أحدث الأخبار
  • 09:27 . هل تذهب أبوظبي فعلاً إلى قطع علاقاتها مع الاحتلال إذا مضى في ضم الضفة الغربية؟... المزيد
  • 09:23 . الإمارات وقطر توقعان مذكرة تفاهم للتعاون بمجالات العمل وتنمية الموارد البشرية... المزيد
  • 09:22 . رئيس الدولة وسلطان عُمان يؤكدان دعم الشعب الفلسطيني وحل الدولتين... المزيد
  • 06:52 . مباحثات أوروبية ـ إيرانية في الدوحة حول البرنامج النووي قبل إعادة فرض العقوبات... المزيد
  • 06:52 . حماس: مجرم الحرب نتنياهو يصر على إفشال جهود الوسطاء... المزيد
  • 06:50 . "رويترز": ترامب يعتزم السماح بصفقة بيع 100 طائرة مسيّرة متطورة إلى السعودية... المزيد
  • 06:50 . قطر والاتحاد الأوروبي يبحثان في الدوحة مستجدات غزة والقضايا الإقليمية المشتركة... المزيد
  • 12:21 . متعاملون يشكون تأخير إصدار "براءة الذمة" وخبراء يقترحون منصة موحدة... المزيد
  • 12:15 . روسيا تعلن دفع تعويضات بشأن الطائرة الأذربيجانية المنكوبة... المزيد
  • 11:03 . الأبيض يقلب الطاولة على "نسور قاسيون" بثلاثية ودية مثيرة... المزيد
  • 11:02 . ردا على العرض العسكري الصين .. ترمب يغير اسم "وزارة الدفاع" الأمريكية إلى "وزارة الحرب"... المزيد
  • 11:00 . إطلاق برنامج وطني للفحص الصحي وتطعيمات الطلبة في المدارس الحكومية... المزيد
  • 10:37 . نفوذ إماراتي يثير جدلاً باليمن.. منح دراسية خارج الأطر الرسمية واحتجاجات في سقطرى... المزيد
  • 10:04 . اتحاد دولي: الإمارات إحدى أسوأ دول العالم تخلياً عن البحارة... المزيد
  • 05:23 . الحوثيون يعلنون تنفيذ عملية نوعية استهدفت مطار بن غوريون... المزيد
  • 05:18 . ترامب يلوح بمعاقبة روسيا وبوتين يدعو زيلينسكي للقائه بموسكو... المزيد

«ريا وسكينة..!»

الكـاتب : عبد الله الشويخ
تاريخ الخبر: 21-08-2017


في حيٍّ غير هادئ في مدينة الإسكندرية الجميلة، كثيراً ما يعرض عليك أصحاب «الحناطير» المحنطرة جولة في الحي، وفي جزء من المدينة، ببضعة جنيهات، وفي محاولة منهم «لدحرجة» الزبون، يعرضون عليه المحطات الجميلة التي سيمرون بها: الشاطئ الفلاني، والمتحف الفلاني، والقلعة الفلانية، وأخيراً «منزل ريّا وسكينة».

ريّا وسكينة، اللتان عرفهما المشاهد العربي كثيراً على خشبات المسرح، وفي الشاشات، منذ أن تم إعدامهما عام 1921، كأول حالة إعدام رسمية لـ«دويتو نسائي» في العصر الحديث، وحتى ذلك المسلسل الذي قامت ببطولته سميّة الخشاب وعبلة كامل، بعد أن تقمصت كثيرات خلال أعوام عدة تلك الشخصيتين، ومن بينهن شادية وسهير البابلي!

في جميع الأعمال الفنية التي تعرضت لقصة ريّا وسكينة، كان هناك دوماً نوع من التعاطف الخفي بين المجرمتين والكادر.. المؤلف يصوغ الشخصيتين بوضع الكثير من المبررات.. المنتج يختار لهن وجوهاً جميلة.. الممثلات يغرقن عشقاً وولاء لهن.. الجمهور يحبهن أكثر مما يخشى منزلهن في حي اللبان، الذي لايزال يشكو الهجر إلى يومنا هذا.

كان هناك دائماً أمر غامض يتعلق بريّا وسكينة؛ حتى توجت هذه الغرابة بمجموعة من التقارير، التي تزامنت مع قرب مئوية الجرائم، نشرت في الشهر الماضي، وتتحدث عن أنهما لم تكونا مجرمتين، لكن الحقيقة أنهما كانتا تستدرجان ضباط الجيش البريطاني المحتل، وتقومان بعملهما الفدائي، ثم تخفيان الجثث تحت المنزل.

إذا صحت التحقيقات في هذا الاتجاه، فالمذكورتان تستحقان إعادة اعتبار حقيقي! ربما! أي مخبول يستطيع العيش مع جثث قتلاه في المكان نفسه! أما جثث جلاديك ومستعمريك فهي أوسمة تقوم بتجميعها حتى بزوغ فجر حريتك! ربما في الأمر تفسير وعدالة شاعرية!

العلم الحديث يلهب المخيلة في هذه الأمور، فتحليل بسيط لجثة من الجثث، ومن ثم التأكيد هل تستحق هذه الشخصيات التاريخية مزيداً من اللعنات، أو إعادة كتابة التاريخ من جديد بطريقة تليق بهما؟!

ذلك التاريخ الذي يحتوي في سنواته الأخيرة على العشرات من الشخصيات «الريّا سكينية»، التي لانزال ننتظر شهادة التاريخ والوثائق والأجيال فيها، لكي نعرف أنلعنها، أم نضعها في قلوبنا، على الأقل في المكان الذي تستحقه؟! شخصيات كثيرة تسبب المناصب التي كانت تتولاها صعوبة في قول آرائنا بصراحة، كما نقولها في فلاحتين بسيطتين.

كانتا تسميان ريّا.. وسكينة!