أحدث الأخبار
  • 09:13 . مقتل طاقم طائرة تدريب مصرية نتيجة سقوطها في البحر... المزيد
  • 05:57 . السودان.. البرهان يعين المرشح الرئاسي السابق كامل إدريس رئيساً للوزراء... المزيد
  • 05:39 . صحيفة بريطانية: أبوظبي وبكين تعيدان قوات الدعم السريع إلى اللعبة بعد طردها من الخرطوم... المزيد
  • 12:00 . كيف تعود صفقات ترامب "التاريخية" مع الخليجيين بالنفع على حفنة من النافذين؟... المزيد
  • 11:12 . الجيش السوداني يستعيد منطقة استراتيجية حدودية شمال دارفور... المزيد
  • 06:16 . حجم التجارة بين الإمارات وروسيا يتجاوز 9 مليارات دولار... المزيد
  • 01:37 . السعودية تستأنف نقل الحجاج الإيرانيين جوّاً بعد عشر سنوات من التوقف... المزيد
  • 07:33 . الاحتلال يرتكب مذابح في غزة تخلف أكثر من 130 شهيداً... المزيد
  • 05:16 . "الأمن السيبراني" يعلن أول إرشادات وطنية للطائرات بدون طيار... المزيد
  • 05:00 . السودان يتهم أبوظبي بانتهاك الأعراف الدبلوماسية بعد إبعاد موظفين قنصليين من دبي... المزيد
  • 11:44 . سوريا تُطلق هيئة وطنية للعدالة الانتقالية لمحاسبة جرائم نظام الأسد... المزيد
  • 11:43 . إحباط محاولة تهريب 89 كبسولة كوكايين داخل أحشاء مسافر في مطار زايد الدولي... المزيد
  • 11:29 . السفارة الأمريكية في طرابلس تنفي وجود أي خطط لنقل فلسطينيين إلى ليبيا... المزيد
  • 11:28 . السعودية تؤكد ضرورة وقف النار في غزة وأهمية دعم استقرار سوريا... المزيد
  • 11:26 . جيش الاحتلال الإسرائيلي: اعتراض صاروخ أطلق من اليمن... المزيد
  • 10:45 . الدوحة تستضيف جولة جديدة من محادثات الهدنة بين حماس والاحتلال... المزيد

«تفحيط..!»

الكـاتب : عبد الله الشويخ
تاريخ الخبر: 30-03-2017


مازلتُ أجهل التعريف العلمي الدقيق لهذه الممارسة.. أعرف بأن «يقحص» أحدهم «ويلاً» عليك بمعنى أن يضغط دواسة الوقود بشكل سريع يؤثر في الجهاز العصبي لسيارته، فتفقد ردّة الفعل المناسبة؛ ما يجعلها تُصدر آهة تزعج المحيط، في إشارة لا تخفى على ازدراء صاحب السيارة للسامعين حوله.. ولكن مصطلح التفحيط، وإن كان منتشراً في بعض الدول القريبة، إلا أنه كهواية وممارسة شبابية لم يكن له ذلك الانتشار الذي أصبح ملموساً إعلامياً على الأقل في المرحلة الأخيرة.

ولأنه لم يكن بتلك السمعة فلم تكن هناك أهمية لوجود مطويات دينية باسم رسالة إلى أخي المفحط، أو فتوى تحرّم التفحيط، أو فيلم دعوي يستبدل الموسيقى الحزينة بالآهات ويحمل صورة مرعبة مع عبارة نهاية مفحط! الأمر لم يكن ظاهرة؛ وبالتالي فلم يكن التعامل معه يستحق أن يكون قلقاً، كما هي الحال في الفترات الأخيرة.

عرفتُ من بعض (العارفين) بأن التفحيط عالم واسع، وهناك نجوم في فن التفحيط، وهو يعني بشكل عام ارتكاب كل الحماقات في حق ثلاثة عناصر رئيسة يجب إيذاؤها، وهي بالترتيب: الشارع والممتلكات العامة، ثم السيارة نفسها، وأخيراً الحضور والجمهور، وكلما كان الرعب والأثر السلبي أكبر عليهم زادت شهرة المفحط ولمع نجمه ومُنح لقباً يليق به: حسون تواير.. خلّود سفايف.. علّو مطبات، وهكذا..

ولكن المطب الأكبر - اللي أكبر من علّو مطبات نفسه - والذي أخشى أن يقع فيه إعلامنا بحسن نية ودون قصد هو ما يعرف بالتلقين السلبي، فنقل هذه الظواهر بتركيز وبشكل مستمر تحت بند التوعية قد يعرف من لا يعرف بها.. هناك مثل يضرب باستمرار لدى التربويين بقصة يعقوب - عليه السلام - والد يوسف، حين قال لأبنائه: «وأخاف أن يأكله الذئب» فأعطاهم الحجة دون أن يشعر؛ وهكذا أصبحت لديهم خطة وحجة استخدموها بالفعل، بعد ارتكاب جريمتهم في حق شقيقهم، وقالوا بالفعل: أكله الذئب ونحن عنه غافلون!

الكثير من الصغار، بعد أن انتشرت قضايا التفحيط وعقوباتها، أصبحوا يسألون: ما التفحيط؟ وكيف وأين؟ وهل ممكن أن نجربه من باب العلم بالشيء لاجتنابه (...)، بينما هم لم يكونوا على علم بوجوده أصلاً، وكانوا ينظرون إلى كل عمل من هذا القبيل على أنه (تخريب) وكفى!

الأفضل هو أن يقوم الإعلام بدوره، ولكن دون تلميع بحسن نية ولا إدخال مصطلحات جديدة، وبعيداً عن أسلوب ذلك الرجل الذي سُئل عن حكم شرب القواطي، فقال ولعابه يسيل: الجعة المثلجة اللذيذة الرائعة التي تقدم في أقداح بلورية في صباح الأيام الحارة المرهقة حرام بكل تأكيد.

وشعرة بسيطة تقف خجلى بين كلمتي «بكل تأكيد» و«بكل أسف»!