أحدث الأخبار
  • 05:24 . "علماء المسلمين” يعتبرون إبادة غزة جريمة إنسانية ويطالبون بانتفاضة عاجلة... المزيد
  • 11:56 . انطلاق الدورة الرابعة من "اصنع في الإمارات" في أبوظبي... المزيد
  • 11:56 . تحوّل "كلية ليوا" إلى "جامعة ليوا" بعد اعتماد رسمي من وزارة التعليم العالي... المزيد
  • 11:16 . ترامب يشيد بالعلاقات مع الإمارات وقطر والسعودية... المزيد
  • 11:09 . روسيا تحظر نشاط منظمة العفو الدولية... المزيد
  • 11:08 . القبض على سوري مشتبه به في طعن خمسة أشخاص بمدينة بيليفيلد الألمانية... المزيد
  • 09:13 . مقتل طاقم طائرة تدريب مصرية إثر سقوطها في البحر... المزيد
  • 05:57 . السودان.. البرهان يعين المرشح الرئاسي السابق كامل إدريس رئيساً للوزراء... المزيد
  • 05:39 . صحيفة بريطانية: أبوظبي وبكين تعيدان قوات الدعم السريع إلى اللعبة بعد طردها من الخرطوم... المزيد
  • 12:00 . كيف تعود صفقات ترامب "التاريخية" مع الخليجيين بالنفع على حفنة من النافذين؟... المزيد
  • 11:12 . الجيش السوداني يستعيد منطقة استراتيجية حدودية شمال دارفور... المزيد
  • 06:16 . حجم التجارة بين الإمارات وروسيا يتجاوز 9 مليارات دولار... المزيد
  • 01:37 . السعودية تستأنف نقل الحجاج الإيرانيين جوّاً بعد عشر سنوات من التوقف... المزيد
  • 07:33 . الاحتلال يرتكب مذابح في غزة تخلف أكثر من 130 شهيداً... المزيد
  • 05:16 . "الأمن السيبراني" يعلن أول إرشادات وطنية للطائرات بدون طيار... المزيد
  • 05:00 . السودان يتهم أبوظبي بانتهاك الأعراف الدبلوماسية بعد إبعاد موظفين قنصليين من دبي... المزيد

«في طريق النوايا الحسنة..!!»

الكـاتب : عبدالله الشويخ
تاريخ الخبر: 20-11-2016


مثل الكثير من مفاصله المخجلة، كثيرة هي العبارات المبتذلة في تاريخنا، التي أصبحت دستوراً لا يمكن تغييره، وحقائق يستدل بها الباحثون والمتحاورون في البرامج الحوارية الرخيصة! المصيبة أن أحد الطرفين حين يقولها يُلجم الطرف الآخر وكأنها بقايا من الكتب المقدسة، وإحدى أكثر هذه العبارات تكراراً هي «الطريق إلى جهنم مفروش بالنوايا الحسنة»، التي تستخدم كثيراً في غير مواضعها، وتكررت كثيراً في الفترة الأخيرة للنيل من بعض الكتّاب والمثقفين في المشهد المحلي، الذين عبروا عن بعض آرائهم التاريخية أو الفكرية في اتجاهات تخالف السائد.

العقل والمنطق والدين والعقيدة كلها تقول إن الطريق إلى الجنة وحده هو ذلك المحفوف بالنوايا الحسنة، وأن النية هي أساس العمل، وأنه لكل امرئ ما نوى، والكثير من الذين يعملون لا شك أنهم سيرتكبون أخطاء، إما بسبب نقص الخبرة أو بسبب عدم التوفيق أو بسبب عدم نجاحهم في إيصال ما يريدون قوله بشكل صحيح إلى المُتلقي.

حين يحاول مفكر ما أن يوصل فكرة عميقة في فقرات بسيطة وعدد من الكلمات لا يتجاوز الثلاثمائة كلمة، قد يضطر لجعل الفكرة مختزلة أو يسلط الضوء عليها من زاوية واحدة دون توضيح بقية الزوايا، التي اعتقد هو بأنها واضحة أو من المسلمات بها لدى المتلقي، أو يرجئ الحديث في بقية الجوانب إلى مناسبة أخرى، فتتم مهاجمته وتخوينه بشكل مباشر، ثم القيام بالإجراء الأسهل الذي يمكن للجميع القيام به من باب «جهاد العين»، وهو إخراجه من الملة دون حتى الرجوع إليه أو طلب التوضيح، في وقت أصبح فيه التواصل مع أي شخص يطرح رأياً إجراء أكثر سهولة من سحب شهادة الوطنية والإيمان منه.

أتألم كثيراً وأنا أقرأ الهجوم الذي يتعرض له زملاء في المهنة، بسبب رأي حول حادثة تاريخية معينة جرت قبل مئات عدة من السنوات، أو حول ظاهرة اجتماعية جديدة طفت على السطح، ومن حقي أن أتألم لسببين أولهما أن الدخول في النوايا يعني بألا يشعر أي كاتب بالاطمئنان، فقد يكون في أي يوم في مكان زملائه الآخرين، والسبب الثاني هو أنني أعرف المهاجَمين بشكل كافٍ وأعرف مدى حبهم لأوطانهم ولدينهم، وأن تلك الأفكار التي طرحت سريعة ومن زاوية واحدة نقصها أو خالفها التوفيق في طرح الفكرة بشكل غير شائك.

نحن في الإمارات مجتمع متسامح ، ونفخر بذلك، ولنتذكر بأن بداية التسامح هي من البيت، وحسن النوايا بيننا وبين بعضنا وعدم الدخول في القلوب لتفتيشها، والتسامح يعني القبول مع الاختلاف، ولا يعني بالضرورة أن تطبل لكل ما يقوله مخالفك أو أن تعتنقه، ومن يكفر إعلامياً زميلاً لأن وجهة نظره كانت مختلفة في معركة تاريخية ما، كيف يمكننا أن نتوقع منه أن يتسامح مع ملة تختلف عنه لوناً وطعماً ورائحة في هذه الأيام.