أحدث الأخبار
  • 05:57 . السودان.. البرهان يعين المرشح الرئاسي السابق كامل إدريس رئيساً للوزراء... المزيد
  • 05:39 . صحيفة بريطانية: أبوظبي وبكين تعيدان قوات الدعم السريع إلى اللعبة بعد طردها من الخرطوم... المزيد
  • 12:00 . كيف تعود صفقات ترامب "التاريخية" مع الخليجيين بالنفع على حفنة من النافذين؟... المزيد
  • 11:12 . الجيش السوداني يستعيد منطقة استراتيجية حدودية شمال دارفور... المزيد
  • 06:16 . حجم التجارة بين الإمارات وروسيا يتجاوز 9 مليارات دولار... المزيد
  • 01:37 . السعودية تستأنف نقل الحجاج الإيرانيين جوّاً بعد عشر سنوات من التوقف... المزيد
  • 07:33 . الاحتلال يرتكب مذابح في غزة تخلف أكثر من 130 شهيداً... المزيد
  • 05:16 . "الأمن السيبراني" يعلن أول إرشادات وطنية للطائرات بدون طيار... المزيد
  • 05:00 . السودان يتهم أبوظبي بانتهاك الأعراف الدبلوماسية بعد إبعاد موظفين قنصليين من دبي... المزيد
  • 11:44 . سوريا تُطلق هيئة وطنية للعدالة الانتقالية لمحاسبة جرائم نظام الأسد... المزيد
  • 11:43 . إحباط محاولة تهريب 89 كبسولة كوكايين داخل أحشاء مسافر في مطار زايد الدولي... المزيد
  • 11:29 . السفارة الأمريكية في طرابلس تنفي وجود أي خطط لنقل فلسطينيين إلى ليبيا... المزيد
  • 11:28 . السعودية تؤكد ضرورة وقف النار في غزة وأهمية دعم استقرار سوريا... المزيد
  • 11:26 . جيش الاحتلال الإسرائيلي: اعتراض صاروخ أطلق من اليمن... المزيد
  • 10:45 . الدوحة تستضيف جولة جديدة من محادثات الهدنة بين حماس والاحتلال... المزيد
  • 08:32 . "قمة بغداد" تحث المجتمع الدولي على الضغط لوقف الحرب على غزة... المزيد

على هامش تقرير إسرائيلي عن حرب غزّة

الكـاتب : عبد الوهاب بدرخان
تاريخ الخبر: 06-03-2017


يثير التقرير الإسرائيلي عن حرب الـ50 يوماً ضد غزة صيف العام 2014 تساؤلات حول الأهداف التي رمى إليها «مراقب الدولة» وغياب «الأخلاقيات»، إذا جاز التعبير، لم يكن الجدل، قبل التقرير وبعده، معنيّاً بأي شكل بـ2251 مدنياً قضوا بالقصف الوحشي وبينهم 551 طفلاً، ولا بحجم الدمار الذي لا يمكن تفسيره إلا بنيّة إبادة متعمّدة في خطط القتال وعقيدته، بل كان الهدف تقويم «النجاح» الذي حقّقه العدوان وقد بدا حينذاك مركّزاً على اختبار الأسلحة ومدى ضراوتها، وفي العمق أظهرت انتقادات المراقب لوماً للحكومة بسبب سقوط 74 إسرائيلياً بينهم 6 مدنيين قتلوا بصواريخ غزّة و68 عسكرياً بسبب عنصر المباغتة الذي وفّرته الأنفاق تحت الأرض، وما دام مزيد من الصواريخ يُطلق ومزيد من الأنفاق يُحفر فإن الحرب لم تحقق هدفَين حدّدتهما إسرائيل: وقف الصواريخ وتدمير الأنفاق.
ربما يفسّر ذلك نتائج استطلاع أظهر أن غالبية إسرائيلية (%67) تعتقد أن الحصار والإغلاق المفروضَين على غزّة يؤدّي إلى توتّر أمني دائم، وهذه نتيجة «عقلانية»، على غير العادة، تذهب في اتجاهٍ معاكس لنهج زمرة التطرّف المهيمنة على حكومة بنيامين نتنياهو، ولا يقلّ أهمية أن %70 يرون أن تحسين الوضع الاقتصادي في غزة «يقلل من العداء تجاه إسرائيل» ليس مؤكّداً أن هذا الاستطلاع يعبّر عن اتجاهٍ جديد وعميق في الرأي العام الإسرائيلي، لكن اللافت أنه أجري في ديسمبر الماضي، أي قبل ثلاثة شهور من صدور تقرير المراقب الذي يساءل في بعض فقراته عملية اتخاذ القرار في الحكومة، مشيراً إلى أن البدائل السياسية والنواحي الإنسانية لم تُدرس، كما لو أنه يوحي بأن الأولوية يجب أن تكون لتجنّب الحرب أو بضرورة مراجعة السياسة المتّبعة حيال القطاع، لكنه لم يتوقف عند هذه النقطة ولم يتبيّن أنها محور أساسي في تقريره.
كان الأهمّ عنده أن المستويَين السياسي والعسكري لم يُبديَا اهتماماً بالتهديد الذي تشكّله الأنفاق، رغم وجود معلومات استخبارية بشأنها. والواقع أن ما كشفته الحرب عملياً هو أن تلك المعلومات لم تكن دقيقة ووافية، بدليل أن الجيش بدأ الحرب باستراتيجية اضطر إلى تعديلها لاحقاً بعدما اكتشف الخطر خلال توغّله في غزّة، وفقاً لما صرّح به وزير الدفاع آنذاك موشيه يعالون، ولعل ما أغفله المراقب يوسف شابيرا أن حكومة نتنياهو استخدمت مقدّمات حصلت كلّها في الضفة الغربية لتلفيق قضيةٍ تبرر الحرب، يذكر أن الضفة شهدت شهوراً من التوتّر جرّاء نقض إسرائيل اتفاقاً مع السلطة الفلسطينية على إطلاق دفعة رابعة من الأسرى، فردّت السلطة بطلب الانضمام إلى خمس عشرة منظمة دولية كما أبرم اتفاق «مصالحة» لم يُنفّذ لاحقاً بين حركتي «فتح» و»حماس»، لكن جرائم واعتداءات عدّة ارتكبها المستوطنون ضد مدنيين فلسطينيين استدعت ردوداً فلسطينية واجهتها سلطة الاحتلال بحملات اعتقال واسعة، وما لبثت أن نقلت المأزق إلى مكان آخر بإطلاق عدوانها على غزّة.
رغم الانتقادات في التقرير سجّلت شعبية نتنياهو ارتفاعاً، ما يناقض الاعتقاد بوجود تغيير في الرأي العام. ورغم أن إسرائيل تسوّق صدور هذا التقرير كمؤشّر إلى «ديمقراطيتها»، إلا أن ردود فعل الحكوميين والسياسيين كانت الأسبق إلى تهميشه واعتباره مجرّد إجراء شكلي لا تأثير له، وهذا دليلٌ إضافي إلى غلبة النزعة الاحتلالية على عصابة منتخبة لمواصلة شنّ الحروب.;