أحدث الأخبار
  • 05:57 . السودان.. البرهان يعين المرشح الرئاسي السابق كامل إدريس رئيساً للوزراء... المزيد
  • 05:39 . صحيفة بريطانية: أبوظبي وبكين تعيدان قوات الدعم السريع إلى اللعبة بعد طردها من الخرطوم... المزيد
  • 12:00 . كيف تعود صفقات ترامب "التاريخية" مع الخليجيين بالنفع على حفنة من النافذين؟... المزيد
  • 11:12 . الجيش السوداني يستعيد منطقة استراتيجية حدودية شمال دارفور... المزيد
  • 06:16 . حجم التجارة بين الإمارات وروسيا يتجاوز 9 مليارات دولار... المزيد
  • 01:37 . السعودية تستأنف نقل الحجاج الإيرانيين جوّاً بعد عشر سنوات من التوقف... المزيد
  • 07:33 . الاحتلال يرتكب مذابح في غزة تخلف أكثر من 130 شهيداً... المزيد
  • 05:16 . "الأمن السيبراني" يعلن أول إرشادات وطنية للطائرات بدون طيار... المزيد
  • 05:00 . السودان يتهم أبوظبي بانتهاك الأعراف الدبلوماسية بعد إبعاد موظفين قنصليين من دبي... المزيد
  • 11:44 . سوريا تُطلق هيئة وطنية للعدالة الانتقالية لمحاسبة جرائم نظام الأسد... المزيد
  • 11:43 . إحباط محاولة تهريب 89 كبسولة كوكايين داخل أحشاء مسافر في مطار زايد الدولي... المزيد
  • 11:29 . السفارة الأمريكية في طرابلس تنفي وجود أي خطط لنقل فلسطينيين إلى ليبيا... المزيد
  • 11:28 . السعودية تؤكد ضرورة وقف النار في غزة وأهمية دعم استقرار سوريا... المزيد
  • 11:26 . جيش الاحتلال الإسرائيلي: اعتراض صاروخ أطلق من اليمن... المزيد
  • 10:45 . الدوحة تستضيف جولة جديدة من محادثات الهدنة بين حماس والاحتلال... المزيد
  • 08:32 . "قمة بغداد" تحث المجتمع الدولي على الضغط لوقف الحرب على غزة... المزيد

الذين يخافون من رواية !!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 07-03-2017


كنت أتحدث مع أحد الأصدقاء حول رواية كنت قد انتهيت من قراءتها للروائي الشهير باراغاس يوسا (امتداح الخالة)، وقد ترجمها البعض تحت عنوان (امتداح زوجة الأب) فذكر لي أنه سمع بالرواية لكنه لم يقرأها؛ لأن الرواية واجهت نوعاً من النقد فيما يخص مفهوم الرواية باعتبار أن هناك من لا يرى أنها تتوافر على مقومات الرواية، ثم أكمل على هذه الملاحظة قائلاً (مع ذلك علينا أن نقرأ، ومن ثم نقرر ماذا نريد من قراءتنا للرواية).

ذكرت له أنني قرأتها كاملة ورأيتها مختلفة لا أكثر، ففسر النقد الذي واجهته الرواية في المجتمع العربي بأن الناس يحيلون كل شيء لثقافة العيب والعادات والدين وغير ذلك !

اتفقنا على أن الرواية ابنة المجتمع الجماهيري، نتاج المدينة الحديثة والثقافة الغربية، وأن هذا الفن العميق والعريق والمهم جداً لا يمكن أخذه بهذه البساطة وعرضه على معايير العادات والتقاليد، فلا يمكننا قبول أو رفض رواية عظيمة كرواية ( أنا كارنينا ) لعملاق الأدب الروسي ليو تولستوي لأنها تتعارض مع ثقافة المجتمع الشرقي مثلاً أو تصطدم بمفاهيم اجتماعية وقيم مقدسة.

علينا أن نقرأ الرواية كإبداع فني يحاول محاكاة الواقع أو معالجته كما ويحتفي به أو يفضحه ويكشف سوآته، هو فن في نهاية الأمر كالنحت والرسم والموسيقى، لا يمكن محاكمته ككتاب تاريخ أو دين، ووفق ثقافة العيب والخوف، الذي يخاف من رواية لا يمكنه أن يكتب تاريخاً أو يراكم فعلاً ثقافياً أو سلوكاً اجتماعياً من قبيل الحرية والإبداع !

اعترفت له أن الرواية (امتداح الخالة) رواية غريبة بعض الشيء، لكنها ليست مخيفة ولا تهدد الحياة أو الحياء، هي احتفاء بالتفاصيل الحياتية للإنسان العادي الذي يخجل من بعض أفعاله وسلوكياته، لكنه يفعلها ويتباهى بها، وهناك في حياتنا أفعال وتركة هائلة من المسكوت عنه في سلوكنا اليومي وفي تفاصيل علاقاتنا بأنفسنا وبأهلنا وبمن نحب، تفاصيل تحدد مسارات حياتنا أحياناً وتصنع بهجتنا وخلاصنا ومتعنا الكبرى.

كما تصنع انكساراتنا وسقوطنا وأمراضنا الخفية، مع ذلك فنحن نمعن في التباهي بأننا أصحاء جداً ونزيهون وأنقياء، ذلك ليس صحيحاً دائماً، لكن هذا ما نقوله لأن الآخرين يريدوننا أن نكون كذلك ليقبلونا بينهم، في الوقت الذي يكونون هم أيضاً ليسوا بتلك النزاهة والبراءة الظاهرة !

الكل يكذب على بعضه ليكون مقبولاً، لأن الكل يخاف من حالة انكشاف الحقيقة أمام الآخرين، وتلك هي الحقيقة التي سمعتها من أمي منذ سنوات بعيدة (إنه من يَخَفْ يكذب، ومن يكذب ينحرف حتماً) ! هذا ما تقوله الرواية، أو هذا ما وصلني من الرواية، لذلك لم أخف منها بل تركت شيئاً في داخلي حول ذلك الطفل الذي أنهى الرواية بطريقة مخيفة وغير متوقعة أبداً !!