أحدث الأخبار
  • 09:27 . هل تذهب أبوظبي فعلاً إلى قطع علاقاتها مع الاحتلال إذا مضى في ضم الضفة الغربية؟... المزيد
  • 09:23 . الإمارات وقطر توقعان مذكرة تفاهم للتعاون بمجالات العمل وتنمية الموارد البشرية... المزيد
  • 09:22 . رئيس الدولة وسلطان عُمان يؤكدان دعم الشعب الفلسطيني وحل الدولتين... المزيد
  • 06:52 . مباحثات أوروبية ـ إيرانية في الدوحة حول البرنامج النووي قبل إعادة فرض العقوبات... المزيد
  • 06:52 . حماس: مجرم الحرب نتنياهو يصر على إفشال جهود الوسطاء... المزيد
  • 06:50 . "رويترز": ترامب يعتزم السماح بصفقة بيع 100 طائرة مسيّرة متطورة إلى السعودية... المزيد
  • 06:50 . قطر والاتحاد الأوروبي يبحثان في الدوحة مستجدات غزة والقضايا الإقليمية المشتركة... المزيد
  • 12:21 . متعاملون يشكون تأخير إصدار "براءة الذمة" وخبراء يقترحون منصة موحدة... المزيد
  • 12:15 . روسيا تعلن دفع تعويضات بشأن الطائرة الأذربيجانية المنكوبة... المزيد
  • 11:03 . الأبيض يقلب الطاولة على "نسور قاسيون" بثلاثية ودية مثيرة... المزيد
  • 11:02 . ردا على العرض العسكري الصين .. ترمب يغير اسم "وزارة الدفاع" الأمريكية إلى "وزارة الحرب"... المزيد
  • 11:00 . إطلاق برنامج وطني للفحص الصحي وتطعيمات الطلبة في المدارس الحكومية... المزيد
  • 10:37 . نفوذ إماراتي يثير جدلاً باليمن.. منح دراسية خارج الأطر الرسمية واحتجاجات في سقطرى... المزيد
  • 10:04 . اتحاد دولي: الإمارات إحدى أسوأ دول العالم تخلياً عن البحارة... المزيد
  • 05:23 . الحوثيون يعلنون تنفيذ عملية نوعية استهدفت مطار بن غوريون... المزيد
  • 05:18 . ترامب يلوح بمعاقبة روسيا وبوتين يدعو زيلينسكي للقائه بموسكو... المزيد

قتل الشائعة قبل أن تصبح بحجم جبل الجليد

الكـاتب : سامي الريامي
تاريخ الخبر: 17-05-2017


قالت وزارة الطاقة، أول من أمس، في بيان صحافي، إنها تابعت، أخيراً، الأخبار المتداولة عن فكرة إحضار جبل جليدي، أو استيراد المياه من خلال خط أنابيب من دولة أخرى، وباعتبارها الجهة المسؤولة عن شؤون المياه، تود أن تؤكد ألّا صحة لمثل هذه الأخبار، وأنها مجرد شائعات، وتهيب بالجمهور الكريم ومستخدمي التواصل الاجتماعي، تجنب تداول مثل هذه الشائعات، والتأكد من الأخبار والمعلومات، وتحري الدقة قبل تداولها ونشرها!

كل الشكر والتقدير للوزارة على هذا التوضيح، فموضوع جبل الجليد كبر بحجم جبل الجليد، وانتشر بشكل لا يخلو من السلبية، لأنه يجافي المنطق والحقائق العلمية، لكن هل لنا أن نسأل الوزارة عن سبب تأخرها الطويل في إصدار بيان من هذا النوع؟!

فكرة المشروع ظهرت قبل ثلاثة أسابيع تقريباً، ونشرتها صحف رسمية، وبثتها قنوات تلفزيونية شهيرة، وتناقلها الناس عبر وسائل التواصل والـ«واتس أب» بشكل واسع جداً، وأعتقد أنه لم يبقَ إنسان في محيطنا الخليجي، وحتى العربي، لم يشاهد ذلك الفيديو الذي يبسّط فكرة جرّ جبل جليدي بشكل غريب، ومع ذلك طوال هذه الفترة لم تخرج وزارة الطاقة أو أي جهة رسمية لتنفي الخبر، أو على أقل تقدير توضح أن الإمارات كحكومة لا علاقة لها بالمشروع، كان ذلك ضرورياً للغاية، فالناس في الخليج والوطن العربي، رغم عدم قناعتهم بالمشروع إلا أن معظمهم صدّق تفاصيله، لأن من تحدث هو مهندس إماراتي، وهم يؤمنون ويثقون تماماً بأن الإمارات اسم صعب مرتبط بالمشروعات الصعبة، واعتقد كثيرون أن هناك جهة رسمية ما ستنفذ المشروع، لذلك انتشر الفيديو بشكل كبير.

نهيب بوزارة الطاقة، قبل أن تهيب هي بالجمهور الكريم، تجنب تداول مثل هذه الشائعات، وأن تصبح هي المصدر الموثوق للأخبار والمعلومات، وأن توضح الحقائق في الوقت المناسب، بالتأكيد لا ندعوها للرد على كل شاردة وواردة، وكل صغير وسطحي في وسائل التواصل المملوءة بهذا النوع من المغالطات والشائعات، لكن من الضروري جداً الرد وإصدار البيانات التوضيحية على نوعية من الأخبار التي قد تسيء إلى سمعة الإمارات، أو تؤثر سلباً فينا بالمحافل الدولية.

ثلاثة أسابيع من الصمت «الرسمي»، زادت الوضع سوءاً، وأعطت المشروع نوعاً من الصدقية، فالسكوت غالباً هو علامة الرضا والقبول، وسكوت الجهات الرسمية على مشروع انتشر بهذا الشكل ليس في وسائل تواصل اجتماعي، بل في صحف وتلفزيونات، يعني أن هناك موافقة ضمنية عليه، وظهور شخص بصفة مهندس إماراتي يتحدث بكل ثقة وجرأة باسم الدولة، لم يترك مجالاً لأحد في الشك أبداً بأن هذه الضجة الكبيرة هي مجرد شائعة!

ثلاثة أسابيع من التداعيات السلبية، تهكّم فيها من تهكّم، وكذّب فيها من كذّب، وبالغ فيها من بالغ، وتجرأ فيها من تجرأ، ووصل الأمر إلى «سندباد» و«علاء الدين»، وكان الوضع سيزداد سوءاً لو تدخلت المنظمات البيئية، والمنظمات الدولية، التي تحرّم العبث في تلك المنطقة الجليدية، ومع ذلك استمر الصمت الرسمي إلى ساعة صدور توضيح وزارة الطاقة، أول من أمس، ولم يكتشف الناس حقيقة جبل الجليد إلا بعد صدور البيان، فلِمَ الانتظار حتى خراب مالطا؟!

موضوع كهذا يجب أن تتوقف الوزارة عنده، ليس هي فقط بل بقية الجهات الرسمية المعنية، فليس لأحد الحق في أن يتحدث باسم الإمارات، خصوصاً إن كان لا يشغل أي منصب حكومي يؤهله لذلك، والمشروعات الحكومية الكبيرة والصغيرة، لها طرق وإجراءات وأساليب معروفة للإعلان عنها، وفي حالة حدوث خلل ما في هذه المنظومة، كما حدث في جبل الجليد، فالصمت هنا ليس هو الحل الأمثل، بل قتل الشائعة وقت ظهورها قبل أن تكبر وتستفحل!