أحدث الأخبار
  • 08:07 . كاتب إسرائيلي يكشف عن خلافات بين ترامب ونتنياهو قبيل لقائهما القادم... المزيد
  • 06:27 . الأرصاد يتوقع طقساً صحواً إلى غائم جزئياً خلال الغد... المزيد
  • 06:24 . سيناتور أمريكي: صواريخ إيران قادرة على اختراق "القبة الحديدية" الإسرائيلية... المزيد
  • 12:43 . مقتل جنرال في الجيش الروسي بانفجار في موسكو... المزيد
  • 12:24 . هيئة فلسطينية: مستوطنات الاحتلال الجديدة حرب إبادة على الجغرافيا... المزيد
  • 11:55 . تحقيق استقصائي: الإمارات محطة محورية في شبكة تجنيد مرتزقة كولومبيين للقتال في السودان... المزيد
  • 11:51 . السعودية تمنح قائد جيش باكستان وسام الملك عبدالعزيز... المزيد
  • 11:23 . خلال زيارته لقاعدة عسكرية فرنسية بأبوظبي.. ماكرون يعلن عن بناء حاملة طائرات جديدة... المزيد
  • 11:09 . "الإمارات للخدمات الصحية": 3699 زوجاً خضعوا للفحص الجيني قبل الزواج خلال 2025... المزيد
  • 01:21 . محمد بن زايد وماكرون يبحثان تعزيز العلاقات الاقتصادية... المزيد
  • 08:02 . سوريا تعلن تفكيك خلية لتنظيم الدولة في عملية أمنية بريف دمشق... المزيد
  • 07:09 . الاحتلال الإسرائيلي يصادق على إنشاء 19 مستوطنة جديدة بالضفة... المزيد
  • 01:45 . تقرير: مستهلكون يشكون تجاهل اللغة العربية في كتابة لافتات السلع... المزيد
  • 01:29 . فوز البروفيسور اللبناني بادي هاني بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة الاقتصاد... المزيد
  • 01:06 . تركيا تحذر من الانتهاكات الإسرائيلية وتتحدث عن "تفاهمات مُبشرة" خلال اجتماع ميامي بشأن غزة... المزيد
  • 12:55 . موجة استنكار واسعة بعد إساءة روبنسون للمسلمين ومطالبات باعتقاله في دبي... المزيد

«حين أضاع جلجامش طريقه..!!»

الكـاتب : عبدالله الشويخ
تاريخ الخبر: 06-09-2016


للعرب شاعريتهم الخاصة في تعابيرهم اللونية! ربما كان مرجع ذلك إلى أن لوحتهم الطبيعية كانت غالباً صفراء، لذا فحين تزهو الألوان في محيطهم يبدعون في وصفها لعلها تبقى.. فدرجات اللون الأسود على سبيل المثال تراوح بين الأسود الحالك فالأسود حلكوك فالدجوجي ثم الغربيب، والأحمر إن علت درجته سمي بالأحمر القاني، والأبيض ناصع، والأصفر فاقع، والأزرق غامق، أما اللون الأخضر فيسمى «داكن».

وللون الأخضر الداكن خصوصيته المقرفة، فهو في الأيام المظلمة يبدو أسود مستأنث، وتكاد الدرجات اللونية الفاصلة بين اللون الأسود وبين الأخضر المتسخ بسواد الآخرين تتضاءل كلما غابت شمس الحضارة أو خفت أنوار المحبة والتسامح.

كنت أحاول أن أبرر بهذه الفلسفة اللونية موقفنا لعلاوي صديقنا العراقي السعيد بـ«تي-شيرت» أبناء الرافدين الأخضر أثناء مباراة العراق وأستراليا الأخيرة في تصفيات كأس العالم المزمع إقامتها عند بوتين.. لكنه نظر لي بطريقة «عزت الدوري» وقال شيئاً ما عن العروبة التي ماتت وعن شواربي التي لا تستحق أن تكون على وجهي، وإهانات أخرى كثيرة.. كنت كغيري من الشباب مستغرباً أنه جاء بالفعل اليوم الذي أشجع فيه منتخباً أجنبياً.. وربما أجنبياً جداً وهو يلعب أمام منتخب عربي.. العراق، الذي شجعناه صغاراً بشكل كبير.. وأحببنا فيه أسماء كثيره في الثمانينات.. حسين سعيد.. أحمد راضي.. رعد حمودي.. وذهبنا جميعاً لمآزرته في النادي الأهلي في دبي عام 96 حين لعب مع المنتخب الإيراني في أول ظهور له بعد انقطاع.. ومازالت جملة أحد المعلقين الرياضيين الحماسية بعد هدفهم الأول: المنتخب العراقي يكشر عن أنيابه في دبي!! ماثلة في الأذهان.. فما الذي تغير فينا؟ الحقيقة البسيطة أننا لسنا نحن من تغير.. ولكن ستبقى الرياضة طفلة صغيرة تدور في فلك عائلة السياسة.. لم يستطع أحد منا أن يتعاطف مع منتخب رأينا وسائل الإعلام تنقل صور أفراده واحداً بعد الآخر ينضمون لما يعرف بـ«الحشد الشعبي» الذي يصنف خليجياً كميليشيا إرهابية.. لم نستطع أن نتعاطف مع لاعبين رأوا أن مبارياتهم يجب أن تقام على أرضهم الثانية لأنها الأقرب لهم، وكانت المفاجأة أنهم يقصدون «طهران».. رياضة نعم ولكننا كنا نرى دماء إخوتنا في أيدي لاعبي الحشد الشعبي.. لا يمكنك أن تنتمي بكل صراحة إلى الشهنامة ثم تطلب مني أن أتلو عليك أشعار جلجامش قبل النوم!!

ما حدث في المباراة السابقة وما ظهر من ميل المشجع العربي عموماً والخليجي خصوصاً ليس سوى إشارة إلى ما في القلوب، وإشارة إلى أن الرقع يتسع بيننا وبين جزء جديد يكاد يضيع من هذا الوطن المتعب، والكرة في ملعب جلجامش الذي عليه أن يتذكر دوماً أن صديقه البشري الضعيف كان هو رفيق الدرب الحقيقي، وهو الذي في نهاية الملحمة ضحى بروحه كي يساعده على قتل الثور المقدس!!