أتساءل دوماً: أين يذهب الأطفال الذين تعاني بلدانهم من الحروب والأزمات والتشرد والتهجير؟ الذين تهدم البيوت على رؤوس أهلهم، الذين يتم اختطافهم، الذين يضيعون على الطرقات، الذين يفقدون أهلهم لأسباب مختلفة؟ أين تنتهي بهم الحال؟ آلاف الأطفال ممن لم تفتح ملفات اختفائهم لأسباب كثيرة، لكن السؤال يبقى معلقاً: أين انتهى هؤلاء الأطفال؟
يحكي فيلم سينمائي وثائقي حكاية شديدة البشاعة عن شابين يذهبان لدولة عربية للسياحة والتقاط الصور، يتفقان مع شخص أن يزودهما بدليل سياحي من سكان البلد ليقودهما إلى مناطق محددة، يتحدد الموعد فجر اليوم التالي ويأتي الدليل، إنها فتاة حسناء تقودهما في طريق طويل ووعر ينتهي بكهف خارج المدينة!
وهناك تختفي الفتاة ويختفي أحد الشابين، يتضح بعد صراع ومحاولات هرب أن الفتاة عضو في عصابة تتاجر بالأعضاء البشرية، وأن الشاب المختفي قد أجريت له عملية استئصال كلى وأعضاء أخرى على يد طبيب، وفي غرفة مجهزة في ذلك المكان الذي هو مقر العصابة، وأن الأعضاء قد طارت إلى أوروبا عبر وسطاء دوليين!
هذا ما يحصل عادة في الحروب، فهؤلاء الشباب الذين يحاربون مع داعش لا يستبعد أن يكونوا هم أنفسهم أولئك الأطفال الذين اختطفوا أو سرقوا أو اختفوا أثناء الحروب المختلفة التي اشتعلت في المنطقة منذ أكثر من 15 عاماً، وتم تربيتهم في معسكرات خاصة وفق عقيدة «القتل بلا رحمة» على طريقة الدواعش!
إن تجارة الأطفال التي راجت في أوروبا لأغراض التبني أو الأعمال المشبوهة أو المتاجرة بأعضائهم هي منفذ آخر تسرب منه الأطفال دون أن يعلم أحد بمصيرهم، فكثيرون لا يتذكرون شيئاً مما كان ومما حدث بعد أن دكت القاذفات والنيران أرض العراق عام 2003، كما أن كثيرين لا يعلمون عن مصير أبنائهم بعد تلك العمليات التي داهم فيها الجنود الأحياء والبيوت فقتلوا دون رحمة واختطفوا دون مبرر!!