أحدث الأخبار
  • 09:13 . مقتل طاقم طائرة تدريب مصرية إثر سقوطها في البحر... المزيد
  • 05:57 . السودان.. البرهان يعين المرشح الرئاسي السابق كامل إدريس رئيساً للوزراء... المزيد
  • 05:39 . صحيفة بريطانية: أبوظبي وبكين تعيدان قوات الدعم السريع إلى اللعبة بعد طردها من الخرطوم... المزيد
  • 12:00 . كيف تعود صفقات ترامب "التاريخية" مع الخليجيين بالنفع على حفنة من النافذين؟... المزيد
  • 11:12 . الجيش السوداني يستعيد منطقة استراتيجية حدودية شمال دارفور... المزيد
  • 06:16 . حجم التجارة بين الإمارات وروسيا يتجاوز 9 مليارات دولار... المزيد
  • 01:37 . السعودية تستأنف نقل الحجاج الإيرانيين جوّاً بعد عشر سنوات من التوقف... المزيد
  • 07:33 . الاحتلال يرتكب مذابح في غزة تخلف أكثر من 130 شهيداً... المزيد
  • 05:16 . "الأمن السيبراني" يعلن أول إرشادات وطنية للطائرات بدون طيار... المزيد
  • 05:00 . السودان يتهم أبوظبي بانتهاك الأعراف الدبلوماسية بعد إبعاد موظفين قنصليين من دبي... المزيد
  • 11:44 . سوريا تُطلق هيئة وطنية للعدالة الانتقالية لمحاسبة جرائم نظام الأسد... المزيد
  • 11:43 . إحباط محاولة تهريب 89 كبسولة كوكايين داخل أحشاء مسافر في مطار زايد الدولي... المزيد
  • 11:29 . السفارة الأمريكية في طرابلس تنفي وجود أي خطط لنقل فلسطينيين إلى ليبيا... المزيد
  • 11:28 . السعودية تؤكد ضرورة وقف النار في غزة وأهمية دعم استقرار سوريا... المزيد
  • 11:26 . جيش الاحتلال الإسرائيلي: اعتراض صاروخ أطلق من اليمن... المزيد
  • 10:45 . الدوحة تستضيف جولة جديدة من محادثات الهدنة بين حماس والاحتلال... المزيد

قصة مدينتين!

الكـاتب : عبدالله الشويخ
تاريخ الخبر: 15-12-2016


إذا أردت أن تُفني مجموعة ما.. فأهم ما عليك فعله هو أن تُفني تاريخهم..!

المدينة الأولى كانت أول مدينة في التاريخ الحديث.. أول مدينة تجمعت فيها مجموعة من البشر، بعد أن خرج الإنسان من كهوف الجهل وتعلم الكتابة والقراءة.. يقدر العلماء أن تاريخها يمتد لأكثر من 10 آلاف سنة.. ولهذا ربما يحقد عليها أبناء مدن الأعشاش التي اخترعها المستعمر منذ 70 عاماً كزوائد دودية في جسد هذه الأمة.. دويلات لمجموعات لا أحد يعرف أصلها.. ذئاب دخلت إلى أبوابنا تحت جناح ليل مظلم لا نعرف منبتاً لها.. إلا ما ترويه العجائز عن المنحرفين الذين ازدادوا ليصبحوا قطعاناً أخذت تنازع الأصايل في أراضيهم.. تأخرت هذه المدينة الأولى 60 عاماً عن التحدث باللغة العربية، حينما وصلت لأوج تألقها.. فعوضت تلك الأعوام القليلة بأن أهدت للدنيا شاعراً سكن في شوارعها وأبدع، وقال ما لم تقله العرب قبله وربما لن تقوله من بعده.. قال الكثيرون إنه أجمل من كتب بالعربية.. المتنبي شاعرٌ امتلك ناصية اللغة وأحب مدينته وأحبته.. وقال فيها رائعته الخالدة: «على الفرات أعاصيرٌ وفي حلب.. توحشٌ لملقى النصر مقتبل..».

ولكنها ربما لم تكن قصيدة أخرى..! بل كانت نبوءة من صاحب النبوءات، ففي تلك القصيدة كان سيف الدولة يخرج من حلب ليهبّ نجدة لأهل الموصل حيث كان أخوه.. لتتقاسم المدينتان الوجع والألم لأيام.. ثم تتقاسمان المجد لقرون.. مدينتان.. مدينتان مثلتا لعصور كثيرة أجمل قصائدنا وأزهى قصصنا وأعذب ألحاننا.. ولا أعلم هل هي صدفة أخرى أن تكون كلتا المدينتين قد توشحت بزهور الإسلام واللغة في السنة نفسها تماماً؟.. ولا أعلم هل هي صدفة أن تكون كلتا المدينتين موغلة في التاريخ البعيد.. تاريخ ما قبل ظهور الجهل والجهلة المهاجمين لهما، الذين كانوا حينها يتوارون خجلاً في زواياه المظلمة؟.. تاريخهم الذي ليس فيه ما يجعلهم يدونونه أو يعلمون أبناءهم القراءة من أجله؟.. لا أعلم هل هي صدفة أن كلتا المدينتين تمثل أجمل مظاهر تسامحنا وتنوعنا.. ففي كل منهما تعيش الجاليات الأخرى عزيزة مكرمة.. وفي كل منهما تشكل اللغات الأخرى واللهجات المختلفة أمراً غير غريب..؟

لن تكفي أوراقٌ كثيرة لتعداد ما رفدت به حلب والموصل، هذه الأمة، من مبدعين وفنانين وعلماء وأساطير في الحب والحرب!.. هما توأمتان في كل شيء.. حاول أصحاب (أمة عربية واحدة.. ذات رسالة خالدة) تفريقهما فأبى التاريخ والدم إلا أن يوحد مأساتيهما، ويعيد وضعهما في خندق واحد.. حتى ولو دفنتا فيه حيتين..!

جغرافياً وتاريخياً، كانت الحدباء والشهباء دوماً جوهرتين في تاج الشام.. ربما اقتسمهما سايكس وبيكو لأسباب لا يعلمها إلا الراسخون في قذارات السياسة، ولكن حتماً إن أحداً لم يفهمهم أننا نؤمن بأن أجنحة الملائكة تظلل كلتيهما.. كثر الحاقدون علينا وكل ما يريدونه هو كسر أنوف عزتنا فيهما.

ولكن وكما اعتدنا على مدار 10 آلاف عام.. سيرحل الغزاة.. ويتفرق اللقطاء.. ونبقى وتبقيان..

ولا غالب إلا الله..