أحدث الأخبار
  • 02:29 . اليمن.. الاحتلال الإسرائيلي يشن هجوماً على الحديدة... المزيد
  • 07:48 . كيف جاءت سياسة أبوظبي الخارجية بنتائج عكسية في سوريا والسودان؟... المزيد
  • 06:38 . نتنياهو: تعديلات حماس على مقترح وقف إطلاق النار “غير مقبولة”... المزيد
  • 05:37 . مباحثات سعودية مصرية حول جهود وقف إطلاق النار في غزة ومنع التصعيد بين إيران و"إسرائيل"... المزيد
  • 02:02 . تصعيد دبلوماسي جديد.. الخرطوم تتهم أبوظبي بتوفير غطاء دولي لجرائم الدعم السريع... المزيد
  • 12:01 . جبل الحبن بالفجيرة يسجل أدنى درجة حرارة في الدولة... المزيد
  • 11:50 . "التربية" تضع آليات مرنة لتصديق الشهادات الدراسية لطلبة الثاني عشر... المزيد
  • 11:47 . بريطانيا تستأنف العلاقات الدبلوماسية مع سوريا بعد قطيعة دامت 14 عاماً... المزيد
  • 11:39 . الاحتلال الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن ويفعّل صفارات الإنذار... المزيد
  • 11:22 . إيلون ماسك يعلن تأسيس "حزب أمريكا" ويعد بكسر احتكار الحزبين... المزيد
  • 06:37 . دبي تعتمد بطاقة الرسوم المدرسية للعام الأكاديمي 2025–2026... المزيد
  • 05:48 . 24 قتيلا على الأقل وأكثر من 20 مفقودة بسبب فيضانات في تكساس... المزيد
  • 05:46 . محمد بن راشد: مليار وجبة وصلت إلى 65 دولة وخطة لمضاعفة العطاء العام المقبل... المزيد
  • 11:24 . قرقاش: الحروب تحاصر المنطقة والحل في الحوار الإقليمي... المزيد
  • 11:16 . وزير الخارجية السعودي: نعمل على تحديد موعد إطلاق مؤتمر “إقامة دولة فلسطينية”... المزيد
  • 11:06 . إعلام عبري: تل أبيب تلقّت رد حماس بشأن الهدنة في غزة وتوقعات باتفاق وشيك هذا الأسبوع... المزيد

ملاحظات على هامش إنسانيتنا!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 16-10-2016


في أحد الشوارع الفرعية، يتكدس الناس في عدد من المقاهي على الطريق المؤدية لمحطة القطارات الرئيسية في مدينة أميركية، كنت أجلس هناك أرصد تفاصيل الناس والوجوه واللحظة، أتأمل النساء والرجال العابرين طرقات الرحيل والسفر والعجائز والشيوخ المتكئين على التعب لتمرير ما تبقى من أيام، بعضهم يدفع همومه، وبعضهم حقائبه، وبعض النساء يدفعن عربات تستلقي فيها أجساد صغيرة بأوضاع وحركات تدمي القلب، أطفال مصابون بإعاقات مختلفة!

أتذكر أول مرة جلست هناك، كان ذلك منذ أكثر من 25 عاماً، عندما ذهبت إلى واشنطن للمرة الأولى، كانت تلك التفاصيل تلفت نظري كثيراً، وكان وجود أشخاص على مقاعد متحركة في المقهى والشارع والمستشفى والحديقة ووجود آباء وأمهات يدفعون صغارهم في عربات خاصة للمعاقين أمراً معتاداً بالنسبة لمجتمع قام وتأسس على مبادئ حقوق الإنسان والمساواة.

كنت ألاحظ العرب والخليجيين يحملقون في أولئك المعاقين وكأنهم من عجائب الطبيعة، لسبب بسيط جداً وهو عدم اعتيادهم على معايشة المعاق في بلادهم كما هو هنا، في الحي والمدرسة والسوق والمقهى وإلخ، فعادة إذا ما خرجت العائلة تركت الابن أو الابنة المعاقة في البيت مع المربية لأنها تحتاج عناية ورعاية خاصة لأنهم خرجوا للتمتع بوقتهم لا للعناية بمعاق، هذا التفكير لم ألحظه على وجوه الأمهات اللواتي يقضين وقتاً مع أبنائهن المعاقين أيام العطلات باعتياد وصبر لافتين.

عرفت أسرة أميركية كانت تتبرع بيوم إجازة كامل تستقدم فيه فتاة مصابة بشلل دماغي من أحد مراكز الرعاية يقضونه معها، فيصطحبونها خلاله لأماكن مختلفة كعمل تطوعي!

يبدو الأمر بالنسبة لهم تجربة إنسانية عظيمة تدربوا عليها وتقبلوها وصاروا يتعاملون مع المعاق باعتباره إنساناً كامل الإنسانية ومكتمل الحقوق، له كل الحقوق، وحق قضاء يوم إجازة في الخارج: في الحديقة أو على البحر أو المقهى، أو مركز التسوق، له أدواته، معداته التي تعينه على استخدام سيارة الأجرة والحافلة والقطار والمصعد والمكتبة والشارع وإشارة المرور وووو إلخ.

لا أحد يبحلق فيه، ولا أحد ينظر له ككائن غريب أو يدعو للخجل، لا أحد يتذمر منه أو يعتبره عبئاً، له مدرسته إن كان قادراً عليها ومعلموه المؤهلون، وبقية الأمور التي تسهل له ولأسرته الكثير من الأعباء والأعمال، ما يضيق هامش إحساسه بالنقص وإحساس أسرته بأنه عبء ثقيل، نحتاج أن نتدرب على هذه الثقافة الإنسانية العظيمة.