أحدث الأخبار
  • 06:16 . حجم التجارة بين الإمارات وروسيا يتجاوز 9 مليارات دولار... المزيد
  • 01:37 . السعودية تستأنف نقل الحجاج الإيرانيين جوّاً بعد عشر سنوات من التوقف... المزيد
  • 07:33 . الاحتلال يرتكب مذابح في غزة تخلف أكثر من 130 شهيداً... المزيد
  • 05:16 . "الأمن السيبراني" يعلن أول إرشادات وطنية للطائرات بدون طيار... المزيد
  • 05:00 . السودان يتهم أبوظبي بانتهاك الأعراف الدبلوماسية بعد إبعاد موظفين قنصليين من دبي... المزيد
  • 11:44 . سوريا تُطلق هيئة وطنية للعدالة الانتقالية لمحاسبة جرائم نظام الأسد... المزيد
  • 11:43 . إحباط محاولة تهريب 89 كبسولة كوكايين داخل أحشاء مسافر في مطار زايد الدولي... المزيد
  • 11:29 . السفارة الأمريكية في طرابلس تنفي وجود أي خطط لنقل فلسطينيين إلى ليبيا... المزيد
  • 11:28 . السعودية تؤكد ضرورة وقف النار في غزة وأهمية دعم استقرار سوريا... المزيد
  • 11:26 . جيش الاحتلال الإسرائيلي: اعتراض صاروخ أطلق من اليمن... المزيد
  • 10:45 . الدوحة تستضيف جولة جديدة من محادثات الهدنة بين حماس والاحتلال... المزيد
  • 08:32 . "قمة بغداد" تحث المجتمع الدولي على الضغط لوقف الحرب على غزة... المزيد
  • 06:35 . "معرفة دبي" تعلق عمليات التقييم والرقابة بالمدارس الخاصة للعام الدراسي القادم... المزيد
  • 12:26 . الاتحاد الأوروبي يبحث مواصلة تعليق عقوبات على سوريا... المزيد
  • 12:19 . الجابر لترامب: الإمارات سترفع استثمارات الطاقة بأميركا إلى 440 مليار دولار بحلول 2035... المزيد
  • 11:12 . نيابة عن رئيس الدولة.. منصور بن زايد يرأس وفد الإمارات إلى القمة العربية في العراق... المزيد

صالح متخبّط ومذعور... مرحلة جديدة في اليمن

الكـاتب : عبد الوهاب بدرخان
تاريخ الخبر: 15-05-2017


مَن الأقوى في صنعاء، الحوثيون أم علي عبدالله صالح، ومَن سـ «يبيع» مَن وفقاً للتعبير السائد، بما فيه من إشارات إلى أن العلاقة بين الطرفَين أصبحت تربّصاً متبادلاً ولم تعد تحالفاً. بلغت الأزمة في اليمن الحال التي وصفها «التحالف العربي» منذ اللحظة الأولى لـ «عاصفة الحزم»، أي إعادة الشرعية، وبالتالي الدولة والحكم الذي يستوعب جميع الأطراف، بمن فيهم جماعة الحوثي وصالح، وإذا لم يعرف هؤلاء كيف يتعاطون مع المرحلة المقبلة فقد يُقصون أنفسهم بأنفسهم. الأرجح أن الحرب ستقترب من الحسم العسكري تمهيداً لإنهائها سياسياً، ليس فقط لأن «التحالف» يريد ذلك، بل أيضاً لأن الولايات المتحدة باتت ترى فيه مصلحةً لها. قد تدفع أيديولوجية «الممانعة» الإيرانية الحوثيين إلى الأخذ بتكتيكات حرب العصابات لمواصلة القتال لأطول زمن ممكن، لكن هذا الخيار لن يحقق لهم أي هدف يتوخّونه. أما الرئيس السابق فلا يتصف بأي أيديولوجية بل بعقيدة البقاء والاستمرار في السلطة بأي شكل أو صيغة متاحَين.
يصعّد الحوثيون ميدانياً في الجبهات الداخلية وعلى الحدود مع السعودية، لكنهم لم يقطعوا التواصل مع مندوبين سعوديين في ظهران الجنوب، وعيونهم مسلّطة على محادثات في برلين بين ممثلين عن صالح مع مندوبين سعوديين. لم تقل السعودية في أي وقت إنها في صدد إقصائهم أو إقصاء غيرهم عن المشهد السياسي، ولم تعارض حصولهم على حصة مهمة في أي حكومة تنبثق من حل سياسي ترعاه الأمم المتحدة، لكن أي حل يعيد الدولة ضعيفة ومهمّشة ويبقي السلاح المنهوب من جيشها متناثراً في أيدي الميليشيات سيكون بالتأكيد مرفوضاً من المجتمع الدولي برمّته. وبما أن زمام المبادرة في الحرب انتقل إلى قوات الحكومة الشرعية فقد أصبح على الحوثي وصالح أن يحسما أمرهما، ومن الواضح أن مصالحهما افترقت الآن، لذا بادر كل منهما إلى التفاوض على حدة. هذا لا يعني أن جانب «التحالف» المؤيّد للشرعية متماسك، بل يشهد بدوره افتراقاً في المصالح بلغ حدّ الشروع الفعلي في انفصال الجنوب، على نحوٍ يمكن أن ينعكس على السعي إلى استعادة الدولة في الشمال.
عندما انضم عسكريو صالح إلى مقاتلي الحوثيين للإجهاز على الدولة وجيشها، كان الرئيس السابق آنذاك أقوى من حلفائه الجدد - خصومه السابقين، سواء بكفاءة عسكرييه ونوعية سلاحهم، أو بمعرفته لخريطة التخزين السرّي للسلاح، كما أنهم خاضوا أهم المعارك وأقساها ضد قوات الشرعية والمقاومة الشعبية، خصوصاً في تعز، لكنها نُسبت إلى الحوثيين. بعد عامين من الحرب فَقَد صالح الكثير من عسكرييه، فإما استقطبهم الحوثيون أو انسحبوا إلى بيوتهم محجمين عن القتال، ومن كوادره المدنية، إذ تعرّض عددٌ منهم للقتل أو الترهيب على أيدي الحوثيين. ولا عجب في ذلك، بل كان متوقّعاً، بسبب انعدام مزمنٍ للثقة بين الطرفين، إذ ظن كلٌّ منهما أنه يستطيع استخدام الآخر، ريثما يحقق أهدافه ثم يتخلّى عنه بسهولة.
يحاول صالح الآن إعادة طرح نفسه وجماعته كرقم يُعوَّل عليه في مرحلة إنهاء الحرب، ومن الواضح أنه استشعر وشوك النهاية ويريد إنقاذ ما يمكن إنقاذه، لكن دهاءه لا يكفي لتغيير حاله بعدما أصبح ورقةً محروقة. ها هو يتخبّط عارضاً التفاوض مع السعودية في الرياض، أو خميس مشيط أو مسقط، مغازلاً إيران بعد فوات الأوان، وداعياً روسيا للتدخّل، ولا يجد أي استجابة.;