أحدث الأخبار
  • 02:29 . اليمن.. الاحتلال الإسرائيلي يشن هجوماً على الحديدة... المزيد
  • 07:48 . كيف جاءت سياسة أبوظبي الخارجية بنتائج عكسية في سوريا والسودان؟... المزيد
  • 06:38 . نتنياهو: تعديلات حماس على مقترح وقف إطلاق النار “غير مقبولة”... المزيد
  • 05:37 . مباحثات سعودية مصرية حول جهود وقف إطلاق النار في غزة ومنع التصعيد بين إيران و"إسرائيل"... المزيد
  • 02:02 . تصعيد دبلوماسي جديد.. الخرطوم تتهم أبوظبي بتوفير غطاء دولي لجرائم الدعم السريع... المزيد
  • 12:01 . جبل الحبن بالفجيرة يسجل أدنى درجة حرارة في الدولة... المزيد
  • 11:50 . "التربية" تضع آليات مرنة لتصديق الشهادات الدراسية لطلبة الثاني عشر... المزيد
  • 11:47 . بريطانيا تستأنف العلاقات الدبلوماسية مع سوريا بعد قطيعة دامت 14 عاماً... المزيد
  • 11:39 . الاحتلال الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن ويفعّل صفارات الإنذار... المزيد
  • 11:22 . إيلون ماسك يعلن تأسيس "حزب أمريكا" ويعد بكسر احتكار الحزبين... المزيد
  • 06:37 . دبي تعتمد بطاقة الرسوم المدرسية للعام الأكاديمي 2025–2026... المزيد
  • 05:48 . 24 قتيلا على الأقل وأكثر من 20 مفقودة بسبب فيضانات في تكساس... المزيد
  • 05:46 . محمد بن راشد: مليار وجبة وصلت إلى 65 دولة وخطة لمضاعفة العطاء العام المقبل... المزيد
  • 11:24 . قرقاش: الحروب تحاصر المنطقة والحل في الحوار الإقليمي... المزيد
  • 11:16 . وزير الخارجية السعودي: نعمل على تحديد موعد إطلاق مؤتمر “إقامة دولة فلسطينية”... المزيد
  • 11:06 . إعلام عبري: تل أبيب تلقّت رد حماس بشأن الهدنة في غزة وتوقعات باتفاق وشيك هذا الأسبوع... المزيد

«وثيقة كامبل» السرية

الكـاتب : محمد الباهلي
تاريخ الخبر: 28-10-2016


كان موفقاً منتدى «الاتحاد» عندما اختار لدورته هذا العام عنوان «العرب بعد 100 عام على سايكس بيكو»، والذي خلصت مناقشاته إلى أن هذه الاتفاقية كان لها دور خطير ومؤثر في تفكيك الوطن العربي وجعله منطقة نفوذ للدول الكبرى، وفي إخماد حالة التطور والنهوض العربية التي كانت في بواكيرها.

صحيح أن هناك عوامل داخلية وخارجية تفاعلت في إفشال النهوض العربي، لكن العامل الخارجي (الاستعماري) كان له الدور الأكبر، وضمنه تلك الاتفاقية. وإذا أردنا التحدث أكثر عن دور القوى الخارجية وما فعلته بالأمة، فمن الملائم أن نعود بالذاكرة إلى البدايات الأولى للاستعمار، والتي كانت المنطلق الحقيقي لمثل هذه الاتفاقيات، وما حدث ويحدث على إثرها في المشهد العربي.

هناك أيضاً «وثيقة كامبل السرية»، التي كانت خلاصة المؤتمر الذي دعا إليه «هنري كامبل»، رئيس وزراء بريطانيا، سنة 1905، وشاركت فيه كل من فرنسا وهولندا وإسبانيا وإيطاليا، بغية وضع مخطط حيال مناطق العالم، وبالأخص الوطن العربي، وقد استمرت مناقشات ممثلي الدول المذكورة مدة عامين (من 1905 إلى 1907)، وأفضت فيما يخص الوطن العربي إلى أن «البحر المتوسط هو الشريان الحيوي للاستعمار، لكنه الجسر الذي يصل الشرق بالغرب، والممر الطبيعي إلى القارتين الآسيوية والأفريقية، وملتقى طرق العالم.. والإشكالية في هذا الشريان أنه يعيش على شواطئه الجنوبية والشرقية شعب واحد تتوافر له وحدة التاريخ والدين واللغة. والأهم هنا هو ما جاء في توصيات المؤتمر، والتي نصت على تقسيم دول العالم إلى ثلاث فئات:

الأولى؛ دول الحضارة الغربية المسيحية (أوروبا وأميركا الشمالية وأستراليا)، والتي يتوجب دعمها مادياً وتقنياً كي ترتقي وتنهض. الفئة الثانية؛ دول لا تقع ضمن الحضارة الغربية المسيحية، لكن لا يوجد تصادم حضاري معها ولا تشكل تهديداً للغرب (أميركا الجنوبية واليابان وكوريا وغيرها)، لذا ينبغي احتواؤها ودعمها بالقدر الذي لا يمنحها تفوقاً.

أما الفئة الثالثة والأخيرة فدول لا تقع ضمن دائرة الحضارة الغربية المسيحية، ويوجد تصادم حضاري معها، وتشكل تهديداً بتفوقها في أي وقت، وهي البلاد العربية والإسلامية، والواجب هو حرمانها من الدعم ومن اكتساب العلوم والمعارف التقنية، ومحاربة أي اتجاه لديها لامتلاك العلوم والتقنية وأي توجه نحو الوحدة فيما بينها.. ولذا دعا المؤتمر إلى إنشاء دولة لليهود في فلسطين؛ بغية تحقيق ثلاثة أهداف:

الأول: إقامة حاجز بشري قوي، غريب ومعادي، يفصل الجزء الأفريقي من هذه المنطقة عن جزئها الآسيوي، وبالتالي الحيلولة دون قيام الوحدة العربية. الثاني: أن يكون ولاؤه للغرب (أي قاعدة للغرب في قلب الوطن العربي). الثالث: أن يجعل المنطقة العربية في حالة اضطراب دائم وعدم توازن، لأن التوازن يولد الاستقرار والاستقرار يهيئ للنهوض والتطور والتقدم.

ذلك المؤتمر الذي نتجت عنه وثيقة «كامبل» هو ما شكل النواة الأساسية لغالبية الاتفاقات والخطط والمشاريع التي أضرت بالوطن العربي، أمنياً وسياسياً واقتصادياً.. مثل: اتفاقية سايكس بيكو، ووعد بلفور، وغيرهما مما نرى الآن آثاره، وربما من آخره الاتفاق الأميركي الروسي بشأن الأزمة السورية، والذي أطلقت عليه صحيفة «كومسومو لسكايا برافدا» الروسية اسم «اتفاق الفودكا والبيتزا».

وكان بن جوريون، رئيس وزراء إسرائيل الأسبق، صريحاً عندما قال قبل خمسين سنة، تعليقاً على السلاح النووي الذي أرادت إسرائيل امتلاكه، إن السلاح الأقوى من السلاح النووي هو أن تفتتوا الأمة العربية وتجعلوها دويلات وجماعات متفرقة، وتضعوها في صراع بين السُّنة والشيعة.. حتى تتفرق وتذهب قوتها. عندئذٍ لن نعتمد على ذكاء دولة إسرائيل، وإنما على غباء الآخرين، وهذا ما نراه اليوم في حالة العرب الراهنة.