أحدث الأخبار
  • 01:34 . فحوص جينية اختيارية لطلبة المدارس المواطنين... المزيد
  • 01:33 . رئيس الدولة يصدر مرسوماً بقانون لتنظيم المصرف المركزي والقطاع المالي... المزيد
  • 11:16 . حكومة الاحتلال تصادق على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة... المزيد
  • 11:14 . اجتماع عربي أوروبي في باريس يطالب بضمان تنفيذ كامل لاتفاق غزة... المزيد
  • 11:12 . شهداء وعشرات المفقودين بقصف إسرائيلي على غزة رغم التصويت على وقف إطلاق النار... المزيد
  • 11:11 . زلزال بقوة 7.6 يضرب الفلبين وتحذيرات من تسونامي... المزيد
  • 01:16 . ضمن "دبلوماسية الذكاء الاصطناعي" لترامب.. واشنطن توافق على بيع رقائق "إنفيديا" لأبوظبي... المزيد
  • 01:02 . سلطان القاسمي يحث سكان الشارقة على تسجيل بياناتهم في التعداد... المزيد
  • 12:27 . بينها شركات في الإمارات.. عقوبات أمريكية جديدة على أفراد وكيانات مرتبطة بإيران... المزيد
  • 11:18 . خليل الحية: تسلمنا ضمانات من واشنطن والوسطاء بشأن تنفيذ خطة ترامب... المزيد
  • 06:02 . الإمارات ترحب باتفاق وقف إطلاق النار في غزة... المزيد
  • 01:15 . الغارديان: أبوظبي استخدمت المرتزقة الكولومبيين في أكثر من دولة... المزيد
  • 01:05 . ما مصير مليشيا “أبو شباب” المدعومة من أبوظبي بعد وقف إطلاق النار في غزة؟... المزيد
  • 12:33 . بعد تواطؤها معه.. جيش الاحتلال يرفض إيواء مليشيا "أبو شباب"... المزيد
  • 11:50 . "أدنوك للإمداد" و "تعزيز" تؤسسان أول ميناء متخصص للكيماويات في الدولة... المزيد
  • 11:20 . ثلاث فرق من جيش الاحتلال الإسرائيلي تبدأ الانسحاب من مدينة غزة... المزيد

بلاد «الوانيت»

الكـاتب : عبد الرحمن الراشد
تاريخ الخبر: 30-11--0001

«الوانيت» هي الشاحنة الصغيرة متعددة الأغراض. يستخدمها صاحبها في نقل بضائع الآخرين وفي التنقل بها، ويوم الجمعة ينقل فيها أطفاله إلى شم الهواء. إنها جزء من حياة الناس في الخليج وليبيا والمغرب والعراق، كما أنها نوع من هوية طبقية «صاحب وانيت».

عندما قامت الثورة الليبية على حاكم الجرذان وخطب «من أنتم؟»، أخذنا نلاحظ إضافة مهمة جديدة لـ«الوانيت». ركَّبوا فوق صندوقها مدفعا وراحوا يقاتلون بها المدافع السوفياتية الصنع. وركّبوا عليها رشاشات. ومن ثم أخذت تنقل اللاجئين والخائفين والأطفال - من بقي حيا منهم - في عمليات نزوح جماعي.

سعيد من يملك «وانيت»، لأن آلافا آخرين تركوا بيوتهم مشاة حاملين على رؤوسهم الأواني النفيسة وأغطية للعراء الذي هو كل ما منحتهم إياه دولتهم.

ذكَّرنا زحف الحفاة والعراة والخائفين بتلك الصور الباقية من الحرب العالمية الثانية أو حرب فيتنام. جموع بشرية واقعة بين المحتل الخارجي والخائن المحلي. شعوب وعدها حاكمها بالحماية والاطمئنان ونهب أموالها ليبني الحصون - فصرفها على إنشاء الكتائب لأبنائه وحرسه.

«الوانيت» تتصدر الصورة العربية، وها هي متزاحمة في الخروج من الموصل. إلى أين هذه المرة؟ إلى أي ديار في ديار العرب المنقسمة إلى قسمين: طائرات في الجو و«وانيت» على الأرض، محملةً مدافع أو أطفالا أو باكين على أرض لم تعد لهم.

«دولة القانون» تفر و«دولة داعش» تتقدم، والشعوب العربية تنسحق بينهما، وتتحول أمة تائهة على ظهر وانيت. بدأ كل هذا الخراب قبل 50 عاما عندما أسقطت الدولة ودمرت المؤسسات، وقبض الشرطي على إرادة البشر، ونُفي العقال والحكماء وخائفو الله، وسُجن المنادون بالأصول والأعراف، وتناوب الانقلابيون على السلطة، وأغلقوا الجامعات، وعلّوا أسوار السجون، وحولوا العقول إلى سجن صامت.

كان شعار صدام حسين المسدس الذي لا يفارقه. ثم تحول إلى بندقية يطلق نيرانها ومن حوله ولداه، وليس من يسمون بالقيادة. وسلم باراك أوباما مقاليد العراق إلى ديمقراطية نوري المالكي الذي فشل في الانتخابات، ونجح في القبض على السلطة. ومع صدام تفتت القسم الأول من العراق. والآن يتفتت القسم الثاني في سوريا والعراق. ومفكر تركيا السيد أوغلو يتأمل الوضع بهدوء. لقد أصبحوا في الموصل داود أغا.