أحدث الأخبار
  • 01:58 . وزير الخارجية الإيراني يلتقي حاخاماً يهودياً خلال قمة "بريكس"... المزيد
  • 12:37 . ترامب يتنصل من مسؤوليته عقب سقوط أكثر من 80 قتيلا بفيضانات تكساس... المزيد
  • 12:02 . الإمارات توضح الجدل الدائر بشأن منح "الإقامة الذهبية" لمستثمري العملات الرقمية... المزيد
  • 11:47 . تقرير: تمرد عسكري داخل قوات تدعمها السعودية في منطقة حدودية مع اليمن... المزيد
  • 02:29 . اليمن.. الاحتلال الإسرائيلي يشن هجوماً على الحديدة... المزيد
  • 07:48 . كيف جاءت سياسة أبوظبي الخارجية بنتائج عكسية في سوريا والسودان؟... المزيد
  • 06:38 . نتنياهو: تعديلات حماس على مقترح وقف إطلاق النار “غير مقبولة”... المزيد
  • 05:37 . مباحثات سعودية مصرية حول جهود وقف إطلاق النار في غزة ومنع التصعيد بين إيران و"إسرائيل"... المزيد
  • 02:02 . تصعيد دبلوماسي جديد.. الخرطوم تتهم أبوظبي بتوفير غطاء دولي لجرائم الدعم السريع... المزيد
  • 12:01 . جبل الحبن بالفجيرة يسجل أدنى درجة حرارة في الدولة... المزيد
  • 11:50 . "التربية" تضع آليات مرنة لتصديق الشهادات الدراسية لطلبة الثاني عشر... المزيد
  • 11:47 . بريطانيا تستأنف العلاقات الدبلوماسية مع سوريا بعد قطيعة دامت 14 عاماً... المزيد
  • 11:39 . الاحتلال الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن ويفعّل صفارات الإنذار... المزيد
  • 11:22 . إيلون ماسك يعلن تأسيس "حزب أمريكا" ويعد بكسر احتكار الحزبين... المزيد
  • 06:37 . دبي تعتمد بطاقة الرسوم المدرسية للعام الأكاديمي 2025–2026... المزيد
  • 05:48 . 24 قتيلا على الأقل وأكثر من 20 مفقودة بسبب فيضانات في تكساس... المزيد

أن تكتب رواية!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 18-09-2016


أن تكتب رواية، معناه أن تخترع وجوداً وحياة كاملة، أنت فقط من يحدد أقدار ومصائر شخوصها، فإذا فكرت في كتابة رواية، عليك أن تتيقن من قدرتك على اجتراح المفاجآت، وإلا فما الذي سيميزك عمن سبقك؟، هذا يعني أن تكون ممسوساً بالكتابة، لا متطفلاً عليها، وألا تقدم سرداً مكرراً ومهادناً ومعتاداً، وأن تطرح أسئلة وجودية حقيقية لا يقترب منها أحد عادة في الحياة العامة، فرواية بدون أسئلة، تثير القلق أو تدفع إلى الجدل، تمر كهواء بلا ظل ولا أثر!

إن من قرأ لكل من دستويفسكي وأنطوان تشيخوف وتولستوي وفيكتور هوغو ويوسا وماركيز، ونجيب محفوظ وعبد الرحمن منيف، وربيع جابر، وإبراهيم نصر الله، مستوعباً نتاجاتهم العبقرية، ودورهم في تغيير مسار الرواية، وتأثيرهم في حياة مجتمعاتهم، وصولاً لكل المجتمعات، لا شك سيفكر طويلاً وكثيراً قبل أن يكتب رواية، كنوع من تغيير الجو أو رغبة في الظهور، فاستسهال كتابة الرواية، هو ما جعل الرواية العربية تتجمد في مكانها منذ نجيب محفوظ!

لا بد أن نتوقف كثيراً أمام أولئك الكتاب وتلك الأعمال العظيمة التي خلفوها وراءهم، فأن تظل رواية كتبت منذ قرون محل طباعة وتداول بين الناس حتى يومنا هذا، لأمر يدعو للعجب والإعجاب، نقول منذ قرون، وليس سنوات.

وما ذلك إلا بسبب النفس الإنساني الملحمي الذي يشكل حقيقة وطبيعة تلك الأعمال، فرواية مثل «الديكاميرون» مثلاً للإيطالي جيوفاني بوكاشيو، كتبت في القرن الرابع عشر، وما زالت تطبع حتى اليوم، أما رواية «البؤساء» لفيكتور هوغو، فنشرت لأول مرة عام 1862، وما زالت تحتل أرفف جميع المكتبات حول العالم، ومثلهما روايات أنّا كارنينا، آلام فيرتر، ألف ليلة وليلة، الإخوة كرامازوف، مسرحيات شكسبير، وغيرها الكثير.

هذه أعمال عبقرية بكل معنى الكلمة، أنتجها كتاب بعضهم لامس قاع الفقر، وبعضهم تربع على إمبراطوريات من المال، فلا علاقة للعبقرية بمقدار المال الذي في جيبك، إنسانيتك هي التي تحدد توجهاتك، تجاربك في الحياة، اتساع أفقك وطريقة تقييمك لنفسك ولدورك، وأيضاً عمق ثقافتك.. إن كتابة رواية، ليس نزهة، وليس هواية، إنه أشبه باجتراح حياة كاملة على الورق، وحياة موازية في الواقع، نعم، كلنا متساوون في الحقوق والواجبات، لكن ليس في كتابة الرواية حتماً!!