أحدث الأخبار
  • 08:07 . كاتب إسرائيلي يكشف عن خلافات بين ترامب ونتنياهو قبيل لقائهما القادم... المزيد
  • 06:27 . الأرصاد يتوقع طقساً صحواً إلى غائم جزئياً خلال الغد... المزيد
  • 06:24 . سيناتور أمريكي: صواريخ إيران قادرة على اختراق "القبة الحديدية" الإسرائيلية... المزيد
  • 12:43 . مقتل جنرال في الجيش الروسي بانفجار في موسكو... المزيد
  • 12:24 . هيئة فلسطينية: مستوطنات الاحتلال الجديدة حرب إبادة على الجغرافيا... المزيد
  • 11:55 . تحقيق استقصائي: الإمارات محطة محورية في شبكة تجنيد مرتزقة كولومبيين للقتال في السودان... المزيد
  • 11:51 . السعودية تمنح قائد جيش باكستان وسام الملك عبدالعزيز... المزيد
  • 11:23 . خلال زيارته لقاعدة عسكرية فرنسية بأبوظبي.. ماكرون يعلن عن بناء حاملة طائرات جديدة... المزيد
  • 11:09 . "الإمارات للخدمات الصحية": 3699 زوجاً خضعوا للفحص الجيني قبل الزواج خلال 2025... المزيد
  • 01:21 . محمد بن زايد وماكرون يبحثان تعزيز العلاقات الاقتصادية... المزيد
  • 08:02 . سوريا تعلن تفكيك خلية لتنظيم الدولة في عملية أمنية بريف دمشق... المزيد
  • 07:09 . الاحتلال الإسرائيلي يصادق على إنشاء 19 مستوطنة جديدة بالضفة... المزيد
  • 01:45 . تقرير: مستهلكون يشكون تجاهل اللغة العربية في كتابة لافتات السلع... المزيد
  • 01:29 . فوز البروفيسور اللبناني بادي هاني بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة الاقتصاد... المزيد
  • 01:06 . تركيا تحذر من الانتهاكات الإسرائيلية وتتحدث عن "تفاهمات مُبشرة" خلال اجتماع ميامي بشأن غزة... المزيد
  • 12:55 . موجة استنكار واسعة بعد إساءة روبنسون للمسلمين ومطالبات باعتقاله في دبي... المزيد

أن تكتب رواية!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 18-09-2016


أن تكتب رواية، معناه أن تخترع وجوداً وحياة كاملة، أنت فقط من يحدد أقدار ومصائر شخوصها، فإذا فكرت في كتابة رواية، عليك أن تتيقن من قدرتك على اجتراح المفاجآت، وإلا فما الذي سيميزك عمن سبقك؟، هذا يعني أن تكون ممسوساً بالكتابة، لا متطفلاً عليها، وألا تقدم سرداً مكرراً ومهادناً ومعتاداً، وأن تطرح أسئلة وجودية حقيقية لا يقترب منها أحد عادة في الحياة العامة، فرواية بدون أسئلة، تثير القلق أو تدفع إلى الجدل، تمر كهواء بلا ظل ولا أثر!

إن من قرأ لكل من دستويفسكي وأنطوان تشيخوف وتولستوي وفيكتور هوغو ويوسا وماركيز، ونجيب محفوظ وعبد الرحمن منيف، وربيع جابر، وإبراهيم نصر الله، مستوعباً نتاجاتهم العبقرية، ودورهم في تغيير مسار الرواية، وتأثيرهم في حياة مجتمعاتهم، وصولاً لكل المجتمعات، لا شك سيفكر طويلاً وكثيراً قبل أن يكتب رواية، كنوع من تغيير الجو أو رغبة في الظهور، فاستسهال كتابة الرواية، هو ما جعل الرواية العربية تتجمد في مكانها منذ نجيب محفوظ!

لا بد أن نتوقف كثيراً أمام أولئك الكتاب وتلك الأعمال العظيمة التي خلفوها وراءهم، فأن تظل رواية كتبت منذ قرون محل طباعة وتداول بين الناس حتى يومنا هذا، لأمر يدعو للعجب والإعجاب، نقول منذ قرون، وليس سنوات.

وما ذلك إلا بسبب النفس الإنساني الملحمي الذي يشكل حقيقة وطبيعة تلك الأعمال، فرواية مثل «الديكاميرون» مثلاً للإيطالي جيوفاني بوكاشيو، كتبت في القرن الرابع عشر، وما زالت تطبع حتى اليوم، أما رواية «البؤساء» لفيكتور هوغو، فنشرت لأول مرة عام 1862، وما زالت تحتل أرفف جميع المكتبات حول العالم، ومثلهما روايات أنّا كارنينا، آلام فيرتر، ألف ليلة وليلة، الإخوة كرامازوف، مسرحيات شكسبير، وغيرها الكثير.

هذه أعمال عبقرية بكل معنى الكلمة، أنتجها كتاب بعضهم لامس قاع الفقر، وبعضهم تربع على إمبراطوريات من المال، فلا علاقة للعبقرية بمقدار المال الذي في جيبك، إنسانيتك هي التي تحدد توجهاتك، تجاربك في الحياة، اتساع أفقك وطريقة تقييمك لنفسك ولدورك، وأيضاً عمق ثقافتك.. إن كتابة رواية، ليس نزهة، وليس هواية، إنه أشبه باجتراح حياة كاملة على الورق، وحياة موازية في الواقع، نعم، كلنا متساوون في الحقوق والواجبات، لكن ليس في كتابة الرواية حتماً!!