أحدث الأخبار
  • 06:38 . نتنياهو: تعديلات حماس على مقترح وقف إطلاق النار “غير مقبولة”... المزيد
  • 05:37 . مباحثات سعودية مصرية حول جهود وقف إطلاق النار في غزة ومنع التصعيد بين إيران و"إسرائيل"... المزيد
  • 02:02 . تصعيد دبلوماسي جديد.. الخرطوم تتهم أبوظبي بتوفير غطاء دولي لجرائم الدعم السريع... المزيد
  • 12:01 . جبل الحبن بالفجيرة يسجل أدنى درجة حرارة في الدولة... المزيد
  • 11:50 . "التربية" تضع آليات مرنة لتصديق الشهادات الدراسية لطلبة الثاني عشر... المزيد
  • 11:47 . بريطانيا تستأنف العلاقات الدبلوماسية مع سوريا بعد قطيعة دامت 14 عاماً... المزيد
  • 11:39 . الاحتلال الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن ويفعّل صفارات الإنذار... المزيد
  • 11:22 . إيلون ماسك يعلن تأسيس "حزب أمريكا" ويعد بكسر احتكار الحزبين... المزيد
  • 06:37 . دبي تعتمد بطاقة الرسوم المدرسية للعام الأكاديمي 2025–2026... المزيد
  • 05:48 . 24 قتيلا على الأقل وأكثر من 20 مفقودة بسبب فيضانات في تكساس... المزيد
  • 05:46 . محمد بن راشد: مليار وجبة وصلت إلى 65 دولة وخطة لمضاعفة العطاء العام المقبل... المزيد
  • 11:24 . قرقاش: الحروب تحاصر المنطقة والحل في الحوار الإقليمي... المزيد
  • 11:16 . وزير الخارجية السعودي: نعمل على تحديد موعد إطلاق مؤتمر “إقامة دولة فلسطينية”... المزيد
  • 11:06 . إعلام عبري: تل أبيب تلقّت رد حماس بشأن الهدنة في غزة وتوقعات باتفاق وشيك هذا الأسبوع... المزيد
  • 01:32 . وكالة الطاقة الذرية تعلن مغادرة فريق من مفتشيها إيران... المزيد
  • 01:31 . وكالة: إنزال جوي إسرائيلي قرب دمشق وتوغل في درعا... المزيد

الذين يخافون من رواية !!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 07-03-2017


كنت أتحدث مع أحد الأصدقاء حول رواية كنت قد انتهيت من قراءتها للروائي الشهير باراغاس يوسا (امتداح الخالة)، وقد ترجمها البعض تحت عنوان (امتداح زوجة الأب) فذكر لي أنه سمع بالرواية لكنه لم يقرأها؛ لأن الرواية واجهت نوعاً من النقد فيما يخص مفهوم الرواية باعتبار أن هناك من لا يرى أنها تتوافر على مقومات الرواية، ثم أكمل على هذه الملاحظة قائلاً (مع ذلك علينا أن نقرأ، ومن ثم نقرر ماذا نريد من قراءتنا للرواية).

ذكرت له أنني قرأتها كاملة ورأيتها مختلفة لا أكثر، ففسر النقد الذي واجهته الرواية في المجتمع العربي بأن الناس يحيلون كل شيء لثقافة العيب والعادات والدين وغير ذلك !

اتفقنا على أن الرواية ابنة المجتمع الجماهيري، نتاج المدينة الحديثة والثقافة الغربية، وأن هذا الفن العميق والعريق والمهم جداً لا يمكن أخذه بهذه البساطة وعرضه على معايير العادات والتقاليد، فلا يمكننا قبول أو رفض رواية عظيمة كرواية ( أنا كارنينا ) لعملاق الأدب الروسي ليو تولستوي لأنها تتعارض مع ثقافة المجتمع الشرقي مثلاً أو تصطدم بمفاهيم اجتماعية وقيم مقدسة.

علينا أن نقرأ الرواية كإبداع فني يحاول محاكاة الواقع أو معالجته كما ويحتفي به أو يفضحه ويكشف سوآته، هو فن في نهاية الأمر كالنحت والرسم والموسيقى، لا يمكن محاكمته ككتاب تاريخ أو دين، ووفق ثقافة العيب والخوف، الذي يخاف من رواية لا يمكنه أن يكتب تاريخاً أو يراكم فعلاً ثقافياً أو سلوكاً اجتماعياً من قبيل الحرية والإبداع !

اعترفت له أن الرواية (امتداح الخالة) رواية غريبة بعض الشيء، لكنها ليست مخيفة ولا تهدد الحياة أو الحياء، هي احتفاء بالتفاصيل الحياتية للإنسان العادي الذي يخجل من بعض أفعاله وسلوكياته، لكنه يفعلها ويتباهى بها، وهناك في حياتنا أفعال وتركة هائلة من المسكوت عنه في سلوكنا اليومي وفي تفاصيل علاقاتنا بأنفسنا وبأهلنا وبمن نحب، تفاصيل تحدد مسارات حياتنا أحياناً وتصنع بهجتنا وخلاصنا ومتعنا الكبرى.

كما تصنع انكساراتنا وسقوطنا وأمراضنا الخفية، مع ذلك فنحن نمعن في التباهي بأننا أصحاء جداً ونزيهون وأنقياء، ذلك ليس صحيحاً دائماً، لكن هذا ما نقوله لأن الآخرين يريدوننا أن نكون كذلك ليقبلونا بينهم، في الوقت الذي يكونون هم أيضاً ليسوا بتلك النزاهة والبراءة الظاهرة !

الكل يكذب على بعضه ليكون مقبولاً، لأن الكل يخاف من حالة انكشاف الحقيقة أمام الآخرين، وتلك هي الحقيقة التي سمعتها من أمي منذ سنوات بعيدة (إنه من يَخَفْ يكذب، ومن يكذب ينحرف حتماً) ! هذا ما تقوله الرواية، أو هذا ما وصلني من الرواية، لذلك لم أخف منها بل تركت شيئاً في داخلي حول ذلك الطفل الذي أنهى الرواية بطريقة مخيفة وغير متوقعة أبداً !!