت على تسليم متعلقات كوهين لـ"إسرائيل"... المزيد
  • 11:31 . فرنسا وبريطانيا وكندا تتجه للاعتراف بدولة فلسطين... المزيد
  • 11:25 . الاتحاد الأوروبي يرفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا.. والتعاون الخليجي يرحب... المزيد
  • 11:14 . أبوظبي تقحم نفسها كلاعب أساسي في إدخال المساعدات إلى غزة... المزيد
  • 07:34 . "سي إن إن": "إسرائيل" تستعد لضرب منشآت نووية إيرانية... المزيد
  • 07:31 . ترقية قائد الجيش الباكستاني إلى مارشال بعد اشتباكات الهند.. فمن هو عاصم منير؟... المزيد
  • 09:43 . السودان يتهم أبوظبي بالوقوف وراء هجوم بورتسودان... المزيد
  • 05:24 . "علماء المسلمين” يعتبرون إبادة غزة جريمة إنسانية ويطالبون بانتفاضة عاجلة... المزيد
  • 11:56 . انطلاق الدورة الرابعة من "اصنع في الإمارات" في أبوظبي... المزيد
  • 11:56 . تحوّل "كلية ليوا" إلى "جامعة ليوا" بعد اعتماد رسمي من وزارة التعليم العالي... المزيد
  • 11:16 . ترامب يشيد بالعلاقات مع الإمارات وقطر والسعودية... المزيد
  • 11:09 . روسيا تحظر نشاط منظمة العفو الدولية... المزيد
  • 11:08 . القبض على سوري مشتبه به في طعن خمسة أشخاص بمدينة بيليفيلد الألمانية... المزيد
  • 09:13 . مقتل طاقم طائرة تدريب مصرية إثر سقوطها في البحر... المزيد
  • 05:57 . السودان.. البرهان يعين المرشح الرئاسي السابق كامل إدريس رئيساً للوزراء... المزيد
  • 05:39 . صحيفة بريطانية: أبوظبي وبكين تعيدان قوات الدعم السريع إلى اللعبة بعد طردها من الخرطوم... المزيد

«كنافة أهل السنة..!!»

الكـاتب : عبدالله الشويخ
تاريخ الخبر: 04-09-2016


كان هناك ذلك المحل الشهير لبيع الكنافة، طعمٌ من الجنة، أنا أفضلها ناعمة وبالجبنة بالطبع، بلغت شهرته الآفاق وفتح الله عليه - كما يقال - حتى إن الإدارة العامة للشرطة كانت تضطر لإرسال دورية تنظم المرور أمام محله في المناسبات وقبيل الإفطار في شهر رمضان، وكان نفس السيناريو يتكرر بحذافيره في مدينة مجاورة، نفس الاسم ونفس اللوحة الزرقاء الجميلة.. ونفس الكنافة.. وذات الطعم من الجنة.. وفجأة وضع صاحبنا لوحة مكتوبة بخط يد جميل في تلك الأيام تقول بوضوح: «لا يوجد لدينا فرع آخر».

بحكم الفجع وطعم الكنافة اللذيذ الذي يدغدغ نهايات التذوق في العضلة التي لا تعرف الكسل، تعاطف الجميع معه وبدأوا ينظرون بعين الشك إلى محل الكنافة الآخر في المدينة المجاورة، ولكن المفاجأة كانت حين وضع الأخير لوحة مطبوعة بالحاسب الآلي يقول فيها: لا حول ولا قوة إلا بالله، لا يوجد لدينا فروع أخرى خاصة في مدينة (...)، كانت الإشارة مباشرة والحوقلة في البداية استطاعت استمالة الجماهير.. خصوصاً أنك تعرف أن الجماهير مؤمنة وتحب طعم الجنة!

بدأت الفتنة بعدها بعامين حين تغيرت قوانين اللوحات التجارية، وقام كلا المحلين باستبدال لوحته ليضع بدلاً منها اسمه التجاري بوضوح وقد أضاف كلٌّ منهما كلمة «الأصلي» وراء اسمه.. كنافة فلان «الأصلي» احذروا التقليد.

حتى سقوط بغداد كنت أعرف أنني مسلم، مسلم فقط! وبعد السقوط اكتشفنا أننا أهل السنة والجماعة.. وهو ما لم نكن نختلف فيه.. واليوم أكتشف أنني لست من أهل السنة والجماعة؛ إذ إن لها مواصفات وشروطاً معقدة وضعها العلماء الأفاضل في جلسة شركسية.. أصبت بالإحباط.. تخيل حين يطلب منك والداك بعد أربعين عاماً أن تجلس إليهما في الغرفة الخلفية: «إنت مش ابننا يا تامر.. إحنه متبنيينك!! لكن التبني حرام يا ماما! معلش.. المخرج عايز كده!».

بعدها بساعات قليلة عادت إليّ روحي المعنوية بعد تأكيد عدد آخر من العلماء الأفاضل في جلسة شرقية بأنني من أهل السنة والجماعة! وأنه «ما علي من حد».. عدت إلى الغرفة الخلفية وأشرت للمخرج وللممثلة الرديئة بإشارة بذيئة وخرجت!

يا جماعة!! لقد مللنا فعلاً.. وحتى الجماعة ملوا... طالما أن هناك «جماعة» مع أهل السنة فكلنا «جماعة».. من لم يكن من الجماعة فهو حتماً من جماعة أخرى!! قبلتنا واحدة.. وإلهنا واحد.. ولدينا جيل يعلم الله الواحد وحده ما ينتظره من تحديات.. ولدينا أحلام لأمتنا وطموحات نرغب في تحقيقها.. فنرجوكم لقد تعبنا ومللنا من خلافاتكم التي تغرق الغرقان أكثر.. خذوا بضاعتكم واتركونا!

وليكن في علمكم.. للتاريخ فقط.. أن مستثمراً أجنبياً زار البلد واشترى بعد ذلك محلي الكنافة المذكورين ووحّدهما تحت اسمه التجاري!.. والحق يقال: لايزال الطعم نفسه!