أحدث الأخبار
  • 07:49 . سوريا تستأنف تصدير النفط الخام بعد 14 عاما من التوقف... المزيد
  • 12:54 . مقررة أممية: "إسرائيل" قتلت من الصحفيين أكثر مما قُتل بالحربين العالميتين... المزيد
  • 12:46 . السودان.. أكثر من ألف قتيل بانزلاق أرضي بإقليم دارفور... المزيد
  • 12:45 . إيران تؤكد الاستعداد لخفض تخصيب اليورانيوم بحال التوصل لاتفاق... المزيد
  • 12:18 . وزير خارجية بريطانيا: أفعال "إسرائيل" لن تنهي الحرب ولن تعيد الأسرى... المزيد
  • 12:17 . رئيس الوزراء العراقي يزور سلطنة عُمان غدًا... المزيد
  • 12:11 . "الوزاري الخليجي" يدعو لوقف حرب غزة... المزيد
  • 11:54 . تعديل وزاري محدود يشمل وزارة الصحة وتعيين أحمد الصايغ وزيراً جديداً... المزيد
  • 11:52 . مساعدات إماراتية عاجلة لمتضرري السيول غربي اليمن وسط جدل حول انتقائيتها جنوباً وغرباً... المزيد
  • 11:31 . "التربية" تعتمد دليلاً إجرائياً جديداً للغياب.. إعادة السنة بعد 15 يوماً غير مبرّرة... المزيد
  • 11:23 . "المعاشات" تحذر من مفاهيم خاطئة تقود إلى قرارات تقاعدية غير آمنة... المزيد
  • 01:48 . إندونيسيا تشدد الإجراءات الأمنية بعد احتجاجات دامية... المزيد
  • 12:02 . 622 قتيلا في زلزال ضرب جنوب شرق أفغانستان... المزيد
  • 12:01 . المدارس الحكومية تطبق منظومة مؤشرات السلوك المتميّز بين الطلبة... المزيد
  • 12:01 . اجتماع وزاري خليجي في الكويت اليوم يتبعه لقاء مشترك مع اليابان... المزيد
  • 12:00 . الحوثيون يستهدفون سفينة نفط إسرائيلية شمال البحر الأحمر... المزيد

سئمنا من دلع الأوروبيين

الكـاتب : إسماعيل ياشا
تاريخ الخبر: 27-11-2016


لم تعد تركيا تحتمل استفزازات الاتحاد الأوروبي ولغة الاستعلاء التي تستخدمها العواصم الأوروبية في التعامل مع أنقرة، وكأنها مضطرة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وليس أمامها أي خيار آخر، وبالتالي مستعدة للخنوع والتنازل وبذل الغالي والنفيس من أجل أن تجد لنفسها مكانا في صفوف أعضاء هذا النادي.
أوروبا هي اليوم «الرجل المريض»، ولكن معظم المسؤولين الأوروبيين ما زالوا يكابرون، ويرفضون الاعتراف بالحقيقة، ولا يرون أن التوازنات قد تغيرت وأن اتحادهم ينحدر يوما بعد يوم نحو التفكك والانهيار.
الأوروبيون لم يفهموا حتى الآن أن الأتراك كانوا بالأمس يرغبون في انضمام بلادهم إلى الاتحاد الأوروبي، ولكن تلك الرغبة تآكلت خلال السنوات، ولم تعد موجودة، كما لم يفهموا أن تهديدهم بإنهاء المفاوضات وفرض العقوبات وما إلى ذلك، لا قيمة له ولا وزن لدى الشعب التركي.
نتائج آخر استطلاع للرأي أجري خلال نوفمبر الجاري، تشير إلى أن 68 بالمائة من الأتراك يرون أن أنقرة يجب أن لا تواصل مساعيها للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وأن 76 بالمائة منهم يؤيدون فكرة انضمام بلادهم إلى منظمة شنغهاي للتعاون.
رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان، عبر عن استياء الأتراك من سوء تعامل الاتحاد الأوروبي مع بلادهم، حين قال إن «تركيا لا تحتاج إلى الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي بأي ثمن، وبدلا من الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي يمكن أن تصبح عضوا في منظمة شنغهاي للتعاون».
البرلمان الأوروبي دعا الخميس الماضي في قرار غير ملزم اعتمد بغالبية النواب في ستراسبورج، إلى تجميد مؤقت لعملية انضمام تركيا التي بدأت عام 2005 بسبب «القمع غير المتكافئ» الجاري منذ محاولة الانقلاب الفاشلة في يوليو. وفي المقابل، تدعو غالبية المواطنين الأتراك حكومتهم إلى إنهاء العملية برمتها، بدلا من تجميدها بشكل مؤقت، وترك أوروبا إلى مصيرها.
الأتراك سئموا من ألاعيب الأوروبيين، ولفهم ودورانهم، ويرون أن قرار البرلمان الأوروبي مجرد ابتزاز رخيص يهدف إلى الضغط على أنقرة، لأنه غير مخوَّل لتعليق مفاوضات الانضمام أو إنهائها، بل الزعماء الأوروبيون هم الذين يقررون بدء المفاوضات أو تجميدها أو إنهاءها مع دولة ما. ومع ذلك، قرار البرلمان الأوروبي الذي اتخذ بغالبية كبرى يبعث إلى الأتراك رسالة سياسية مفادها: «لا نريدكم في أوروبا».
الأوروبيون يريدون استخدام تركيا كــ «حرس الحدود» بثمن بخس لحماية أمنهم واستقرارهم، ويعتقدون أن من حقهم فرض سياساتهم ومواقفهم على أنقرة، ولو كانت تلك السياسات والمواقف تتعارض مع مصالح تركيا جملة وتفصيلا. بل ويحتضنون قادة منظمات إرهابية تقاتل ضد تركيا، ويوفرون لهم كافة أنواع الدعم، ثم يطلبون من الأتراك أن لا يعترضوا على ذلك، ولا يرفعوا أصواتهم ضد تصريحات المسؤولين الأوروبيين المستفزة وتقارير الاتحاد الأوروبي المليئة بالتضليل والمغالطة.
المثل التركي يقول إن «الدلع الزائد يؤدي إلى أن يسأم العاشق». ومن الأفضل للمسؤولين الأوروبيين أن يكفوا عن سياسة اللعب بالأعصاب وأن يبحثوا عن أجوبة لمثل هذه الأسئلة: من الذي يحتاج إلى الآخر أكثر، أوروبا أم تركيا؟ ومن الذي يراوغ ويماطل، الاتحاد الأوروبي أم أنقرة؟ ولماذا على الأتراك أن يصبروا على دلع الأوروبيين وأذاهم؟;