أحدث الأخبار
  • 08:02 . الكشف عن تحويلات قادمة من الإمارات في واحدة من أكبر قضايا غسيل الأموال بكندا... المزيد
  • 01:13 . "الأرصاد": ارتفاع في درجات الحرارة والرطوبة خلال يوليو وتأثيرات جوية متقلبة... المزيد
  • 11:31 . اتفاقيات استراتيجية بين شركات سعودية وإندونيسية بـ27 مليار دولار... المزيد
  • 11:25 . محمد بن زايد ورئيس وزراء اليونان يبحثان التطورات الإقليمية وسبل تعزيز الأمن والسلام... المزيد
  • 11:23 . "الأوراق المالية" تحذر من التعامل مع شركات وهمية... المزيد
  • 11:21 . "التربية": لا استثناءات للسفر أو المرض المؤقت يمنحان الطالب حق أداء الاختبارات "عن بعد"... المزيد
  • 11:16 . تحقيق: متعاقدون أميركيون يطلقون النار ويستخدمون قنابل صوتية ضد فلسطينيين خلال توزيع مساعدات بغزة... المزيد
  • 11:09 . إعلام عبري: السعودية تدخلت لإسقاط مسيّرات وصواريخ إيرانية كانت في طريقها نحو "إسرائيل"... المزيد
  • 11:36 . الرئيس الإيراني يقر بدء تنفيذ قانون تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية... المزيد
  • 11:34 . "رويترز": إيران استعدت لتلغيم مضيق هرمز أثناء الهجوم الإسرائيلي... المزيد
  • 11:31 . قرقاش: تواصلنا مع البرهان وحميدتي بطلب أممي لتفادي الحرب في السودان... المزيد
  • 11:22 . رئيس الدولة يجري مباحثات هاتفية مع رئيسي كوريا الجنوبية ونيجيريا لتعزيز التعاون الثنائي... المزيد
  • 11:00 . الاتحاد الأوروبي يعرض تسهيل استئناف المفاوضات النووية مع إيران... المزيد
  • 10:56 . أربع وفيات ومفقودون في انقلاب بارجة سعودية بخليج السويس... المزيد
  • 10:54 . فرنسا تسلم السنغال قاعدة عسكرية في إطار انسحاب قواتها من البلاد... المزيد
  • 07:14 . منظمة حقوقية: أحكام المؤبد الجديدة تجسد وحشية أبوظبي ضد معتقلي الرأي... المزيد

«ريا وسكينة..!»

الكـاتب : عبد الله الشويخ
تاريخ الخبر: 21-08-2017


في حيٍّ غير هادئ في مدينة الإسكندرية الجميلة، كثيراً ما يعرض عليك أصحاب «الحناطير» المحنطرة جولة في الحي، وفي جزء من المدينة، ببضعة جنيهات، وفي محاولة منهم «لدحرجة» الزبون، يعرضون عليه المحطات الجميلة التي سيمرون بها: الشاطئ الفلاني، والمتحف الفلاني، والقلعة الفلانية، وأخيراً «منزل ريّا وسكينة».

ريّا وسكينة، اللتان عرفهما المشاهد العربي كثيراً على خشبات المسرح، وفي الشاشات، منذ أن تم إعدامهما عام 1921، كأول حالة إعدام رسمية لـ«دويتو نسائي» في العصر الحديث، وحتى ذلك المسلسل الذي قامت ببطولته سميّة الخشاب وعبلة كامل، بعد أن تقمصت كثيرات خلال أعوام عدة تلك الشخصيتين، ومن بينهن شادية وسهير البابلي!

في جميع الأعمال الفنية التي تعرضت لقصة ريّا وسكينة، كان هناك دوماً نوع من التعاطف الخفي بين المجرمتين والكادر.. المؤلف يصوغ الشخصيتين بوضع الكثير من المبررات.. المنتج يختار لهن وجوهاً جميلة.. الممثلات يغرقن عشقاً وولاء لهن.. الجمهور يحبهن أكثر مما يخشى منزلهن في حي اللبان، الذي لايزال يشكو الهجر إلى يومنا هذا.

كان هناك دائماً أمر غامض يتعلق بريّا وسكينة؛ حتى توجت هذه الغرابة بمجموعة من التقارير، التي تزامنت مع قرب مئوية الجرائم، نشرت في الشهر الماضي، وتتحدث عن أنهما لم تكونا مجرمتين، لكن الحقيقة أنهما كانتا تستدرجان ضباط الجيش البريطاني المحتل، وتقومان بعملهما الفدائي، ثم تخفيان الجثث تحت المنزل.

إذا صحت التحقيقات في هذا الاتجاه، فالمذكورتان تستحقان إعادة اعتبار حقيقي! ربما! أي مخبول يستطيع العيش مع جثث قتلاه في المكان نفسه! أما جثث جلاديك ومستعمريك فهي أوسمة تقوم بتجميعها حتى بزوغ فجر حريتك! ربما في الأمر تفسير وعدالة شاعرية!

العلم الحديث يلهب المخيلة في هذه الأمور، فتحليل بسيط لجثة من الجثث، ومن ثم التأكيد هل تستحق هذه الشخصيات التاريخية مزيداً من اللعنات، أو إعادة كتابة التاريخ من جديد بطريقة تليق بهما؟!

ذلك التاريخ الذي يحتوي في سنواته الأخيرة على العشرات من الشخصيات «الريّا سكينية»، التي لانزال ننتظر شهادة التاريخ والوثائق والأجيال فيها، لكي نعرف أنلعنها، أم نضعها في قلوبنا، على الأقل في المكان الذي تستحقه؟! شخصيات كثيرة تسبب المناصب التي كانت تتولاها صعوبة في قول آرائنا بصراحة، كما نقولها في فلاحتين بسيطتين.

كانتا تسميان ريّا.. وسكينة!