أحدث الأخبار
  • 01:43 . اليمن.. الاحتلال الإسرائيلي يشن هجوماً على الحديدة... المزيد
  • 07:48 . كيف جاءت سياسة أبوظبي الخارجية بنتائج عكسية في سوريا والسودان؟... المزيد
  • 06:38 . نتنياهو: تعديلات حماس على مقترح وقف إطلاق النار “غير مقبولة”... المزيد
  • 05:37 . مباحثات سعودية مصرية حول جهود وقف إطلاق النار في غزة ومنع التصعيد بين إيران و"إسرائيل"... المزيد
  • 02:02 . تصعيد دبلوماسي جديد.. الخرطوم تتهم أبوظبي بتوفير غطاء دولي لجرائم الدعم السريع... المزيد
  • 12:01 . جبل الحبن بالفجيرة يسجل أدنى درجة حرارة في الدولة... المزيد
  • 11:50 . "التربية" تضع آليات مرنة لتصديق الشهادات الدراسية لطلبة الثاني عشر... المزيد
  • 11:47 . بريطانيا تستأنف العلاقات الدبلوماسية مع سوريا بعد قطيعة دامت 14 عاماً... المزيد
  • 11:39 . الاحتلال الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن ويفعّل صفارات الإنذار... المزيد
  • 11:22 . إيلون ماسك يعلن تأسيس "حزب أمريكا" ويعد بكسر احتكار الحزبين... المزيد
  • 06:37 . دبي تعتمد بطاقة الرسوم المدرسية للعام الأكاديمي 2025–2026... المزيد
  • 05:48 . 24 قتيلا على الأقل وأكثر من 20 مفقودة بسبب فيضانات في تكساس... المزيد
  • 05:46 . محمد بن راشد: مليار وجبة وصلت إلى 65 دولة وخطة لمضاعفة العطاء العام المقبل... المزيد
  • 11:24 . قرقاش: الحروب تحاصر المنطقة والحل في الحوار الإقليمي... المزيد
  • 11:16 . وزير الخارجية السعودي: نعمل على تحديد موعد إطلاق مؤتمر “إقامة دولة فلسطينية”... المزيد
  • 11:06 . إعلام عبري: تل أبيب تلقّت رد حماس بشأن الهدنة في غزة وتوقعات باتفاق وشيك هذا الأسبوع... المزيد

حلب ليست النهاية..

الكـاتب : أحمد بن راشد بن سعيد
تاريخ الخبر: 14-12-2016


يبدو سقوط شرق حلب وشيكاً، إذ لم تبق فيه إلا جيوب مقاومة قليلة بينما تتقدّم عصابات الأسد والميليشيات الشيعية مرتكبةً أفظع الجرائم بحق المدنيين. تقارير أمميّة تتحدث عن اقتياد الذكور من الأسرى وإعدامهم جماعياً في مشاهد مروّعة تُذكّر بمجزرة سربرنتسا في شرق البوسنة صيف عام 1995. تسقط حلب بعد أن شكّل تحريرها على أيدي الثوار عام 2012 دافعاً معنوياً كبيراً لهم. غير أن انتزاعها من أيديهم لم يكن سهلاً، فلم تكن عصابات الأسد المنهكة قادرة على استعادتها، ولا حتى الميليشيات الشيعية التي خسرت الكثير من أفرادها في الصراع، ولكن القوّة الناريّة للجيش الروسي هي التي صنعت الفرق في مواجهة مجموعات ثوريّة مشتتة قليلة العدد ومفتقرة إلى السلاح المتطور. اتبّع الجيش الروسي استراتيجية «قصف البساط» أو «القصف الشامل» لتدمير كل شيء على الأرض من بشر وحجر، من دون مبالاة بأبسط قواعد الحياة الإنسانية، وأبسط تقاليد الحروب. لم يبق مستشفى واحد في حلب إلا دمّرته القنابل التي يُقال لنا إنها محرّمة دولياً: المظليّة، الفراغيّة، الارتجاجيّة، العنقودية. لم تسلم حتى العيادات الميدانية، وسيارات الإسعاف من القصف. متطوّعو «الخوذات البيضاء» يُقصفون، وقد يُعتقلون ويُعدمون بصفتهم «وكلاء إرهابيين». سقطت اتفاقيات جنيف، وبصقت عليها الهمجيّة. حتى المساجد والمخابز والأسواق أُحرقت بأحدث الأسلحة التي تفتخر بها روسيا، بينما لم يفعل داعمو الحق السوري شيئاً سوى الخطابة، وأشاح الغرب كله بوجهه مصدراً بيانات تذمّر مسطّرة بالنفاق، كالتي ألقتها مراراً، سامانثا بَوَر، سفيرة واشنطن في الأمم المتحدة.
الفظاعات التي شهدتها حلب ستبقى وصمة عار على جبين البشرية في هذا القرن. لم يكن القصف يجري بمعزل عن قصف من نوع آخر، وهو تدمير وسائل الحياة كالماء والطعام والأدوية والكهرباء والمأوى. ستيفن أوبراين، مسؤول العمليّات الإنسانيّة في الأمم المتحدة، حذّر قبل أسبوعين من تحوّل حلب إلى «مقبرة ضخمة»، «مكان لنهاية العالم»، و «عار جيلنا». الآن، يجلّل العار الجميع، لاسيما «أصدقاء الشعب السوري» الذي أداروا ظهورهم لذبح حلب. حلب الآن كومة من الأسمنت المعجون بالدم. ابتهج يا بوتن، فقد استعدت «أمجاد» الإمبراطورية السوفييتية، وأثرت إعجاب الغرب بحداثة أسلحتك، ورفضك المساومة في الحرب على «الإرهاب». اكذب يا بوتن كما تشاء، قل إنّ الثوار قصفوا أنفسهم تارة، وألق اللوم على واشنطن تارة أخرى، أعلن أنك لم تُلق قنبلة واحدة منذ أسبوعين، ثمّ أمطر المدنيين بالقنابل، وازعم أنك لا تعلم مصدر القصف، قل إنها حرب على داعش، ثمّ قل إنها حرب على «جبهة فتح الشام»، ثم قل شيئاً مختلفاً، وأعلن أن الحرب على كل «الإرهابيين» الذين يقاتلون حليفك في دمشق، فلا يوجد شيء اسمه «معارضة معتدلة»، فكل من يحمل السلاح ضد الأسد، فهو إرهابي، بحسب وصف ديمتري بسكوف، المتحدث باسم بوتن، لثوّار حلب. الحملات العسكرية التي يشنّها الهمج تُخاض عادة جنباً إلى جنب مع حملات الأكاذيب المتوحشّة.
سقوط حلب نقطة تحوّل لصالح الأسد الذي بات يسيطر على خمس مدن رئيسة في سوريا، ولكنّها تمثّل ثلث مساحتها فقط. لا تزال مناطق شاسعة في شرق البلاد وجنوبها وعلى حدودها مع تركيا خارجة عن سيطرة السفّاح، ولن يكون بمقدور روسيا وإيران خوض حرب عصابات طويلة الأمد من أجل استعادتها، لاسيما أنّ لكل منهما أجندات لا تتفق بالضرورة مع أجندة الأسد. لن تنتهي المعركة، ولن يُفلت القتَلة. تدمير المجتمعات السنيّة وتشتيتها، وإحلال الميليشيات الشيعية وعائلاتهم محلّها، وهزم ما يسمّيه الغرب «المعارضة المعتدلة»، والشعور بالظلم لدى السوريين السنّة والمتعاطفين معهم في الجوار- كل ذلك سيشكّل وقوداً للثورة. الآن، لا بدّ للثوّار من استراتيجية مختلفة تقوم على تنسيق الجهود، وتقليل الخسائر، واستنزاف العدو. قد تطول المعركة، ولكن لا الشعب السوري، ولا الأمة من ورائه، سوف يستسلمون للغزاة. وكما قال يوسف الخطيب: هنا أمّةٌ
لا هرقلٌ تأبّى/عليها ولا عزّ كسرى عجَمْ/ وإنْ تكُ قد طُويتْ صفحةٌ/فسِفْرُ البطولةِ ما زال جَمْ.;