أحدث الأخبار
  • 12:29 . الاحتلال الإسرائيلي يتجه لنقل المحادثات مع حماس إلى الإمارات أو أوروبا... المزيد
  • 11:35 . الاحتلال يواصل اغتيال صحفيي غزة وسط إدانات دولية واسعة... المزيد
  • 01:37 . حصة يومية للغة العربية لرياض الأطفال في أبوظبي... المزيد
  • 01:36 . الحوثيون: 4 قتلى و67 جريحاً في غارات إسرائيلية على صنعاء... المزيد
  • 01:34 . السودان.. البرهان يتوعد بإسقاط التمرد والجيش يحبط هجمات للدعم السريع في الفاشر... المزيد
  • 01:01 . فرنسا تستدعي سفير أمريكا لانتقاده تقاعسها بمكافحة معاداة السامية... المزيد
  • 12:57 . مجلس الأمن يصوّت على تمديد مهمة اليونيفيل بجنوب لبنان... المزيد
  • 12:55 . أبو شباب.. خيوط تمتد من غزة إلى أبوظبي في مشروع يستهدف المقاومة... المزيد
  • 10:38 . حملة مقاطعة "شلة دبي" تتحول إلى صرخة ضد التفاهة وصمت المشاهير عن غزة... المزيد
  • 10:03 . مظاهرات عالمية واسعة تطالب بإنهاء الإبادة الإسرائيلية في غزة... المزيد
  • 06:18 . أكثر من 12 ألف عملية اختراق عبر شبكات "الواي فاي" في الإمارات منذ بداية العام... المزيد
  • 12:25 . محمد بن زايد يزور أنغولا لتعزيز التبادل الاقتصادي... المزيد
  • 12:06 . انسحاب فرق موسيقية من مهرجان في بريطانيا بعد إزالة علم فلسطين... المزيد
  • 11:41 . الإمارات تعلن إدخال أكثر من 300 شاحنة مساعدات إلى غزة منذ فتح المعابر... المزيد
  • 11:31 . وزارة التربية تكشف عن التوقيت الرسمي المعتمد للمدارس الحكومية... المزيد
  • 12:18 . اليمن.. مقتل ما لا يقل عن ثمانية جراء السيول... المزيد

بلاد «الوانيت»

الكـاتب : عبد الرحمن الراشد
تاريخ الخبر: 30-11--0001

«الوانيت» هي الشاحنة الصغيرة متعددة الأغراض. يستخدمها صاحبها في نقل بضائع الآخرين وفي التنقل بها، ويوم الجمعة ينقل فيها أطفاله إلى شم الهواء. إنها جزء من حياة الناس في الخليج وليبيا والمغرب والعراق، كما أنها نوع من هوية طبقية «صاحب وانيت».

عندما قامت الثورة الليبية على حاكم الجرذان وخطب «من أنتم؟»، أخذنا نلاحظ إضافة مهمة جديدة لـ«الوانيت». ركَّبوا فوق صندوقها مدفعا وراحوا يقاتلون بها المدافع السوفياتية الصنع. وركّبوا عليها رشاشات. ومن ثم أخذت تنقل اللاجئين والخائفين والأطفال - من بقي حيا منهم - في عمليات نزوح جماعي.

سعيد من يملك «وانيت»، لأن آلافا آخرين تركوا بيوتهم مشاة حاملين على رؤوسهم الأواني النفيسة وأغطية للعراء الذي هو كل ما منحتهم إياه دولتهم.

ذكَّرنا زحف الحفاة والعراة والخائفين بتلك الصور الباقية من الحرب العالمية الثانية أو حرب فيتنام. جموع بشرية واقعة بين المحتل الخارجي والخائن المحلي. شعوب وعدها حاكمها بالحماية والاطمئنان ونهب أموالها ليبني الحصون - فصرفها على إنشاء الكتائب لأبنائه وحرسه.

«الوانيت» تتصدر الصورة العربية، وها هي متزاحمة في الخروج من الموصل. إلى أين هذه المرة؟ إلى أي ديار في ديار العرب المنقسمة إلى قسمين: طائرات في الجو و«وانيت» على الأرض، محملةً مدافع أو أطفالا أو باكين على أرض لم تعد لهم.

«دولة القانون» تفر و«دولة داعش» تتقدم، والشعوب العربية تنسحق بينهما، وتتحول أمة تائهة على ظهر وانيت. بدأ كل هذا الخراب قبل 50 عاما عندما أسقطت الدولة ودمرت المؤسسات، وقبض الشرطي على إرادة البشر، ونُفي العقال والحكماء وخائفو الله، وسُجن المنادون بالأصول والأعراف، وتناوب الانقلابيون على السلطة، وأغلقوا الجامعات، وعلّوا أسوار السجون، وحولوا العقول إلى سجن صامت.

كان شعار صدام حسين المسدس الذي لا يفارقه. ثم تحول إلى بندقية يطلق نيرانها ومن حوله ولداه، وليس من يسمون بالقيادة. وسلم باراك أوباما مقاليد العراق إلى ديمقراطية نوري المالكي الذي فشل في الانتخابات، ونجح في القبض على السلطة. ومع صدام تفتت القسم الأول من العراق. والآن يتفتت القسم الثاني في سوريا والعراق. ومفكر تركيا السيد أوغلو يتأمل الوضع بهدوء. لقد أصبحوا في الموصل داود أغا.