أحدث الأخبار
  • 06:37 . دبي تعتمد بطاقة الرسوم المدرسية للعام الأكاديمي 2025–2026... المزيد
  • 05:48 . 24 قتيلا على الأقل وأكثر من 20 مفقودة بسبب فيضانات في تكساس... المزيد
  • 05:46 . محمد بن راشد: مليار وجبة وصلت إلى 65 دولة وخطة لمضاعفة العطاء العام المقبل... المزيد
  • 11:24 . قرقاش: الحروب تحاصر المنطقة والحل في الحوار الإقليمي... المزيد
  • 11:16 . وزير الخارجية السعودي: نعمل على تحديد موعد إطلاق مؤتمر “إقامة دولة فلسطينية”... المزيد
  • 11:06 . إعلام عبري: تل أبيب تلقّت رد حماس بشأن الهدنة في غزة وتوقعات باتفاق وشيك هذا الأسبوع... المزيد
  • 01:32 . وكالة الطاقة الذرية تعلن مغادرة فريق من مفتشيها إيران... المزيد
  • 01:31 . وكالة: إنزال جوي إسرائيلي قرب دمشق وتوغل في درعا... المزيد
  • 01:30 . "التربية" تطلق استبياناً لتطوير المناهج بمشاركة الطلبة وسط تحديات تربوية متراكمة... المزيد
  • 01:28 . مقتل ثلاثة جنود إسرائيليين في عمليات منفصلة للمقاومة بغزة... المزيد
  • 01:27 . حماس تسلم رداً إيجابياً على مقترح وقف العدوان على غزة... المزيد
  • 08:13 . رحيل الفنانة الإماراتية القديرة رزيقة الطارش عن عمر 71 عاماً... المزيد
  • 01:30 . وسط تصاعد الخلافات الإقليمية.. محمد بن سلمان يلتقي طحنون بن زايد في جدة... المزيد
  • 01:29 . رغم مأساة أهل غزة .. زعيم المعارضة لدى الاحتلال يزور أبوظبي لبحث "ملف الأسرى"... المزيد
  • 12:07 . الإمارات "تدين بشدةٍ" دعوات الاحتلال فرض السيطرة على الضفة وتصفه بالتصعيد الخطير... المزيد
  • 12:03 . حدث أمني في خان يونس وهبوط مروحيات للإحتلال في موقع الحدث... المزيد

قتل الشائعة قبل أن تصبح بحجم جبل الجليد

الكـاتب : سامي الريامي
تاريخ الخبر: 17-05-2017


قالت وزارة الطاقة، أول من أمس، في بيان صحافي، إنها تابعت، أخيراً، الأخبار المتداولة عن فكرة إحضار جبل جليدي، أو استيراد المياه من خلال خط أنابيب من دولة أخرى، وباعتبارها الجهة المسؤولة عن شؤون المياه، تود أن تؤكد ألّا صحة لمثل هذه الأخبار، وأنها مجرد شائعات، وتهيب بالجمهور الكريم ومستخدمي التواصل الاجتماعي، تجنب تداول مثل هذه الشائعات، والتأكد من الأخبار والمعلومات، وتحري الدقة قبل تداولها ونشرها!

كل الشكر والتقدير للوزارة على هذا التوضيح، فموضوع جبل الجليد كبر بحجم جبل الجليد، وانتشر بشكل لا يخلو من السلبية، لأنه يجافي المنطق والحقائق العلمية، لكن هل لنا أن نسأل الوزارة عن سبب تأخرها الطويل في إصدار بيان من هذا النوع؟!

فكرة المشروع ظهرت قبل ثلاثة أسابيع تقريباً، ونشرتها صحف رسمية، وبثتها قنوات تلفزيونية شهيرة، وتناقلها الناس عبر وسائل التواصل والـ«واتس أب» بشكل واسع جداً، وأعتقد أنه لم يبقَ إنسان في محيطنا الخليجي، وحتى العربي، لم يشاهد ذلك الفيديو الذي يبسّط فكرة جرّ جبل جليدي بشكل غريب، ومع ذلك طوال هذه الفترة لم تخرج وزارة الطاقة أو أي جهة رسمية لتنفي الخبر، أو على أقل تقدير توضح أن الإمارات كحكومة لا علاقة لها بالمشروع، كان ذلك ضرورياً للغاية، فالناس في الخليج والوطن العربي، رغم عدم قناعتهم بالمشروع إلا أن معظمهم صدّق تفاصيله، لأن من تحدث هو مهندس إماراتي، وهم يؤمنون ويثقون تماماً بأن الإمارات اسم صعب مرتبط بالمشروعات الصعبة، واعتقد كثيرون أن هناك جهة رسمية ما ستنفذ المشروع، لذلك انتشر الفيديو بشكل كبير.

نهيب بوزارة الطاقة، قبل أن تهيب هي بالجمهور الكريم، تجنب تداول مثل هذه الشائعات، وأن تصبح هي المصدر الموثوق للأخبار والمعلومات، وأن توضح الحقائق في الوقت المناسب، بالتأكيد لا ندعوها للرد على كل شاردة وواردة، وكل صغير وسطحي في وسائل التواصل المملوءة بهذا النوع من المغالطات والشائعات، لكن من الضروري جداً الرد وإصدار البيانات التوضيحية على نوعية من الأخبار التي قد تسيء إلى سمعة الإمارات، أو تؤثر سلباً فينا بالمحافل الدولية.

ثلاثة أسابيع من الصمت «الرسمي»، زادت الوضع سوءاً، وأعطت المشروع نوعاً من الصدقية، فالسكوت غالباً هو علامة الرضا والقبول، وسكوت الجهات الرسمية على مشروع انتشر بهذا الشكل ليس في وسائل تواصل اجتماعي، بل في صحف وتلفزيونات، يعني أن هناك موافقة ضمنية عليه، وظهور شخص بصفة مهندس إماراتي يتحدث بكل ثقة وجرأة باسم الدولة، لم يترك مجالاً لأحد في الشك أبداً بأن هذه الضجة الكبيرة هي مجرد شائعة!

ثلاثة أسابيع من التداعيات السلبية، تهكّم فيها من تهكّم، وكذّب فيها من كذّب، وبالغ فيها من بالغ، وتجرأ فيها من تجرأ، ووصل الأمر إلى «سندباد» و«علاء الدين»، وكان الوضع سيزداد سوءاً لو تدخلت المنظمات البيئية، والمنظمات الدولية، التي تحرّم العبث في تلك المنطقة الجليدية، ومع ذلك استمر الصمت الرسمي إلى ساعة صدور توضيح وزارة الطاقة، أول من أمس، ولم يكتشف الناس حقيقة جبل الجليد إلا بعد صدور البيان، فلِمَ الانتظار حتى خراب مالطا؟!

موضوع كهذا يجب أن تتوقف الوزارة عنده، ليس هي فقط بل بقية الجهات الرسمية المعنية، فليس لأحد الحق في أن يتحدث باسم الإمارات، خصوصاً إن كان لا يشغل أي منصب حكومي يؤهله لذلك، والمشروعات الحكومية الكبيرة والصغيرة، لها طرق وإجراءات وأساليب معروفة للإعلان عنها، وفي حالة حدوث خلل ما في هذه المنظومة، كما حدث في جبل الجليد، فالصمت هنا ليس هو الحل الأمثل، بل قتل الشائعة وقت ظهورها قبل أن تكبر وتستفحل!