أحدث الأخبار
  • 06:37 . دبي تعتمد بطاقة الرسوم المدرسية للعام الأكاديمي 2025–2026... المزيد
  • 05:48 . 24 قتيلا على الأقل وأكثر من 20 مفقودة بسبب فيضانات في تكساس... المزيد
  • 05:46 . محمد بن راشد: مليار وجبة وصلت إلى 65 دولة وخطة لمضاعفة العطاء العام المقبل... المزيد
  • 11:24 . قرقاش: الحروب تحاصر المنطقة والحل في الحوار الإقليمي... المزيد
  • 11:16 . وزير الخارجية السعودي: نعمل على تحديد موعد إطلاق مؤتمر “إقامة دولة فلسطينية”... المزيد
  • 11:06 . إعلام عبري: تل أبيب تلقّت رد حماس بشأن الهدنة في غزة وتوقعات باتفاق وشيك هذا الأسبوع... المزيد
  • 01:32 . وكالة الطاقة الذرية تعلن مغادرة فريق من مفتشيها إيران... المزيد
  • 01:31 . وكالة: إنزال جوي إسرائيلي قرب دمشق وتوغل في درعا... المزيد
  • 01:30 . "التربية" تطلق استبياناً لتطوير المناهج بمشاركة الطلبة وسط تحديات تربوية متراكمة... المزيد
  • 01:28 . مقتل ثلاثة جنود إسرائيليين في عمليات منفصلة للمقاومة بغزة... المزيد
  • 01:27 . حماس تسلم رداً إيجابياً على مقترح وقف العدوان على غزة... المزيد
  • 08:13 . رحيل الفنانة الإماراتية القديرة رزيقة الطارش عن عمر 71 عاماً... المزيد
  • 01:30 . وسط تصاعد الخلافات الإقليمية.. محمد بن سلمان يلتقي طحنون بن زايد في جدة... المزيد
  • 01:29 . رغم مأساة أهل غزة .. زعيم المعارضة لدى الاحتلال يزور أبوظبي لبحث "ملف الأسرى"... المزيد
  • 12:07 . الإمارات "تدين بشدةٍ" دعوات الاحتلال فرض السيطرة على الضفة وتصفه بالتصعيد الخطير... المزيد
  • 12:03 . حدث أمني في خان يونس وهبوط مروحيات للإحتلال في موقع الحدث... المزيد

إنهم سعداء فعلاً

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 15-04-2017


سألتني صديقتي: تعتقدين أن الناس هذه الأيام سعداء فعلاً لأن كل شيء متوافر لهم؟ أم أنهم يتظاهرون بالسعادة حتى يستكملوا شروط الوجاهة الاجتماعية والشكل العام، وحتى لا يتهموا بالشكوى والسلبية؟ بدا سؤالها من نوعية الأسئلة التي تعبر عن رأي أو موقف، لا سؤالاً ينتظر إجابة، مع ذلك فالقناعات الشخصية لا يجوز تعميمها واعتبارها واقعاً ينطبق على الجميع!

التعميم بشكل عام خطيئة فكرية وظلم اجتماعي، فلا يصح أبداً أن نطلق على شعب كامل صفة محتالين أو أغبياء، لأن أحدهم احتال علينا، ففي كل الشعوب هناك المحتال واللص والغبي والكريم والشهم والعبقري و.. إلخ، وكذلك فيما يتعلق بمفهوم السعادة والرضا، لا يمكن القول إن كل شعب السويد سعداء لأن الحكومة توفر لهم كل شيء، كما لا يجوز الحكم على أي مجموعة من الناس بالتظاهر والكذب لأنهم يبدون سعداء، قد يكونون كذلك فعلاً؟ ما المانع؟

كنت أتساءل دائماً: لماذا يبدو كبار السن كجدتي وجاراتنا المسنات والرجل العجوز الذي كنت ألتقيه جالساً في أحد ممرات المشفى حين كنت أزور أبي، رحمه الله، فترة مرضه، وكذلك حارس المدرسة التي عملت فيها وسائق الباص و..إلخ، أغلبهم كانوا - كما يبدو لي سعداء - وسعداء هنا لا تعني أنهم كانوا يضحكون طيلة الوقت، أو يبتسمون دائماً، أو يرقصون تعبيراً عن الفرح، السعادة المقصودة مرادف حقيقي للرضا، للتسامح مع الظروف، لتطويع المواقف.

هم يفعلون ذلك بحكم العمر والتجربة والسنين، العمر يعلمك الصبر، ويعلمك الحكمة، لأن كل ما يمر عليك، يترك درساً لا يمكن نسيانه حتى وإن نسيت آثاره، ومع مرور الدروس تصير واثقاً بأن الأقسى قد عبر، وأن غيره سيعبر أيضاً وسيمرّ، لأن الحياة خلقت من مشقات ومصاعب لتعجنك كي تحتملها!

السعادة هي شعورك الحقيقي بالامتنان لنعمة الحياة في وطن آمن، وبأنك ركبت قطاراً توافر لك فيه عائلة وأصدقاء مخلصون جعلوا رحلة حياتك أقل مشقة وأقل وحدة وأقل آلاماً، لذلك فحين تلقى عصا الشقاوات والترحال والمكابدة والمنافسة تعرف أنك رشفت من الحياة ما كنت مستحقاً له وما بذلت لكي تناله، لذلك فأنت راض ومبتسم وحكيم، وقادر على احتواء من حولك، لأنك ترى في كل واحد منهم جزءاً منك، من طفولتك، من اندفاعك، من طموحك، من حبك للحياة، من دأبك وصبرك، من عشقك وصبوتك.. فتنظر لسلسال الحياة المتدفق والجميل فتبتسم كثيراً وتمضي!