يترقب العالم نتائج الانتخابات الرئاسية التي سيتم إجراؤها في الولايات المتحدة الأميركية في الثامن من الشهر القادم، وسط تقدم مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون على خصمها مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب في استطلاعات الرأي.
معظم المراقبين يرون أن كرسي الرئاسة في أميركا ستجلس عليه امرأة لأول مرة في تاريخ البلاد، بعد أن جلس عليه أول رئيس من الأصول الإفريقية، ولا أحد يتوقع تقريبا فوز ترامب في هذه الانتخابات إن لم تكن مفاجأة كبيرة، وينتظر الجميع عودة هيلاري كلينتون إلى البيت الأبيض، لكن هذه المرة ليست بصفة السيدة الأولى، بل بصفة رئيسة الولايات المتحدة.
لا يمر يوم في الآونة الأخيرة دون أن يصدر تحذير من خبير أو محلل يعلن دعمه للمرشحة الديمقراطية، ويقول إن فوز المرشح الجمهوري في الانتخابات الرئاسية ووصوله إلى البيت الأبيض سيكون كارثة. وانضمت إلى هذه القافلة صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، لتعلن رسميا تأييد هيلاري كلينتون في سباق الرئاسة، وقالت: إن سبب دعمها لكلينتون يعود لشجاعتها وخبرتها وذكائها. وهناك آخرون يتمنون فوز المرشحة الديمقراطية، بل ويدعون الله ليوصلها إلى البيت الأبيض، كأعضاء جماعة فتح الله غولن، التي تعلق آمالها على فوز هيلاري كلينتون.
موقع «ديلي كولر» الإخباري الأميركي، ذكر في أكتوبر 2015، أن حملة كلينتون تلقت تبرعات من جماعة غولن تصل إلى حوالي مليون دولار. كما نشر موقع ديلي بيست الأميركي تقريرا قال فيه: إن فتح الله غولن المقيم في ولاية بنسلفانيا الأميركية أحد معجبي المرشحة الديمقراطية، ونقل عن غولن قوله إنه التقى هيلاري كلينتون وجها لوجه خلال حملتها السابقة لمجلس الشيوخ، وأضاف: «قبل ذلك اللقاء، وقبل عدة سنوات، واجه بيل كلينتون وضعا حرجا في أميركا، فكتبت له رسالة أشجعه، وقلت له إنه رئيس ناجح، وقامت هيلاري بالرد على تلك الرسالة، ولذلك أجدها مهذبة وطيبة، وأجد فيها الأمل الكبير لهذا البلد».
إعجاب زعيم جماعة غولن وأتباعه بهيلاري كلينتون لا يقف عند دعم المرشحة الديمقراطية ضد المرشح الجمهوري، بل يؤمن هؤلاء بأنها ستنقذ الكيان الموازي، التنظيم السري لجماعة غولن، المتورط في محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا، وستطلق سراح المعتقلين من أعضاء هذا الكيان الإرهابي.
قوات الأمن التركية عثرت قبل أيام على رسالة يتم تداولها بين المعتقلين من أعضاء الكيان الموازي، بهدف الحفاظ على تماسكهم ورفع معنوياتهم حتى لا يعترفوا بالجرائم التي ارتكبوها، وتقول الرسالة: إن زوجة أحد المعتقلين رأت في منامها مجموعة من هؤلاء المعتقلين «نزلاء المدرسة اليوسفية» في داخل قدر كبيرة تشتعل تحتها النيران، ثم تجد نفسها في قاعة محاضرات تتحدث فيها امرأة وتقول إنها لن تتخلى عن هذه القضية، بل ستدعم معتقلي الكيان الموازي حتى النهاية، وتعطي زوجات المعتقلين رقم هاتفها، وتقول لهن «اتصلن بي متى شئتن، أنا رئيسة الولايات المتحدة».
كان وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر، في مقولته الشهيرة، قد أعلن أن «أمريكا ليس لها أصدقاء، بل لها مصالح». وبالتالي، فإن هيلاري كلينتون حتى لو فازت في الانتخابات الرئاسية، فأعتقد أن المعتقلين من أعضاء الكيان الموازي في تركيا سيكونون آخر همومها.;