أحدث الأخبار
  • 02:29 . اليمن.. الاحتلال الإسرائيلي يشن هجوماً على الحديدة... المزيد
  • 07:48 . كيف جاءت سياسة أبوظبي الخارجية بنتائج عكسية في سوريا والسودان؟... المزيد
  • 06:38 . نتنياهو: تعديلات حماس على مقترح وقف إطلاق النار “غير مقبولة”... المزيد
  • 05:37 . مباحثات سعودية مصرية حول جهود وقف إطلاق النار في غزة ومنع التصعيد بين إيران و"إسرائيل"... المزيد
  • 02:02 . تصعيد دبلوماسي جديد.. الخرطوم تتهم أبوظبي بتوفير غطاء دولي لجرائم الدعم السريع... المزيد
  • 12:01 . جبل الحبن بالفجيرة يسجل أدنى درجة حرارة في الدولة... المزيد
  • 11:50 . "التربية" تضع آليات مرنة لتصديق الشهادات الدراسية لطلبة الثاني عشر... المزيد
  • 11:47 . بريطانيا تستأنف العلاقات الدبلوماسية مع سوريا بعد قطيعة دامت 14 عاماً... المزيد
  • 11:39 . الاحتلال الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن ويفعّل صفارات الإنذار... المزيد
  • 11:22 . إيلون ماسك يعلن تأسيس "حزب أمريكا" ويعد بكسر احتكار الحزبين... المزيد
  • 06:37 . دبي تعتمد بطاقة الرسوم المدرسية للعام الأكاديمي 2025–2026... المزيد
  • 05:48 . 24 قتيلا على الأقل وأكثر من 20 مفقودة بسبب فيضانات في تكساس... المزيد
  • 05:46 . محمد بن راشد: مليار وجبة وصلت إلى 65 دولة وخطة لمضاعفة العطاء العام المقبل... المزيد
  • 11:24 . قرقاش: الحروب تحاصر المنطقة والحل في الحوار الإقليمي... المزيد
  • 11:16 . وزير الخارجية السعودي: نعمل على تحديد موعد إطلاق مؤتمر “إقامة دولة فلسطينية”... المزيد
  • 11:06 . إعلام عبري: تل أبيب تلقّت رد حماس بشأن الهدنة في غزة وتوقعات باتفاق وشيك هذا الأسبوع... المزيد

المتغيرات العالمية وانعكاساتها على الخليج

الكـاتب : فاطمة الصايغ
تاريخ الخبر: 20-11-2016


من المؤكد أن ما شهده عام 2016 من متغيرات عالمية جيوسياسية واقتصادية سوف ترمي بظلالها على عالمنا المعاصر لعقود قادمة وسوف يدخل العالم من جراء تلك المتغيرات في منعطفات خطيرة وربما في أجواء عاصفة.

هذه الأجواء تشبه ما شهده العالم قبيل الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية والحرب الباردة. أجواء عاصفة وغيوم ثقيلة تخيم على المشهد السياسي في العالم كله وعلى رأسه المشهد السياسي في الدول العظمى نفسها.

الولايات المتحدة المنشغلة بانتخاباتها المثيرة للجدل وتأهبها للتعامل مع مرحلة ما بعد الانتخابات، وبريطانيا المنشغلة بخروجها المزمع من الاتحاد الأوربي بكل ما يحمله ذلك الخروج من تحديات سياسية واقتصادية لبريطانيا وأوربا والعالم، وألمانيا المنشغلة بحل أزمات ومشاكل القارة العجوز والتعامل بحذر مع ملف اللاجئين حتى باتت قلقة على كينونة الاتحاد الأوربي نفسه، وفرنسا المنشغلة بأمنها الداخلي وحماية نفسها من هجمات إرهابية جديدة تهدد، ليس فقط أمنها القومي، ولكن القيم التي قامت عليها الثورة الفرنسية، وروسيا ومحاولتها استعادة هيبتها العسكرية حتى ولو كان ذلك على رفات شعوب العالم الثالث.

هذه الأجواء العاصفة في المشهد السياسي للدول الكبرى لا شك سوف تنعكس على منطقة الخليج العربي التي عليها تقبل تغيراً كبيراً في السياسات الدولية والتأقلم مع ما تفرزه تلك المتغيرات من سياسيات خارجية متقلبة أو تحالفات جديدة أو أي منعطفات خطرة في سياسات الدول الكبرى الأمر الذي سوف ينعكس على الخليج وجواره الإقليمي.

فوسط هذه الأجواء الملبدة بالغيوم من المؤكد أن علاقة الخليج بالدول الكبرى سوف تتأثر وسوف تضطر دول الخليج إلى بناء علاقات جديدة وربما مغايرة مع هذه الدول قائمة على معطيات جيوسياسية جديدة وشراكات استراتيجية مختلفة.

فمع الولايات المتحدة الأميركية عليها التعامل مع رئيس جديد وربما سياسات مختلفة مشتقة ومبنية ليس فقط على مصالح الطرفين، بل أيضا على التطورات العالمية الجديدة. أما مع بريطانيا والتي تعتزم الخروج من الاتحاد الأوربي فعلى دول الخليج التعامل مع حليف اقتصادي وسياسي بحاجة لهم كما هم بحاجة إليه.

أما العلاقة مع روسيا فهي الأخرى بحاجة إلى توثيق وتعزيز بحكم الكثير من المعطيات على رأسها الدور الروسي المتنامي في مناطق وبؤر الصراع في الشرق الأوسط. وأخيراً على دول الخليج بناء وتوثيق علاقة متميزة مع الصين التي تعد العملاق الاقتصادي الأقوى في العالم والتي تلعب اليوم دوراً سياسياً متنامياً في السياسات العالمية.

في ضوء هذه المتغيرات التي تلف العالم ونظرا لحاجة العالم إلى تكاتف الجهود لمواجهة ملفات عديدة وخطيرة كملف الإرهاب والحروب والتهجير والتغير المناخي وملفات عالمية أخرى، فإنه لا بد لدول الخليج أن تتحالف مع الدول الحليفة والصديقة لإيجاد الحلول الناجعة لتلك المشاكل العالمية التي لا بد وأن ترمي بظلالها على منطقة الخليج.

فدول الخليج مدركة كل الإدراك بأن أمنها جزء لا يتجزأ من الأمن والسلام الدولي، وأن حرصها على التعايش السلمي في مجتمعاتها إنما ينبع من حرصها على أن تكون جزءاً من العالم المحيط بها.

ولهذا تسعى دول الخليج إلى عقد الصداقات والتحالفات وإيجاد الصيغ التوافقية للعديد من المشاكل التي تقف حجر عثرة في وجه السلام والتعايش في العالم. فلا غرو أن نجد أن دول الخليج على الرغم من صغر مساحتها وحداثة تجربتها السياسية إلا أنها مدركة لدورها وواجبها تجاه المجتمع الدولي.

فلا يمر يوم دون أن نسمع عن مبادرة تنم عن وعي متنامٍ وحرص كبير على تجسير الفجوة بين الآراء المتعددة في إطار سعيها لمجتمع إنساني واحد. إن المبادرات التي تخرج من دولة الإمارات ما هي إلا أنموذج لما تسعى دول الخليج لتجسيده على أرض الواقع.

كما أنها أنموذج لانغماس دول الخليج في تجسيد الواقع الجديد الذي تنتظره قريباً. إن المتغيرات العالمية الحالية هي من القوة بحيث إن انعكاساتها سوف تكون مؤثرة على دول الخليج من جميع النواحي السياسية والاقتصادية والثقافية.

كما أنه من المؤكد أن تلك المتغيرات سوف ترمي بظلالها على إنسان هذه المنطقة الذي عليه أن يتأقلم مع عالم جديد ومتغيرات حياتية مؤثرة عليه. لذا فعلى دول الخليج أن تستعد لتلك المرحلة بفتح صفحة جديدة وبناء شراكات جديدة وتحالفات إقليمية ودولية جديدة. كما أنه من المؤكد أن إنسان هذه المنطقة سيكون هو الآخر طرفاً في هذه المعادلة الجيوسياسية.