أحدث الأخبار
  • 09:27 . هل تذهب أبوظبي فعلاً إلى قطع علاقاتها مع الاحتلال إذا مضى في ضم الضفة الغربية؟... المزيد
  • 09:23 . الإمارات وقطر توقعان مذكرة تفاهم للتعاون بمجالات العمل وتنمية الموارد البشرية... المزيد
  • 09:22 . رئيس الدولة وسلطان عُمان يؤكدان دعم الشعب الفلسطيني وحل الدولتين... المزيد
  • 06:52 . مباحثات أوروبية ـ إيرانية في الدوحة حول البرنامج النووي قبل إعادة فرض العقوبات... المزيد
  • 06:52 . حماس: مجرم الحرب نتنياهو يصر على إفشال جهود الوسطاء... المزيد
  • 06:50 . "رويترز": ترامب يعتزم السماح بصفقة بيع 100 طائرة مسيّرة متطورة إلى السعودية... المزيد
  • 06:50 . قطر والاتحاد الأوروبي يبحثان في الدوحة مستجدات غزة والقضايا الإقليمية المشتركة... المزيد
  • 12:21 . متعاملون يشكون تأخير إصدار "براءة الذمة" وخبراء يقترحون منصة موحدة... المزيد
  • 12:15 . روسيا تعلن دفع تعويضات بشأن الطائرة الأذربيجانية المنكوبة... المزيد
  • 11:03 . الأبيض يقلب الطاولة على "نسور قاسيون" بثلاثية ودية مثيرة... المزيد
  • 11:02 . ردا على العرض العسكري الصين .. ترمب يغير اسم "وزارة الدفاع" الأمريكية إلى "وزارة الحرب"... المزيد
  • 11:00 . إطلاق برنامج وطني للفحص الصحي وتطعيمات الطلبة في المدارس الحكومية... المزيد
  • 10:37 . نفوذ إماراتي يثير جدلاً باليمن.. منح دراسية خارج الأطر الرسمية واحتجاجات في سقطرى... المزيد
  • 10:04 . اتحاد دولي: الإمارات إحدى أسوأ دول العالم تخلياً عن البحارة... المزيد
  • 05:23 . الحوثيون يعلنون تنفيذ عملية نوعية استهدفت مطار بن غوريون... المزيد
  • 05:18 . ترامب يلوح بمعاقبة روسيا وبوتين يدعو زيلينسكي للقائه بموسكو... المزيد

إنها الأفكار التي لا تموت أبداً!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 12-02-2017


تحلّق الفكرة بأجنحة من قوة تأثيرها، تعبر أزمنةً وعصوراً، تكون الفكرة في زمن سقراط محاصرة ومحاربة ومطاردة من بيت إلى بيت ومن ساحة إلى أخرى، أنصارها مطاردون منفيون مختبئون خوفاً من العقاب والسجن والشنق.

ثم بقوة لا أحد يعرف مصدرها إلا الفكرة ومن آمن بها، تجدها قد غادرت ذلك الزمن وظلت تحلّق في طيران أسطوري بلا تعب ولا يأس، حتى تحط في زمن بعيد مختلف، كان ذات يوم غيباً، الغريب أن الفكرة المحاربة نفسها تستقبَل بعد قرون بالترحاب والإكرام والإجلال والاحترام!

هل يتطور البشر في علاقتهم مع الأفكار؟ هل تنعدم حساسيتهم تجاه مخاطرها وتأثيراتها، هل تختلف أجهزة الاستقبال لديهم، فما يخيف الناس في أزمنة لا يخيف آخرين، بل بالعكس تماماً، تنعدم لديهم تلك النظرة الخائفة منها، تصير الفكرة محل ترحيب كبير من قبل أهل الزمان الجديد، هذا سر آخر من أسرار قوة الفكرة وصمودها وأبديتها!

قال فيلسوف التنوير الكبير ابن رشد: «للأفكار أجنحة تطير بها»، وهو أحد أكثر المفكرين الذين يعرفون تماماً قوة الفكرة وأسطوريتها، لقد طورد وطوردت أفكاره، وقيل إن كتبه حُرقت تماماً، وسواء كان ذلك صحيحاً أم لا.

فإن ابن رشد تحوّل عبر عبوره الزمن من شخص إلى فكرة عبرت كل سجون ومنافي ومتاريس الجبابرة، لتستقر في عقول وقلوب كل الباحثين والعاشقين عن التنوير والحرية والعقل، فلا شيء يمكنه أن يقص جناحي الفكرة أو يغتالها، إنها هناك تحلّق عالياً جداً وبعيداً عن رصاص الطغاة!

وأنا أعبر شوارع القاهرة وأتجول في معالمها ومتاحفها، وأتعرف عن كثب إلى ملوكها وعصورها التاريخية، في أثناء هذه الجولة كنت أدرك تماماً أنني لست سائحاً أجنبياً أتعرف إلى معالم تاريخ أمة عريقة، ولست أجنبياً يأتي منبهراً بما يمتلكه المصريون القدماء، كنت أعي وعياً ناصعاً مستنيراً أنني أتنقل بين أفكار عظيمة لا حدود لعظمتها.

وأن هذه الأفكار بدءاً بأزمنة ملوك مصر القدماء في الحضارة الفرعونية وانتهاء بأفكار ثورة 25 يناير هي ما صنع مصر، وهي ما كوّن الأمة المصرية، وأنه مهما مر الزمن فلا شيء يمكن أن ينمحي أو يزول مهما بذلت في سبيل ذلك من محاولات!

لا الإهرامات ولا المقابر العظيمة، ولا المساجد ولا القصور والميادين والكتب ونقوش البردي والمسلات و..إلخ، هذه كلها أفكار عظيمة أكثر من كونها مباني عظيمة، إنها التجسيد المادي للأفكار الكبيرة، لذلك فإن الأفكار باقية ما بقيت تجسيداتها، حتى إن هُدم المسجد أو أُغلق القصر أو هُجر المعبد، للأفكار أجنحة تطير بها عبر الزمن دائماً!