أحدث الأخبار
  • 09:27 . هل تذهب أبوظبي فعلاً إلى قطع علاقاتها مع الاحتلال إذا مضى في ضم الضفة الغربية؟... المزيد
  • 09:23 . الإمارات وقطر توقعان مذكرة تفاهم للتعاون بمجالات العمل وتنمية الموارد البشرية... المزيد
  • 09:22 . رئيس الدولة وسلطان عُمان يؤكدان دعم الشعب الفلسطيني وحل الدولتين... المزيد
  • 06:52 . مباحثات أوروبية ـ إيرانية في الدوحة حول البرنامج النووي قبل إعادة فرض العقوبات... المزيد
  • 06:52 . حماس: مجرم الحرب نتنياهو يصر على إفشال جهود الوسطاء... المزيد
  • 06:50 . "رويترز": ترامب يعتزم السماح بصفقة بيع 100 طائرة مسيّرة متطورة إلى السعودية... المزيد
  • 06:50 . قطر والاتحاد الأوروبي يبحثان في الدوحة مستجدات غزة والقضايا الإقليمية المشتركة... المزيد
  • 12:21 . متعاملون يشكون تأخير إصدار "براءة الذمة" وخبراء يقترحون منصة موحدة... المزيد
  • 12:15 . روسيا تعلن دفع تعويضات بشأن الطائرة الأذربيجانية المنكوبة... المزيد
  • 11:03 . الأبيض يقلب الطاولة على "نسور قاسيون" بثلاثية ودية مثيرة... المزيد
  • 11:02 . ردا على العرض العسكري الصين .. ترمب يغير اسم "وزارة الدفاع" الأمريكية إلى "وزارة الحرب"... المزيد
  • 11:00 . إطلاق برنامج وطني للفحص الصحي وتطعيمات الطلبة في المدارس الحكومية... المزيد
  • 10:37 . نفوذ إماراتي يثير جدلاً باليمن.. منح دراسية خارج الأطر الرسمية واحتجاجات في سقطرى... المزيد
  • 10:04 . اتحاد دولي: الإمارات إحدى أسوأ دول العالم تخلياً عن البحارة... المزيد
  • 05:23 . الحوثيون يعلنون تنفيذ عملية نوعية استهدفت مطار بن غوريون... المزيد
  • 05:18 . ترامب يلوح بمعاقبة روسيا وبوتين يدعو زيلينسكي للقائه بموسكو... المزيد

الاستعداد والقابلية!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 26-07-2017


في كتابه «شروط النهضة» الصادر منتصف القرن الماضي، يذكر المفكر الجزائري مالك بن نبي حقيقة ساطعة حول ما يتركه الاستعمار من أثر في سكان المستعمرات، حين يمنحها استقلالها ويرحل، أو حين تفكر أمة في السيطرة على أمة أخرى، فيقول «لقد رحل الاستعمار عن بلاد العرب لكنه ترك في شعوبها القابلية للاستعمار»، والقابلية للاستعمار تعني ترك مقومات شديدة التأثير تستطيع أن تحافظ على وجود هيمنة ونفوذ ومصالح المستعمر أو المهيمن داخل تلك المجتمعات، كاللغة مثلاً، وبعض الشرائح الموالية له!

هذا يجعل الشعوب على استعداد لقبول الاستعمار مجدداً إذا اجتاحهم ثانية، وهو لن يأتيهم كما كان يفعل في الماضي غازياً بجيوشه وأساطيله ودباباته، انتهى هذا الزمن، نحن اليوم نمثل آخر السلالات التي تشهد اللقطات الأخيرة ربما من حروب الطائرات والقنابل والبوارج. لن تتوقف الحروب ولن يترفع الإنسان عن شهوة القتل حتماً، لكن الأشكال والأدوات ستتغير، وستكون أكثر ملاءمة وفتكاً وأسرع كثيراً مما هي عليه الحال هذه الأيام. نحن مقبلون على حروب إلكترونية وجرثومية وكيميائية يبشرون اليوم بها على طريقتهم ويمهدون لها الطريق!

المخيف هو ما تحدث عنه الفيلسوف «الاستعداد والقابلية» عند الأجيال الجديدة.

لهذا كله، فكلما فتحت صفحة تريد تصفحها ولو بطريق الخطأ، وكلما دخلت متجراً للتطبيقات في أجهزتك الذكية لتحميل تطبيق ما، خرجت لك ألعاب خبيثة أبطالها نساء عاريات بآذان طويلة، أو تنانين مخيفة، أو مصارعون مرعبون أو وحوش آدمية مهندسة وراثياً أنتجت في النهاية مخلوقات في منتصف الطريق بين البشر والوحوش، كلهم يمتطون آليات غريبة تقتل وتدمر وتفني كل ما يقع في طريقها، كل هذه «الألعاب» تعرض عليك مجاناً لتجربتها، وحين تدمن عليها جسدياً ونفسياً تفاجئك رسالة مفادها «بقيت ثلاثة أيام على انتهاء مدة التجريب المجاني» وستشتريها حتماً في تلك اللحظة، فماذا تعني بالنسبة لك حفنة دراهم بسيطة؟

الحكاية أخطر من الدراهم التي تدفع لشراء هذه الألعاب، فهذه الألعاب مصممة للمراهقين والمراهقات، أي للجيل العربي الصغير الجديد الذي يجهز لخوض تلك الحروب، لتقبلها وربما للمشاركة فيها، حتى ولو باللامبالاة والسكوت، فأنت تفقد الإحساس تجاه الضجيج حين تعتاد عليه، ألا تعتاد ضجيج الطائرات حين تقيم بجوار المطار مثلاً، يحصل لك ما يسمى الإلغاء بالتعود، هذه الألعاب تلغي في الصغار حسهم الإنساني بالتعاطف مع الضحية أو تجاه الموت والدمار، لأنهم باختصار يتعودون ولفترة طويلة على القيام بدور المدمرين عن طريق تلك الألعاب، تشكل هذه الألعاب تطبيقاً حياً لنظرية «الاستعداد والقابلية»!