أحدث الأخبار
  • 12:00 . كيف تعود صفقات ترامب "التاريخية" مع الخليجيين بالنفع على حفنة من النافذين؟... المزيد
  • 11:12 . الجيش السوداني يستعيد منطقة استراتيجية حدودية شمال دارفور... المزيد
  • 06:16 . حجم التجارة بين الإمارات وروسيا يتجاوز 9 مليارات دولار... المزيد
  • 01:37 . السعودية تستأنف نقل الحجاج الإيرانيين جوّاً بعد عشر سنوات من التوقف... المزيد
  • 07:33 . الاحتلال يرتكب مذابح في غزة تخلف أكثر من 130 شهيداً... المزيد
  • 05:16 . "الأمن السيبراني" يعلن أول إرشادات وطنية للطائرات بدون طيار... المزيد
  • 05:00 . السودان يتهم أبوظبي بانتهاك الأعراف الدبلوماسية بعد إبعاد موظفين قنصليين من دبي... المزيد
  • 11:44 . سوريا تُطلق هيئة وطنية للعدالة الانتقالية لمحاسبة جرائم نظام الأسد... المزيد
  • 11:43 . إحباط محاولة تهريب 89 كبسولة كوكايين داخل أحشاء مسافر في مطار زايد الدولي... المزيد
  • 11:29 . السفارة الأمريكية في طرابلس تنفي وجود أي خطط لنقل فلسطينيين إلى ليبيا... المزيد
  • 11:28 . السعودية تؤكد ضرورة وقف النار في غزة وأهمية دعم استقرار سوريا... المزيد
  • 11:26 . جيش الاحتلال الإسرائيلي: اعتراض صاروخ أطلق من اليمن... المزيد
  • 10:45 . الدوحة تستضيف جولة جديدة من محادثات الهدنة بين حماس والاحتلال... المزيد
  • 08:32 . "قمة بغداد" تحث المجتمع الدولي على الضغط لوقف الحرب على غزة... المزيد
  • 06:35 . "معرفة دبي" تعلق عمليات التقييم والرقابة بالمدارس الخاصة للعام الدراسي القادم... المزيد
  • 12:26 . الاتحاد الأوروبي يبحث مواصلة تعليق عقوبات على سوريا... المزيد

الأمن اللغوي

الكـاتب : محمد الباهلي
تاريخ الخبر: 14-04-2017


في الأسابيع الماضية قمت بالذهاب إلى العديد من المكتبات لأبحث فيها عن مجموعة من الكتب ذات العناوين المختلفة، وما أثار انتباهي أثناء البحث في هذه المكتبات التي ذهبت إليها أن الكتاب العربي في بعضها أُزيل بالمرة، وفي بعضها الآخر أزيل من واجهة المكتبة وتم وضعه في زاوية صغيرة داخل المكتبة لا تثير الانتباه، وأصبح تسعون في المئة من الكتب المعروضة في هذه المكتبات هي كتب إنجليزية، وعندما سألت بعض أصحاب المكتبات عن السبب في ذلك، كانت الإجابة واحدة: غالبية زوار المكتبات لا يفضلون قراءة الكتاب العربي ويسألون فقط عن الكتاب الأجنبي.

هذه الملاحظة مؤشر مهم يدل على أن اللغة العربية، رغم القرارات العديدة لتحسين وضعها، والوعود العديدة أيضاً لدعمها تواجه مشكلة خطيرة، تتمثل في أن رفض الكتاب العربي وتفضيل الكتاب الأجنبي، هو أحد إفرازات التعليم باللغة الإنجليزية واستعمالها بشكل واسع في بعض المؤسسات، حيث تحولت اللغة الإنجليزية لدى العديد من الدارسين في المدارس والجامعات التي تدرس باللغة الإنجليزية والتي توسعت نشاطاتها في التعليم في السنوات الأخيرة بصورة كبيرة وخطيرة عند الكثير من الدارسين فيها إلى أن تكون اللغة الإنجليزية هي لغتهم الأم.

وعلى الرغم من عدم وجود أرقام ودراسات دقيقة حول هذه الظاهرة الحساسة، فإن آثارها واضحة للعيان، حيث إن معظمهم جعلوا ثقافتهم الأولى هي الثقافة الأجنبية، وأصبحوا يعانون من خلل كبير في القراءة باللغة العربية، وغير قادرين على الكتابة والحديث بها بصورة سليمة ويواجهون صعوبة كبيرة في الاتصال بالمصادر الثقافية العربية، وهذا في حقيقته سيزعزع سلامة الأمن اللغوي في المجتمع واستقراره، وسيؤدي إلى ظهور جيل من المواطنين لا يفكر إلا باللغة الإنجليزية، بل وقد يطالب بالتخلي عن العربية.. والأخطر أنه قد يفتعل معارك وصراعات لمحاربتها بالقوة، مستغلاً في ذلك نشاطها الكبير في المجتمع والخليط اللغوي الذي يدعم موقفها، والذي أخذ هو الآخر يتوسع داخل المجتمع على حساب اللغة العربية، وأيضاً المعارك التي تفتعلها بعض المؤسسات ضد اللغة العربية في بلدها الأم بطرق ووسائل غير مكشوفة لترويج اللغة الأجنبية.

ومن مظاهر مثل هذا الخلل اللغوي، تبدو في مواقف كثيرة منها مثلاً: الشكاوى المتكررة من الأخطاء اللغوية في التعليم والإعلام والثقافة.. معظم الأفراد يستلمون الرسائل من بعض المؤسسات الخدمية باللغة الإنجليزية، وأكثر التعاملات الخدمية والمصرفية تعتمد على لغة أجنبية، حتى تولد عن ذلك مصطلحُ يسميه المختصون في علم اللغة «الإعاقة النفسية» التي تصيب علاقة الفرد في المجتمع بلغته بحيث تصبح مكانة اللغة الأم عندهم ليست لها المكانة الأولى في قلوبهم أو عقولهم ولسانهم، فتراه في كثير من الحالات غير مرتاح نفسياً من استعمالها على المستوى الشفوي، وهذا يولد لديه مركب النقص مما يؤدي إلى ضعف الغيرة على لغته والدفاع عنها والاعتزاز بها.

اللغة هي الوعاء العميق الذي يضم في داخله عقيدة الأمة (القرآن الكريم والسنة النبوية) وهويتها وتاريخها وحضارتها وفكرها وإبداعها وتراثها، وهي المقياس الحقيقي لثروة الأمة الروحية والفكرية والحضارية، لذلك يلجأ علماء النفس والاجتماع والسياسة والتاريخ إلى اللغة لمعرفة خصائص أي أمة، والأمة التي تتهاون مع لغتها أو تهملها وتجعلها فريسة للغات الأخرى فهي تحول تاريخها وحضارتها وعقيدتها إلى شيء من التاريخ، وبما أن اللغة العربية هي لغة القرآن الكريم فقد تصبح مثل هذه الحالة مع مرور الوقت آيات القرآن وسوره غريبة تحتاج إلى معاجم لغوية لكي نفهمها.