أحدث الأخبار
  • 05:24 . "علماء المسلمين” يعتبرون إبادة غزة جريمة إنسانية ويطالبون بانتفاضة عاجلة... المزيد
  • 11:56 . انطلاق الدورة الرابعة من "اصنع في الإمارات" في أبوظبي... المزيد
  • 11:56 . تحوّل "كلية ليوا" إلى "جامعة ليوا" بعد اعتماد رسمي من وزارة التعليم العالي... المزيد
  • 11:16 . ترامب يشيد بالعلاقات مع الإمارات وقطر والسعودية... المزيد
  • 11:09 . روسيا تحظر نشاط منظمة العفو الدولية... المزيد
  • 11:08 . القبض على سوري مشتبه به في طعن خمسة أشخاص بمدينة بيليفيلد الألمانية... المزيد
  • 09:13 . مقتل طاقم طائرة تدريب مصرية إثر سقوطها في البحر... المزيد
  • 05:57 . السودان.. البرهان يعين المرشح الرئاسي السابق كامل إدريس رئيساً للوزراء... المزيد
  • 05:39 . صحيفة بريطانية: أبوظبي وبكين تعيدان قوات الدعم السريع إلى اللعبة بعد طردها من الخرطوم... المزيد
  • 12:00 . كيف تعود صفقات ترامب "التاريخية" مع الخليجيين بالنفع على حفنة من النافذين؟... المزيد
  • 11:12 . الجيش السوداني يستعيد منطقة استراتيجية حدودية شمال دارفور... المزيد
  • 06:16 . حجم التجارة بين الإمارات وروسيا يتجاوز 9 مليارات دولار... المزيد
  • 01:37 . السعودية تستأنف نقل الحجاج الإيرانيين جوّاً بعد عشر سنوات من التوقف... المزيد
  • 07:33 . الاحتلال يرتكب مذابح في غزة تخلف أكثر من 130 شهيداً... المزيد
  • 05:16 . "الأمن السيبراني" يعلن أول إرشادات وطنية للطائرات بدون طيار... المزيد
  • 05:00 . السودان يتهم أبوظبي بانتهاك الأعراف الدبلوماسية بعد إبعاد موظفين قنصليين من دبي... المزيد

دراسات الشرق الأوسط ومنطقة الخليج

الكـاتب : فاطمة الصايغ
تاريخ الخبر: 27-11-2016


يوفر مؤتمر دراسات الشرق الأوسط الذي يعقد سنوياً في الولايات المتحدة الأميركية منصة حيوية للدارسين والأكاديميين والباحثين في شؤون الشرق الأوسط وقضاياه.

وكالعادة يتجمع في هذا الملتقى المئات من الباحثين والمفكرين من جميع أنحاء المعمورة المهتمين بدراسات الشرق الأوسط وما قد تفتحه أمامهم من فرص وظيفية أو مهنية خاصة بالنسبة للشباب الراغبين في الاتجاه للدراسات العليا أو العمل في منطقة الشرق الأوسط، حيث يتيح لهم هذا المؤتمر الفرصة لطرح أفكارهم والاستماع إلى آخر الأبحاث التي تنجز عن المنطقة.

كما توفر دراسات الخليج منصة حيوية أخرى لهؤلاء الباحثين من حيث تتنوع الطروحات الجديدة التي بدأت تظهر عن المنطقة.

فبعيداً عن النفط واقتصادياته ظهرت في الخليج مجالات تستحق الدراسة كاقتصاد المعرفة، والمال والأعمال والسياحة والخدمات وغيرها من المجالات الاقتصادية والمعرفية التي ظهرت حديثاً وأصبحت جاذبة للدراسة والبحث. بالإضافة إلى ذلك توفر كل دولة خليجية أنموذجاً حيوياً للدراسة والبحث سواء في المجال التاريخي أو السياسي أو الاقتصادي أو الحضري.

فمثلاً، تعد دولة الكويت أنموذجاً للراغبين في دراسات المرأة والتطور الحضري والسياسي والفكر الليبرالي. أما المملكة العربية السعودية فهي أنموذج للتطورات الحضرية والاقتصادية بينما تجذب دولة الإمارات وقطر أنظار المهتمين بالدراسات الاقتصادية والمستقبلية وتأثيرات العولمة على المجتمع المحلي.

أما سلطنة عمان فهي توفر منصة للراغبين في الدراسات التاريخية ودراسات الهوية وغيرها. وكما يبدو واضحاً فلقد وصل الغربيون إلى قرار بأن الخليج لم يعد نفطاً ومالاً وحياة سهلة مرفهة بل تجارب عملية رائدة ومشاريع جادة وبناء وتشييد وصولاً إلى التمكين الحقيقي الذي وصل إليه إنسان المنطقة.

لقد شدت دول الخليج أنظار العالم بما استطاعت تحقيقه داخل بلدانها من نمو وتقدم على الرغم من كل الظروف والصعاب وعوائق التركيبة السكانية وصراع القوى العظمى والظروف الجغرافية والبيئية. واستطاعت رغم كل تلك الصعاب أن تخلق جواً حضارياً في بلدانها ساعد على جذب الآلاف من المهاجرين من كل أنحاء المعمورة وحتى من الدول الغربية نفسها.

بالإضافة إلى المجالات الاقتصادية الجديدة فقد ظهرت في دول الخليج مجالات أخرى تستحق الدراسة والبحث كالتشريعات والقوانين الجديدة المطبقة والتي أظهر العالم اهتمامه بها كونها قوانين سهلت ليس فقط مجيء الوافدين والإقامة في مجتمعات الخليج ولكنها أثبتت بمرونتها أنها قادرة على أن تجعل من دول الخليج منطقة جذب لرؤوس الأموال والأعمال.

هذه التشريعات، في اعتقاد الآخر، تستحق الدراسة لما لها من تأثيرات خرجت عن النطاق المحلي لترمي بظلالها على النطاق العالمي. فمثلاً، من التشريعات التي شدت اهتمام الآخر نظام «الكفيل» وكيف تعاطت معه دول الخليج من حيث تعديل التشريعات والقوانين حتى تواكب تطلعات دول الخليج وما ترغب في تعميمه من قيم كالعدالة الاجتماعية والأمن الوظيفي.

بالإضافة إلى الدراسات القانونية، فإن العلاقات الخارجية والدولية لدول الخليج وتعاملها المتوازن مع الأقطاب العالمية مع حرصها على المشاركة بحس إنساني راقٍ في حل قضايا العالم كالفقر والحروب، وفر منصة أخرى للدراسات السياسية والدبلوماسية. فلا غرو أن نرى أن هناك تسابقاً بين الباحثين على زيارة دول الخليج ليروا رأي العين ما حققته هذه الدول على أرض الواقع.

 لقد خلق أولئك الباحثون الجدد مناخاً مختلفاً عن ما خلفه الباحثون المخضرمون الذين ربما لم تسنح لهم الفرصة زيارة المنطقة بأنفسهم لذا اعتمدوا على كتابات وروايات الآخرين، فجاءت كتاباتهم منحازة وفي الكثير من الأحيان غير مطابقة للواقع. أما الكتاب الجدد فقد وفرت لهم الظروف الحالية مجالات متسعة وفرصاً جديدة للخوض في تفاصيل المتغيرات المختلفة في دول الخليج.

قضايا الخليج لم تعد محصورة في النفط والطاقة بل في المتغيرات الحضارية والحضرية التي حدثت في أرجائه. وبالتالي فإن هذا في حد ذاته منصة جديدة لدراسة الخليج من منظور جديد ومغاير.

إن كل يوم يمضي يجعل من منطقة الخليج منطقة جذب للدارسين الجادين سواء من داخل دول الخليج أو خارجه. فالمتغيرات التي طالت مجتمعات الخليج من كل الجوانب كانت جذرية بحيث أصبحت مؤثرة ليس في الخليج وبلدانه فحسب بل في العالم بأسره.