أحدث الأخبار
  • 07:33 . الاحتلال يرتكب مذابح في غزة تخلف أكثر من 130 شهيداً... المزيد
  • 05:16 . "الأمن السيبراني" يعلن أول إرشادات وطنية للطائرات بدون طيار... المزيد
  • 05:00 . السودان يتهم أبوظبي بانتهاك الأعراف الدبلوماسية بعد إبعاد موظفين قنصليين من دبي... المزيد
  • 11:44 . سوريا تُطلق هيئة وطنية للعدالة الانتقالية لمحاسبة جرائم نظام الأسد... المزيد
  • 11:43 . إحباط محاولة تهريب 89 كبسولة كوكايين داخل أحشاء مسافر في مطار زايد الدولي... المزيد
  • 11:29 . السفارة الأمريكية في طرابلس تنفي وجود أي خطط لنقل فلسطينيين إلى ليبيا... المزيد
  • 11:28 . السعودية تؤكد ضرورة وقف النار في غزة وأهمية دعم استقرار سوريا... المزيد
  • 11:26 . جيش الاحتلال الإسرائيلي: اعتراض صاروخ أطلق من اليمن... المزيد
  • 10:45 . الدوحة تستضيف جولة جديدة من محادثات الهدنة بين حماس والاحتلال... المزيد
  • 08:32 . "قمة بغداد" تحث المجتمع الدولي على الضغط لوقف الحرب على غزة... المزيد
  • 06:35 . "معرفة دبي" تعلق عمليات التقييم والرقابة بالمدارس الخاصة للعام الدراسي القادم... المزيد
  • 12:26 . الاتحاد الأوروبي يبحث مواصلة تعليق عقوبات على سوريا... المزيد
  • 12:19 . الجابر لترامب: الإمارات سترفع استثمارات الطاقة بأميركا إلى 440 مليار دولار بحلول 2035... المزيد
  • 11:12 . نيابة عن رئيس الدولة.. منصور بن زايد يرأس وفد الإمارات إلى القمة العربية في العراق... المزيد
  • 11:09 . سبع دول أوروبية تطالب الاحتلال بوقف حرب الإبادة في غزة وإنهاء الحصار.. وحماس تشيد... المزيد
  • 11:05 . إصابة شرطي إسرائيلي في عملية طعن بالقدس المحتلة... المزيد

الأزمة اجتماعياً

الكـاتب : ماجد محمد الأنصاري
تاريخ الخبر: 20-06-2017


لطالما تمتعت دول الخليج بثروة اجتماعية استثنائية، الترابط العائلي والثقافي بين الشعوب الخليجية قل نظيره عالمياً، لا يكاد يخلو بيت في الخليج من صلة قرابة في دولة خليجية أخرى، وكل القبائل تقريباً ممتدة عبر الحدود الخليجية، وهذا غير أن الارتباط الثقافي بين أبناء هذه الدول عميق، العادات الاجتماعية واللهجات والأنماط الاجتماعية متقاربة إلى حد كبير يجعل من الصعب أحياناً التمييز بينهم، كل ذلك كان دافعاً لهذه الدول لأن تكون رابطاً سياسياً يستفيد من هذه الروابط ويبني عليها، ولكن كما هو الحال في العلاقات السياسية العربية، هذا الترابط السياسي كان متأخراً وبشكل كبير عن نظيره الاجتماعي، بعد عقود من العمل السياسي المشترك وصلنا إلى نقطة عدنا فيها إلى ما قبل المربع الأول، اليوم على المستوى الشعبي، الأمل في منظومة خليجية متماسكة أصبح ضرباً من الخيال، شعوب الخليج اليوم انخفض سقف توقعاتها إلى أن لا تتصاعد الخلافات فقط.
المشكلة في هذه الأزمة أن الساسة في الدول التي افتعلت الأزمة لم يكتفوا بإثارتها على المستوى السياسي، بل كان هناك حرص كبير على الزج بالشعوب في أتون الخلاف، تم ذلك من خلال العديد من الإجراءات، منها مثلاً طرد المواطنين القطريين ومنعهم من الدخول إلى أراضيهم، ومنع مواطنيهم من الدخول إلى الأراضي القطرية في خطوة تهدف على ما يبدو إلى كسر الروابط الاجتماعية بين العائلات المشتركة، وضرب اللحمة الشعبية الخليجية في مقتل، كما تم الدفع بصناع الرأي العام في دولهم لتوجيه الشارع إلى معاداة قطر، وفي الوقت نفسه أصبح مجرد التعاطف مع قطر جريمة يعاقب عليها القانون، وبالتالي أصبح الإنسان العادي في الدول المقاطعة لا يرى إلا ما يرون، ويصعب عليه أن يمد بصره إلى رواية أخرى في أي اتجاه، كل ذلك صنع تحدياً شعبياً خطيراً أمام الثروة الاجتماعية الخليجية.
اليوم بدأنا نرى ثمار هذه الممارسات من خلال توتر العلاقات داخل الأسر الخليجية المختلطة، وانقطاع التواصل الطبيعي بين أبناء البيت الواحد، أما إذا وصلنا إلى أقنية التواصل الاجتماعي الحديثة فنرى حرباً ضروساً على قطر وشعبها وكل ما ينتمي لقطر، هذه الحرب يقودها أصحاب الحسابات الأمنية والوهمية، وزج فيها بالناس العاديين مع تغييب الوعي وتغليب الرواية الرسمية للمقاطعين، ولكن السؤال الأهم هو ما الذي يمكننا أن نتوقعه على المستوى الاجتماعي في حال استمرت الدول الثلاث في موقفها المتصلب؟
ابتداءً سنلاحظ انخفاضاً في التواصل الاجتماعي بين العائلات في دول المجلس المقاطعة وقطر، سيؤثر ذلك على الزيجات المتبادلة وعلى الزيارات واللقاءات وحتى على المواقف الشخصية، كذلك فإن التواصل الثقافي بين العلماء والأكاديميين والدعاة والمثقفين والفنانين في الدول المختلفة سيضعف إذا لم يتوقف، الإمارات مثلاً أصدرت قراراً مؤخراً يمنع مثقفيها من التواصل مع أي شخص أو فعالية لها علاقة بقطر على المستوى الثقافي، واستثنت القطريين من فعالياتها الثقافية، كذلك سنرى حالة من الفتور بل والعداء تحل محل التواصل الإيجابي بين الأصدقاء الذين درسوا معاً في البعثات المختلفة أو في دول الخليج، والذين عملوا معاً وجمعتهم الظروف المختلفة، اليوم تطلب منهم دولهم عدم التعاطف مع قطر أو القطريين، وبالتالي سيصعب «إظهار» المواقف الشخصية المتعاطفة إلا في نطاق شخصي ضيق، ومع تفاقم نتائج الأزمة ستتحول هذه المواقف إلى حالة عامة.
على الساسة في الدول الثلاث أن يعرفوا أنهم لا يشقون الصف سياسياً فقط، بل يهدمون بنية اجتماعية تسبق وجود الكيانات السياسية في المنطقة، واللعب على وتر القبائل وقطع الصلات العائلية لن يعود إلا بالوبال على هذه الدول نفسها، كنا نتمنى أن تكون هذه الأزمة كغيرها صراعاً بين الساسة يكون فيه الشعوب متفرجين كما هي العادة، ولكن يبدو أن من أفلست مشاريعه السياسية لم يجد أمامه إلا تخريب العلاقات الاجتماعية سلاحاً.;