أحدث الأخبار
  • 05:24 . "علماء المسلمين” يعتبرون إبادة غزة جريمة إنسانية ويطالبون بانتفاضة عاجلة... المزيد
  • 11:56 . انطلاق الدورة الرابعة من "اصنع في الإمارات" في أبوظبي... المزيد
  • 11:56 . تحوّل "كلية ليوا" إلى "جامعة ليوا" بعد اعتماد رسمي من وزارة التعليم العالي... المزيد
  • 11:16 . ترامب يشيد بالعلاقات مع الإمارات وقطر والسعودية... المزيد
  • 11:09 . روسيا تحظر نشاط منظمة العفو الدولية... المزيد
  • 11:08 . القبض على سوري مشتبه به في طعن خمسة أشخاص بمدينة بيليفيلد الألمانية... المزيد
  • 09:13 . مقتل طاقم طائرة تدريب مصرية إثر سقوطها في البحر... المزيد
  • 05:57 . السودان.. البرهان يعين المرشح الرئاسي السابق كامل إدريس رئيساً للوزراء... المزيد
  • 05:39 . صحيفة بريطانية: أبوظبي وبكين تعيدان قوات الدعم السريع إلى اللعبة بعد طردها من الخرطوم... المزيد
  • 12:00 . كيف تعود صفقات ترامب "التاريخية" مع الخليجيين بالنفع على حفنة من النافذين؟... المزيد
  • 11:12 . الجيش السوداني يستعيد منطقة استراتيجية حدودية شمال دارفور... المزيد
  • 06:16 . حجم التجارة بين الإمارات وروسيا يتجاوز 9 مليارات دولار... المزيد
  • 01:37 . السعودية تستأنف نقل الحجاج الإيرانيين جوّاً بعد عشر سنوات من التوقف... المزيد
  • 07:33 . الاحتلال يرتكب مذابح في غزة تخلف أكثر من 130 شهيداً... المزيد
  • 05:16 . "الأمن السيبراني" يعلن أول إرشادات وطنية للطائرات بدون طيار... المزيد
  • 05:00 . السودان يتهم أبوظبي بانتهاك الأعراف الدبلوماسية بعد إبعاد موظفين قنصليين من دبي... المزيد

كيف فاز ترامب؟

الكـاتب : ماجد محمد الأنصاري
تاريخ الخبر: 22-11-2016


انشغل الباحثون والمحللون السياسيون طيلة الفترة السابقة ومنذ فوز ترامب برئاسة الولايات المتحدة بقراءة الأرقام ومحاولة فهم كيف وصل ترامب إلى البيت الأبيض، وبعد أسبوعين من ظهور النتائج تكاثرت الأبحاث والمقالات المنشورة حول الأسباب التي أدت إلى فوز ترامب غير المتوقع، بعض هذه المقالات ركز على الجانب الإحصائي والتوزيع الديموغرافي والجغرافي للناخبين، والبعض الآخر غاص في أعماق التفسيرات الثقافية والقيمية للخيار الانتخابي، صحيح أنه أمامنا وقت طويل قبل أن نفهم ظاهرة ترامب بشكل كامل ولكن الصورة باتت اليوم أوضح.
تشير استطلاعات الخروج وهي التي تنفذ على الخارجين من مقار التصويت بعد الإدلاء بأصواتهم والنتائج الرسمية للانتخابات إلى ظاهرتين رئيسيتين تسببتا في خسارة كلينتون وفوز ترامب، الأولى هي تقاعس الناخبين من الأقليات والبيض من أصحاب الشهادات الجامعية عن التصويت؛ حيث سجلت نسب مشاركة هؤلاء، وهم يشكلون أقوى تجمع لمؤيدي كلينتون، تدنياً ملحوظاً عن تلك التي سجلتها انتخابات أوباما في فترتيه، وتشير استطلاعات الخروج إلى أن انطباعاً عاماً حول فساد كلينتون وتمثيلها لنموذج السياسي التقليدي المتأثر بالمصالح الخاصة لعب دوراً في إضعاف حماس الناخب الديمقراطي التقليدي سواءً الأكثر تعلمياً أو المنتمي للأقليات وحتى سكان المدن الكبرى عن تأييد كلينتون، خاصة أنها تخلف أوباما الذي كان يمثل مرشحاً تقدمياً كونه من الأقليات وشاباً.
الظاهرة الثانية كانت تحولاً عاماً لدى العمال البيض وهم تقليدياً ديمقراطيون نحو الجمهوريين، هؤلاء هم عادة المنسيون في الانتخابات، يتركزون في الولايات الصناعية مثل ميتشيغن وتأثروا بشكل كبير من سياسات التجارة الحرة ومن سياسات الحزبين الاقتصادية التي خرجت بالمصانع التي يعملون فيها إلى أماكن أخرى من العالم وسمحت للعمالة الرخيصة بالتدفق إلى ولاياتهم ومنافستهم في الوظائف، هؤلاء الناخبون ونظراً لدعمهم الدائم للحزب الديمقراطي باعتباره نصيراً للخدمات الاجتماعية والرعاية الصحية تجاهلهم الديمقراطيون بشكل كبير فكلينتون لم تزر الولايات التي يتركزون فيها، والتي تسمى حزام الصدأ في إشارة إلى المصانع، إلا نادراً ولم تصرف فيها إلا مبالغ محدودة إعلانياً، ترامب على العكس من ذلك تركزت رسالته في أمرين: محاربة التجارة الحرة وبالتالي تعزيز الصناعة المحلية والحد من الهجرة وبالتالي تعزيز فرص العمل لهؤلاء المنسيين؛ لذلك يذكر أحد المعلقين أن هؤلاء الناخبين من العمال البيض ليسوا بالضرورة مقتنعين بما يقوله ترامب ولكنهم يعاقبون الحزب الديمقراطي على تجاهلهم ويكفيهم أن ترامب «تذكرهم».
نذكر هنا أن كلينتون وإن خسرت المجمع الانتخابي إلا أن غالبية الأميركيين وبفارق يصل إلى قرابة المليون ونصف المليون صوتوا لصالح كلينتون، ولكن نظراً لطبيعة المجمع الانتخابي الأميركي فإن ذلك لا يشفع لها بالفوز؛ حيث إن فوزاً بفارق ضئيل يعطي المرشح كامل أصوات الولاية وبذلك استفاد ترامب بشكل خاص من ولايات حزام الصدأ التي فاز بها للأسباب التي ذكرناها سابقا، في ميتشيغن مثلاً والتي لم ينته العد فيها حتى اللحظة يرشح فوز ترامب بعدد لا يتجاوز ١٥ ألف صوت ولكنه بذلك يحصل على كامل الأصوات في المجمع الانتخابي، هذا النظام والذي يعود تأسيسه إلى تأسيس الاتحاد الأميركي فيه مشكلتان: الأولى هي أن الولايات ذات التعداد السكاني المحدود ما زالت تتمتع بأصوات تفوق حجمها الديموغرافي نتيجة توازنات تأسيس الاتحاد وتزايد السكان في المدن الكبرى، الثانية هي أن الفوز بفارق كبير أو بسيط لا يؤثر على النتيجة وبالتالي تنتج هذه الحالة التي يفوز فيها المرشح بأغلبية الأصوات ولكنه يخسر الانتخابات كما حدث مع كلينتون هذا العام وقبلها مع آل جور عام ٢٠٠٠. يضاف إلى العوامل آنفة الذكر عوامل ثقافية متعلقة بصراع هويات في الولايات المتحدة، الناخبون الذين يريدون أميركا مسيحية بيضاء تركزوا في صفوف ترامب، أولاً نظراً لموقفه من الهجرة والمهاجرين وثانياً لجرأته في الكلام عن الأقليات ومواقفه الذكورية والتقليدية، في المقابل لم تنجح كلينتون البيضاء والتي فازت على التقدمي ساندرز في الانتخابات التمهيدية في استصحاب أولئك الناخبين الذين تهمهم الهوية المتنوعة والليبرالية العالمية للولايات المتحدة، الكثير من المحللين اليوم يلومون الحزب على دعمه ترشح كلينتون في حين أن شخصية مثل ساندرز كان بإمكانها مقابلة خطاب ترامب الشعبوي واستقطاب الفئات التي فشلت كلينتون في حشدها لصالحها.
لو أردنا اختصار المسألة نقول كما قال أحد المراقبين الأميركيين: ترشيح كلينتون كان السبب الرئيسي في فوز ترامب.
الآن وقد فاز ترامب تحول الاهتمام من السباق الانتخابي إلى عالم ما بعد ترامب، هذا العالم الذي هو في أحسن الأحوال غامض ومتردد، ترامب اليوم يشكل حكومته واختياراته أثارت الرأي العام على الجانبين بين اختياره شخصيات مثيرة للجدل من العنصريين والمتطرفين، وبين استقطابه لشخصيات جمهورية تقليدية عارضته طوال ترشحه وتعهد هو بتطهير واشنطن منها، أين سيأخذ ترامب الولايات المتحدة والعالم؟ هذا ما نناقشه في مقال الأسبوع المقبل.;