أحدث الأخبار
  • 05:57 . السودان.. البرهان يعين المرشح الرئاسي السابق كامل إدريس رئيساً للوزراء... المزيد
  • 05:39 . صحيفة بريطانية: أبوظبي وبكين تعيدان قوات الدعم السريع إلى اللعبة بعد طردها من الخرطوم... المزيد
  • 12:00 . كيف تعود صفقات ترامب "التاريخية" مع الخليجيين بالنفع على حفنة من النافذين؟... المزيد
  • 11:12 . الجيش السوداني يستعيد منطقة استراتيجية حدودية شمال دارفور... المزيد
  • 06:16 . حجم التجارة بين الإمارات وروسيا يتجاوز 9 مليارات دولار... المزيد
  • 01:37 . السعودية تستأنف نقل الحجاج الإيرانيين جوّاً بعد عشر سنوات من التوقف... المزيد
  • 07:33 . الاحتلال يرتكب مذابح في غزة تخلف أكثر من 130 شهيداً... المزيد
  • 05:16 . "الأمن السيبراني" يعلن أول إرشادات وطنية للطائرات بدون طيار... المزيد
  • 05:00 . السودان يتهم أبوظبي بانتهاك الأعراف الدبلوماسية بعد إبعاد موظفين قنصليين من دبي... المزيد
  • 11:44 . سوريا تُطلق هيئة وطنية للعدالة الانتقالية لمحاسبة جرائم نظام الأسد... المزيد
  • 11:43 . إحباط محاولة تهريب 89 كبسولة كوكايين داخل أحشاء مسافر في مطار زايد الدولي... المزيد
  • 11:29 . السفارة الأمريكية في طرابلس تنفي وجود أي خطط لنقل فلسطينيين إلى ليبيا... المزيد
  • 11:28 . السعودية تؤكد ضرورة وقف النار في غزة وأهمية دعم استقرار سوريا... المزيد
  • 11:26 . جيش الاحتلال الإسرائيلي: اعتراض صاروخ أطلق من اليمن... المزيد
  • 10:45 . الدوحة تستضيف جولة جديدة من محادثات الهدنة بين حماس والاحتلال... المزيد
  • 08:32 . "قمة بغداد" تحث المجتمع الدولي على الضغط لوقف الحرب على غزة... المزيد

متعة المشي

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 24-03-2017


في أسفاري العديدة للولايات المتحدة نهاية سنوات الثمانينيات، تفتّحت عيناي هناك على سلوك واضح كان يبدو عادياً ويومياً وشائعاً بين الجميع، رجالاً ونساء، يمارسونه بحرية وأريحية ومتعة ظاهرة، إنه المشي أو الجري في الطرقات الظليلة والمشجّرة، وفي الغابات والمنتزهات الوطنية، كان هذا السلوك يبدو لنا ظاهرة جديدة بدأنا نعتادها فيما بعد، بفضل تلك الأسفار والقراءات في الصحة، وبفضل برامج الحكومة واهتمامها بإحلال عادات صحية، وتجهيز ممرات للمشي في معظم الحدائق العامة.

وفي أسفاري الأخيرة التي صادف أن كانت في فصل الشتاء القارس في أوروبا، ظننت أن هذه الرياضة ستتراجع في شوارع هذه المدن الغارقة في الصقيع، فالبرد لا يطاق هناك، لكن الحقيقة أن الشمس تبزغ بين الغيوم دائماً حتى في الشتاءات القاسية، وهناك همة عالية عند المشائين للانطلاق في الطرقات الخارجية بأحذية من ريح عند أول فرصة!

هذا الحرص على ممارسة المشي ليس أمراً طارئاً أو متكلفاً هناك، إنهم يقومون به كفعل حياتي ضروري، يتعلمونه من أهلهم وأسرهم ومجمّعاتهم الحياتية، فالمشي هناك فلسفة (ظهرت جماعات من الفلاسفة في اليونان أطلق عليهم المشاؤون)، لذا فالمشي حضارة قائمة بذاتها!

ريبيكا سولنت كاتبة أميركية شهيرة، تكتب في التاريخ الأميركي وتتبع سير الحياة والجغرافيا البشرية عبر التاريخ، كتبت في العام 2000 كتاباً بعنوان (متعة التجوّل: تاريخ المشي) تحدثت فيه عن المشي في الطبيعة، وعن أشهر المشائين وتأثير المشي في إنتاج أدبهم، هذه الرياضة التي ننظر لها نظرة لا مبالية، ولا نوليها العناية المطلوبة مثل بقية شعوب الأرض.

تقول ريبيكا: إن هذا السلوك قد أفرز على امتداد التاريخ الإنساني أدباً رائعاً كتبه أمثال: هنري جيمس، غوته، توماس مان، فيرجينيا وولف، ويتمان، وهمنغواي. جميع هؤلاء - تقول - كانوا مشّائين من الطراز الرفيع. لدرجة أن بعضهم كانوا يميلون للمشي لمسافات طويلة، جعلتهم يعبرون البلدان سيراً على أقدامهم، ويكتبون الكتب التي تتحدث عن أسفارهم.

وقد أكدت في كتابها أن الفراعنة اخترعوا أقدم وسائل في التاريخ للمساعدة على المشي بصنعهم «الأصابع الصناعية»، التي تساعد من فقد أحد أصابعه على المشي أكثر من كونها أسلوب تجميل!