أحدث الأخبار
  • 02:29 . اليمن.. الاحتلال الإسرائيلي يشن هجوماً على الحديدة... المزيد
  • 07:48 . كيف جاءت سياسة أبوظبي الخارجية بنتائج عكسية في سوريا والسودان؟... المزيد
  • 06:38 . نتنياهو: تعديلات حماس على مقترح وقف إطلاق النار “غير مقبولة”... المزيد
  • 05:37 . مباحثات سعودية مصرية حول جهود وقف إطلاق النار في غزة ومنع التصعيد بين إيران و"إسرائيل"... المزيد
  • 02:02 . تصعيد دبلوماسي جديد.. الخرطوم تتهم أبوظبي بتوفير غطاء دولي لجرائم الدعم السريع... المزيد
  • 12:01 . جبل الحبن بالفجيرة يسجل أدنى درجة حرارة في الدولة... المزيد
  • 11:50 . "التربية" تضع آليات مرنة لتصديق الشهادات الدراسية لطلبة الثاني عشر... المزيد
  • 11:47 . بريطانيا تستأنف العلاقات الدبلوماسية مع سوريا بعد قطيعة دامت 14 عاماً... المزيد
  • 11:39 . الاحتلال الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن ويفعّل صفارات الإنذار... المزيد
  • 11:22 . إيلون ماسك يعلن تأسيس "حزب أمريكا" ويعد بكسر احتكار الحزبين... المزيد
  • 06:37 . دبي تعتمد بطاقة الرسوم المدرسية للعام الأكاديمي 2025–2026... المزيد
  • 05:48 . 24 قتيلا على الأقل وأكثر من 20 مفقودة بسبب فيضانات في تكساس... المزيد
  • 05:46 . محمد بن راشد: مليار وجبة وصلت إلى 65 دولة وخطة لمضاعفة العطاء العام المقبل... المزيد
  • 11:24 . قرقاش: الحروب تحاصر المنطقة والحل في الحوار الإقليمي... المزيد
  • 11:16 . وزير الخارجية السعودي: نعمل على تحديد موعد إطلاق مؤتمر “إقامة دولة فلسطينية”... المزيد
  • 11:06 . إعلام عبري: تل أبيب تلقّت رد حماس بشأن الهدنة في غزة وتوقعات باتفاق وشيك هذا الأسبوع... المزيد

نظرة في اليوم العالمي للتسامح

الكـاتب : جمال زويد
تاريخ الخبر: 21-11-2016


احتفل العالم في السادس عشر من الشهر الحالي باليوم العالمي للتسامح، ضمن عدد من المناسبات والمصطلحات بات واضحًا أنه يجري حصرها على المسلمين باعتبار أنهم دائمًا متهمون لوحدهم بالكراهية ونبذ الآخرين وممارسة الإرهاب بحيث إن من كثرة هذه الاتهامات أصبحت واقعًا يؤمن بوجوده الكثير من أبناء العروبة والإسلام أنفسهم – قبل غيرهم - ممن يصدقون أن دينهم مليء بخطاب الكراهية وتبني العنف ويرفض التعايش، فشرعوا في الحذف من مناهجهم وأدبياتهم كل ماله علاقة بالجهاد الذي هو ذروة سنام الإسلام، وصاروا يتكلّمون عن التسامح ويدعون إلى التعايش بحيث أصبحت هذه الدعوات حكرًا على المسلمين فقط، حتى صاروا بدون هيبة ومحلاً للتجرؤ عليهم ليس في دينهم ولباسهم فحسب وإنما على بلدانهم وسيادتهم.


فهاهي روسيا تعلن منذ بداية تدخلها الغاشم في أرض سوريا الحبيبة، وعلى لسان قساوستها أنها – روسيا – تخوض حربًا مقدّسة هناك. وهاهم البوذ والهندوس يحرقون قرى كاملة عن بكرة أبيها في بورما. واسترخص اليهود الدم الفلسطيني بشكل لم يعرفه التاريخ من قبل وأوغلوا في حصار وتجويع إخواننا في قطاع غزة إلى حدّ الهلاك. وأما في أوروبا فإن ظاهرة الخوف من الإسلام (الإسلام فوبيا) تتزايد ويجري تأسيس أحزاب وجماعات للإضرار بالمسلمين ووقف انتشار الإسلام هناك.

وأما عند الأمريكان؛ فإنه يكفي أن رئيسهم القادم دونالد ترامب كان قد أعلن في تصريحات سابقة على انتخابه أنه سيمنع دخول المسلمين الولايات المتحدة. بل إنه في أحد مؤتمراته الانتخابية أوقف خطابه في الجماهير عندما شاهد من بين الحضور امرأة متحجبة وتم طردها في حادثة تبرهن على مقدار العداء للإسلام وحجم خطاب الكراهية الموجه لنا نحن الذين ما فتئ ينبري بعض بني جلدتنا وأقوامنا للكلام عن التسامح ونبذهم للعنف والإرهاب، ويروجون للتعايش السلمي، ويُجهدون أنفسهم لإثبات إننا متسامحون ومتعايشون إلى حدّ النخاع أمام آخرين في الغرب وفي الشرق ليسوا سوى مجرمين وجزارين تلطخت أياديهم بدماء المسلمين، لم يرعوا فيهم رحمة أو إنسانية، يرتكبون من الانتهاكات ما يفوق حدّ الوصف والخيال، مذابح ومجازر، قتل وتشريد، دماء تسيل وأعراض تُنتهك وأراض تُغتصب، وغياهب سجون، كلها تبقى شاهدة على أن هذه الدعوات بشأن التسامح والتعايش ليس لها محل في قواميسهم، وغير قابلة للإعراب في تعاملهم مع قضايانا، ولا يرون فينا إلاّ أعداء يجب القضاء عليهم وبقرة حلوب ينبغي تجفيف ضرعها ونهبها مهما قدّمنا من أنواع التنازلات وصنوف الانهزام المغلفة بدعوات التسامح والتعايش التي يجب التفريق إزاها بين الضعف والاستكانة وبين القوّة والتمكّن. فالمسلمون إبّان قوتهم وبروز سلطانهم وعدم قدرة أحد على التجرّؤ عليهم؛ كان التسامح أحد أهم أسباب إعجاب ذوي الديانات والمعتقدات الأخرى بالإسلام، وهو البضاعة التي حملها تجّار المسلمين إلى مختلف بقاع الدنيا آنذاك، سواء قرب حدود الصين أو في أصقاع أفريقيا، فكان دخولهم إلى الإسلام واعتناقه لما رأوه من حسن تعامل وتسامح المسلمين. ومن أراد أن يستدلّ على تسامح الإسلام وإثبات نظرتهم وفلسفتهم في هذا الشأن فليقرأ (الوثيقة العمرية) التي خطّها الخليفة الراشد، الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعد افتتاحه بيت المقدس، وكان مما جاء فيها: "هذا ما أعطى عبدالله عمر أمير المؤمنين أهل إيلياء من الأمان. أعطاهم أماناً لأنفسهم وأموالهم ولكنائسهم، وسقيمها وبريئها وسائر ملتها، أنه لا تسكن كنائسهم ولا تهدم، ولا ينتقص منها ولا من حيزها، ولا من صلبهم، ولا شيء من أموالهم، ولا يكرهون على دينهم، ولا يضار أحد منهم ... إلى آخرها مما أعطاهم من خلالها الأمان وأكد على حقوقهم وواجباتهم في مبادئ يتغافل كثير من العلمانيين والليبراليين اليوم عن الاستشهاد بها في معرض دعواتهم للتسامح والتعايش وينسون إنها قيم إنسانية رسخها ديننا الحنيف الذي يحتاج من أهله وأصحابه الفخر والاعتزاز به بدلاً من التبرؤ والانكسار أمام الآخرين واعتناق أوهامهم عن الإرهاب والعنف والكراهية في إسلامنا العظيم.