أحدث الأخبار
  • 12:01 . جبل الحبن بالفجيرة يسجل أدنى درجة حرارة في الدولة... المزيد
  • 11:50 . "التربية" تضع آليات مرنة لتصديق الشهادات الدراسية لطلبة الثاني عشر... المزيد
  • 11:47 . بريطانيا تستأنف العلاقات الدبلوماسية مع سوريا بعد قطيعة دامت 14 عاماً... المزيد
  • 11:39 . الاحتلال الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن ويفعّل صفارات الإنذار... المزيد
  • 11:22 . إيلون ماسك يعلن تأسيس "حزب أمريكا" ويعد بكسر احتكار الحزبين... المزيد
  • 06:37 . دبي تعتمد بطاقة الرسوم المدرسية للعام الأكاديمي 2025–2026... المزيد
  • 05:48 . 24 قتيلا على الأقل وأكثر من 20 مفقودة بسبب فيضانات في تكساس... المزيد
  • 05:46 . محمد بن راشد: مليار وجبة وصلت إلى 65 دولة وخطة لمضاعفة العطاء العام المقبل... المزيد
  • 11:24 . قرقاش: الحروب تحاصر المنطقة والحل في الحوار الإقليمي... المزيد
  • 11:16 . وزير الخارجية السعودي: نعمل على تحديد موعد إطلاق مؤتمر “إقامة دولة فلسطينية”... المزيد
  • 11:06 . إعلام عبري: تل أبيب تلقّت رد حماس بشأن الهدنة في غزة وتوقعات باتفاق وشيك هذا الأسبوع... المزيد
  • 01:32 . وكالة الطاقة الذرية تعلن مغادرة فريق من مفتشيها إيران... المزيد
  • 01:31 . وكالة: إنزال جوي إسرائيلي قرب دمشق وتوغل في درعا... المزيد
  • 01:30 . "التربية" تطلق استبياناً لتطوير المناهج بمشاركة الطلبة وسط تحديات تربوية متراكمة... المزيد
  • 01:28 . مقتل ثلاثة جنود إسرائيليين في عمليات منفصلة للمقاومة بغزة... المزيد
  • 01:27 . حماس تسلم رداً إيجابياً على مقترح وقف العدوان على غزة... المزيد

أوروبا تترنح

الكـاتب : محمد العسومي
تاريخ الخبر: 23-03-2017


يمر الاتحاد الأوروبي بأسوأ أوقاته منذ تأسيس الجماعة الأوروبية للفحم والصلب في بداية خمسينيات القرن الماضي، كنواة تطورت لتشكل الاتحاد الأوروبي وليرتفع عدد الدول من 6 إلى 28 دولة، حيث يحاول بعضها الآن الانسحاب بعد تنامي الشعور القومي وبروز الأحزاب الشعبوية، مما يهدد الكيان الأوروبي برمته. بعد بريطانيا التي حسمت أمرها، وقررت الخروج من الاتحاد، جاء الآن دور فرنسا وبلدان أوروبية أخرى تتصاعد فيها أفكار اليمين المتعصب والداعية إلى تكرار التجربة البريطانية، مما يعني إما تفكك الاتحاد أو تقلصه ليفقد الكثير من قوة تأثيره في العلاقات الدولية، مع ما يعني ذلك من تداعيات اقتصادية وسياسية مؤثرة ليس على البلدان المنسحبة فحسب، وإنما على الاتحاد والاقتصاد العالمي ككل.

الأنظار تتجه الآن إلى فرنسا باعتبارها ثاني أكبر اقتصاد في منطقة اليورو بعد ألمانيا، حيث تحقق زعيمة اليمين «ماري لوبان» تقدماً ملحوظاً، ولكنه ليس أكيداً للفوز برئاسة فرنسا، حيث أعلنت في حال فوزها عن نيتها للانسحاب من العملة الموحدة «اليورو» وطرح عضوية فرنسا في الاتحاد للاستفتاء العام، إذ سيحدد هذا الاستفتاء إذا ما تم ليس استمرار عضوية فرنسا فقط، وإنما مصير الاتحاد الأوروبي أيضاً.

وتشبه هذه «المعركة» التي تخوضها «لوبان» وحزبها إلى حد بعيد معركة «ستالينغراد» في الحرب العالمية الثانية، والتي حددت نتائجها مصير الحرب، حيث بدأ من هناك التراجع النازي وصولاً إلى الرايخستاغ المقر الرسمي لهتلر، فخروج فرنسا ليس كخروج المملكة المتحدة، فالأخيرة ليست عضواً في منطقة «اليورو»، ولم تدخل ضمن نظام «شنجن» الموحد، مما يعني أن خروج فرنسا ستترتب عليه عواقب مالية ونقدية خطيرة ومعقدة، بالإضافة إلى العواقب الاقتصادية التي ظهرت بعد «خروج» بريطانيا.

عند هذا المنعطف إذا تحقق ستنهار العملة الأوروبية الموحدة إلى أقل من دولار واحد، مع كل ما يعنيه ذلك من تداعيات على الاقتصادات الأوروبية، وبالأخص المتأزمة منها، كاليونان وإيطاليا وإسبانيا والبرتغال، مما قد يُحدث هزة اجتماعية إلى جانب الهزة الاقتصادية والمالية، وبما أن العملة الأوروبية أضحت أحد أهم مكونات الاحتياطات النقدية لمعظم بلدان العالم إلى جانب الدولار والجنيه الاسترليني والين، فإن هذه البلدان سوف تتأثر في حالة تدهور العملة الأوروبية وستكون هناك انعكاسات على الاقتصاد الدولي وعلى معدلات الطلب، بما في ذلك مصادر الطاقة، وأسواق المال التي انتعشت في الأشهر القليلة الماضية.

وفي الجانب المعنوي، فإن انهيار النموذج الأول للتجمعات والاتحادات الاقتصادية والذي يُضرب به المثل، لا بد أن يؤثر على هذه التجمعات، والتي تأثرت بالفعل بعد وصول إدارة الرئيس الأميركي ترامب وانسحابه من تكتل المحيط الهادئ وتهديده بالانسحاب من «النافتا» الذي يضم كندا والمكسيك إلى جانب الولايات المتحدة.

كيف ستتعامل دول العالم مع إمكانية حدوث مثل هذا التطور المثير في العلاقات الدولية؟ هذا تساؤل مهم للغاية، فمن جانب هناك عشرات الاتفاقيات التي وقعها الاتحاد الأوروبي، والتي تشمل جوانب اقتصادية وتجارية، كما أن هناك العديد من البلدان التي تعتمد بصورة كبيرة على المساعدات الأوروبية، والتي ستتأثر كثيراً، فألمانيا وحدها لا يمكنها تحمل أعباء التكاليف، كما أن دول أعضاء أخرى، كاليونان ستنهار لا محالة، في حين ستعاني بلدان أوروبا الشرقية الفقيرة نسبياً من أوضاع اقتصادية صعبة ومؤلمة. نتمنى ألا تتحقق هذه التوقعات، وأن تجتاز فرنسا أزمتها، وتبقى عضواً في الاتحاد الأوروبي لما يشكله ذلك من استقرار لأوروبا وللاقتصاد العالمي، حيث ستتضح الصورة في أقل من شهرين من الآن، إلا أن المفاجآت واردة هنا، إذ رغم استبعاد فوز «ماري لوبان»، وفق استطلاعات الرأي العام، فإن تجربة انتخاب ترامب تشير إلى أنه لا يمكن استبعاد أية نتائج، خصوصاً أنه في حالة فرنسا تعتبر نتائج الاستطلاعات متقاربة بين المرشحين.