أحدث الأخبار
  • 01:43 . اليمن.. الاحتلال الإسرائيلي يشن هجوماً على الحديدة... المزيد
  • 07:48 . كيف جاءت سياسة أبوظبي الخارجية بنتائج عكسية في سوريا والسودان؟... المزيد
  • 06:38 . نتنياهو: تعديلات حماس على مقترح وقف إطلاق النار “غير مقبولة”... المزيد
  • 05:37 . مباحثات سعودية مصرية حول جهود وقف إطلاق النار في غزة ومنع التصعيد بين إيران و"إسرائيل"... المزيد
  • 02:02 . تصعيد دبلوماسي جديد.. الخرطوم تتهم أبوظبي بتوفير غطاء دولي لجرائم الدعم السريع... المزيد
  • 12:01 . جبل الحبن بالفجيرة يسجل أدنى درجة حرارة في الدولة... المزيد
  • 11:50 . "التربية" تضع آليات مرنة لتصديق الشهادات الدراسية لطلبة الثاني عشر... المزيد
  • 11:47 . بريطانيا تستأنف العلاقات الدبلوماسية مع سوريا بعد قطيعة دامت 14 عاماً... المزيد
  • 11:39 . الاحتلال الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن ويفعّل صفارات الإنذار... المزيد
  • 11:22 . إيلون ماسك يعلن تأسيس "حزب أمريكا" ويعد بكسر احتكار الحزبين... المزيد
  • 06:37 . دبي تعتمد بطاقة الرسوم المدرسية للعام الأكاديمي 2025–2026... المزيد
  • 05:48 . 24 قتيلا على الأقل وأكثر من 20 مفقودة بسبب فيضانات في تكساس... المزيد
  • 05:46 . محمد بن راشد: مليار وجبة وصلت إلى 65 دولة وخطة لمضاعفة العطاء العام المقبل... المزيد
  • 11:24 . قرقاش: الحروب تحاصر المنطقة والحل في الحوار الإقليمي... المزيد
  • 11:16 . وزير الخارجية السعودي: نعمل على تحديد موعد إطلاق مؤتمر “إقامة دولة فلسطينية”... المزيد
  • 11:06 . إعلام عبري: تل أبيب تلقّت رد حماس بشأن الهدنة في غزة وتوقعات باتفاق وشيك هذا الأسبوع... المزيد

حين نخاف من القراءة!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 02-01-2017


في محاضرة ألقيتها في إحدى المؤسسات، سألتني سيدة عرفت من سؤالها أنها أم لفتاة مراهقة، تخاف عليها كثيراً من شيوع تلك الكتابات والأفكار التي تعزز النظرة الدونية للمرأة، وتحط من قدرتها على الاختيار والتمييز، جاعلة منها شخصاً بلا إرادة، قالت بأن كثيراً من الكتابات التي تعزف على وتر المشاعر والبوح العاطفي، والتي تنتشر هذه الأيام.

وتنتهجها بعض الأسماء المعروفة في عالم الكتابة النسائية، لا تفعل شيئاً أكثر من تكريس الانكسار العاطفي، وقبول الهزيمة في الحب والتغني بها، وتحويلها إلى عبارات رنانة تتباهى بها الفتيات على مواقع التواصل، دون تفكير في خطورتها، وقد ذكرت اسم كاتبة عربية مشهورة كمثال بارز على هذا النوع من الأدب.

ما لا تعرفه هذه السيدة، ربما، أن مثل هذه النقاشات والقضايا قد سمعت صداها في المجتمعات العربية منذ سنوات بعيدة، أيام كان يطلق على مجتمعاتنا العربية وصف المحافظة والمتزمتة وغير ذلك، كان هذا في أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي.

فعندما نشر الشاعر نزار قباني أول دواوينه الشعرية اعتبر ذلك الديوان صدمة كبيرة لطبيعة تلك المجتمعات، كما اعتبر عنوان الديوان صفعة مدوية قابلتها الأسر بمنع بناتهن من تداول وقراءة ذلك الشعر، لكن وبعد عدة سنوات صارت الفتيات يرقصن على ألحان قصائد نزار التي كان يغنيها عبدالحليم حافظ واليوم كاظم الساهر!

لقد أصبحت أشعار قباني، التي اعتبرت في زمانها خارجة على أعراف المجتمع المحافظ ومحرضة على التمرد، أشعاراً مهذبة وكلاسيكية قياساً بما ظهر بعدها، وبما تعرضه اليوم مواقع التواصل والمجلات الفنية وأفلام هوليوود.

 إن العالم يتغير وفق قوانين التغيير لا وفق أمزجتنا، ولا مجال لإيقاف اندفاع العجلة على القضبان أبداً، ما تملكه الأسر ومؤسسات التربية لمواجهة ما تعتقده خارجاً أو غير مناسب، هو أن تعيد التفكير كثيراً في فكرة الثقافة والوعي وتطور مفهوم حق القراءة وحق الاختيار، فالذين قرأوا أشعار نزار لم ينحرفوا، والذين قرأوا قصص يوسف إدريس وروايات نجيب محفوظ لم يصيروا إرهابيين.

إن القراءة بكل تجلياتها ولخبطاتها وتنويعاتها ليست سوى طريق طويل صوب الوعي، هذا الوعي لا يصنعه كاتب، ولا يشكله كتاب واحد، أو نوع محدد من الأفكار، أبناؤكم ليسوا لكم، إنهم أبناء الحياة، امنحوهم سلاح الوعي وحصّنوهم به ثم دعوهم يقرأون ما يشاؤون، وسينضجون في الوقت المناسب حتماً.