أحدث الأخبار
  • 06:37 . دبي تعتمد بطاقة الرسوم المدرسية للعام الأكاديمي 2025–2026... المزيد
  • 05:48 . 24 قتيلا على الأقل وأكثر من 20 مفقودة بسبب فيضانات في تكساس... المزيد
  • 05:46 . محمد بن راشد: مليار وجبة وصلت إلى 65 دولة وخطة لمضاعفة العطاء العام المقبل... المزيد
  • 11:24 . قرقاش: الحروب تحاصر المنطقة والحل في الحوار الإقليمي... المزيد
  • 11:16 . وزير الخارجية السعودي: نعمل على تحديد موعد إطلاق مؤتمر “إقامة دولة فلسطينية”... المزيد
  • 11:06 . إعلام عبري: تل أبيب تلقّت رد حماس بشأن الهدنة في غزة وتوقعات باتفاق وشيك هذا الأسبوع... المزيد
  • 01:32 . وكالة الطاقة الذرية تعلن مغادرة فريق من مفتشيها إيران... المزيد
  • 01:31 . وكالة: إنزال جوي إسرائيلي قرب دمشق وتوغل في درعا... المزيد
  • 01:30 . "التربية" تطلق استبياناً لتطوير المناهج بمشاركة الطلبة وسط تحديات تربوية متراكمة... المزيد
  • 01:28 . مقتل ثلاثة جنود إسرائيليين في عمليات منفصلة للمقاومة بغزة... المزيد
  • 01:27 . حماس تسلم رداً إيجابياً على مقترح وقف العدوان على غزة... المزيد
  • 08:13 . رحيل الفنانة الإماراتية القديرة رزيقة الطارش عن عمر 71 عاماً... المزيد
  • 01:30 . وسط تصاعد الخلافات الإقليمية.. محمد بن سلمان يلتقي طحنون بن زايد في جدة... المزيد
  • 01:29 . رغم مأساة أهل غزة .. زعيم المعارضة لدى الاحتلال يزور أبوظبي لبحث "ملف الأسرى"... المزيد
  • 12:07 . الإمارات "تدين بشدةٍ" دعوات الاحتلال فرض السيطرة على الضفة وتصفه بالتصعيد الخطير... المزيد
  • 12:03 . حدث أمني في خان يونس وهبوط مروحيات للإحتلال في موقع الحدث... المزيد

الساحر «ماكرون»

الكـاتب : محمد العسومي
تاريخ الخبر: 18-05-2017


لم يسبق أن عرف الكثيرون عن الرئيس الفرنسي المنتخب «إيمانويل ماكرون»، كما لم يسبق للكثيرين التعرف على توجهاته، لكن بحكم المهنة المشتركة، باعتباره اقتصادياً، يمكن تقدير التحديات والصعوبات التي سيواجهها من خلال دراسة آرائه وسياساته التي تميل إلى الوسطية والمهنية، بعيداً عن أدلجة الاقتصاد وإقحامه في النظريات بعيداً عن الواقع.

يرث ماكرون اقتصاداً متأزماً ومتراجع النمو، حيث بلغ معدل النمو في الربع الأول من هذا العام 0.3% فقط، متأثراً بتباطؤ إنتاج السلع والخدمات وتراجع القوة الشرائية للفرنسيين بصورة متواصلة منذ الأزمة العالمية في عام 2008، كما أن نسبة البطالة تعتبر الأعلى في الاتحاد الأوروبي وتبلغ 10%، إضافة إلى نمو الدين العام والعجز التجاري المتوقع أن يصل إلى 50 مليار يورو هذا العام.

يقابل ذلك عزوف الشركات عن الاستثمار بسبب الضرائب وكلفة الإنتاج المرتفعة، والتي تساهم الاحتجاجات العمالية المتواصلة في تعقيدها، خصوصاً أن النقابات هناك تملك تأثيراً كبيراً، وهي على خلاف مع الرئيس الجديد من اليوم الأول لانتخابه ومن دون أن يُعطى فرصة للتعمق في شرح برنامجه، والذي نتوقع أن يساهم في حل العديد من الصعوبات الاقتصادية التي تواجهها فرنسا.

ضمن هذه التوجهات يسعى الرئيس لجذب استثمارات خارجية وتقديم حوافز للشركات لزيادة استثماراتها ورفع قدراتها التنافسية، بما في ذلك إصلاح نظام الضرائب، وهو ما تعارضه القيادات العمالية التي لا تدرك أهمية ذلك، علماً بأنها تساهم في تدني الإنتاجية وزيادة كلفة المنتجات بسبب الإضرابات المتكررة، مما يقلل من قدرة المنتجات الفرنسية على المنافسة في الأسواق الخارجية، ويؤدي إلى تراجع الصادرات في أسواق دولية تتميز بحدة المنافسة والانفتاح، وهو ما لم يتم استيعابه حتى الآن من قبل النقابات.

وإذا ما نجح ماكرون في تجاوز الاعتراضات النقابية، وهو أمر صعب للغاية، فسينقل الاقتصاد الفرنسي لآفاق جديدة ومتقدمة، مما يؤدي إلى ارتفاع معدلات النمو وانخفاض مستويات البطالة وتخفيض العجز التجاري بفضل تنامي الصادرات، وهي مكاسب إيجابية يمكن أن تتحقق إذا ما تم استيعاب سياسات الرئيس الاقتصادية وقدرته على الإصلاح، مع أن ذلك بحاجة إلى بعض الصبر، إذ لا يمكن تحقيقه بصورة فورية.

مشكلة ماكرون أنه لا يعتمد على قاعدة اجتماعية أو أحزاب كبيرة، كما هو حال المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أو رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، فهو رئيس «الصدفة» حيث فشلت الأحزاب التقليدية ونافسه اليمين المتطرف الذي لا يلقى قبولاً في المجتمع الفرنسي، مما سيجعل من عملية الإصلاح الاقتصادي والمالي التي يسعى إليها صعبة للغاية، وقد يزيد من الأزمات الاقتصادية التي تعاني منها فرنسا.

الضمانة الرئيسة لنجاح التوجهات الاقتصادية المهمة للرئيس المنتخب، هي تعاون كل الجهات من قطاع خاص وعاملين ومستثمرين معه، إلا أن ذلك لا يبدو مؤكداً حتى الآن، وبالأخص من قبل النقابات العمالية التي نظمت ضده احتجاجات لقناعتها بميله إلى أصحاب الأعمال وتعبيره عن مصالحهم، وهو اعتقاد خاطئ على كل حال، فالرجل يحاول العمل بصورة مهنية لصالح فرنسا، كل فرنسا.

وفي هذا الصدد يمكن للفرنسيين الاستفادة من تجربة أيرلندا التي تعتبر من أوائل البلدان الأوروبية التي خرجت من الأزمة، وطورت العديد من القطاعات بصورة مذهلة، وذلك من خلال اجتماعات متواصلة بين الحكومة والقطاع الخاص وممثلي العمال تم التوصل خلالها إلى تقديم تنازلات من كل الأطراف والاتفاق على برنامج لانتشال الاقتصاد المحلي من الصعوبات، وذلك من أجل أيرلندا ككل، وهو ما تحقق بنجاح باهر، فالصراعات الداخلية تعوق النمو وتزيد من الأزمات، مما يتطلب منح «الساحر» ماكرون فرصة من خلال تعاون المجتمع الفرنسي، خصوصاً أنه نجح في مهامه السابقة بصورة مهنية تستحق التقدير.