أحدث الأخبار
  • 08:02 . الكشف عن تحويلات قادمة من الإمارات في واحدة من أكبر قضايا غسيل الأموال بكندا... المزيد
  • 01:13 . "الأرصاد": ارتفاع في درجات الحرارة والرطوبة خلال يوليو وتأثيرات جوية متقلبة... المزيد
  • 11:31 . اتفاقيات استراتيجية بين شركات سعودية وإندونيسية بـ27 مليار دولار... المزيد
  • 11:25 . محمد بن زايد ورئيس وزراء اليونان يبحثان التطورات الإقليمية وسبل تعزيز الأمن والسلام... المزيد
  • 11:23 . "الأوراق المالية" تحذر من التعامل مع شركات وهمية... المزيد
  • 11:21 . "التربية": لا استثناءات للسفر أو المرض المؤقت يمنحان الطالب حق أداء الاختبارات "عن بعد"... المزيد
  • 11:16 . تحقيق: متعاقدون أميركيون يطلقون النار ويستخدمون قنابل صوتية ضد فلسطينيين خلال توزيع مساعدات بغزة... المزيد
  • 11:09 . إعلام عبري: السعودية تدخلت لإسقاط مسيّرات وصواريخ إيرانية كانت في طريقها نحو "إسرائيل"... المزيد
  • 11:36 . الرئيس الإيراني يقر بدء تنفيذ قانون تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية... المزيد
  • 11:34 . "رويترز": إيران استعدت لتلغيم مضيق هرمز أثناء الهجوم الإسرائيلي... المزيد
  • 11:31 . قرقاش: تواصلنا مع البرهان وحميدتي بطلب أممي لتفادي الحرب في السودان... المزيد
  • 11:22 . رئيس الدولة يجري مباحثات هاتفية مع رئيسي كوريا الجنوبية ونيجيريا لتعزيز التعاون الثنائي... المزيد
  • 11:00 . الاتحاد الأوروبي يعرض تسهيل استئناف المفاوضات النووية مع إيران... المزيد
  • 10:56 . أربع وفيات ومفقودون في انقلاب بارجة سعودية بخليج السويس... المزيد
  • 10:54 . فرنسا تسلم السنغال قاعدة عسكرية في إطار انسحاب قواتها من البلاد... المزيد
  • 07:14 . منظمة حقوقية: أحكام المؤبد الجديدة تجسد وحشية أبوظبي ضد معتقلي الرأي... المزيد

الكل يرتدي الأقنعة!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 30-08-2017


قرأت للكاتب الأرجنتيني ألبيرتو مانغويل أكثر من كتاب، وكان أغلبها يدور في عالم الكتب والمكتبات، يوميات القراءة، والمكتبات في الليل وحول العالم، وقد وقعت لفترة في غرام حكايته الأسطورية مع الأديب والشاعر الأرجنتيني بورخيس، حين ارتبط معه بعلاقة قلما تتاح لمراهق في السادسة عشرة من عمره أن يلازم كاتباً وشخصية بحجم بورخيس! تبدو تلك الفرصة ذهبية بالفعل، رومانسية ونادرة، لكن مانغويل حولها إلى مسار حياة كاملة بعد أن ترك القراءة لبورخيس وتحول إلى كاتب موسوعي جاب العالم وكتب كثيراً وأصبحت أفكاره وكتبه محل تقدير العالم!

آخر ما قرأته لمانغويل روايته التي اختلف في ترجمة عنوانها، فقد صدرت تحت أكثر من عنوان: (كل الرجال كاذبون)، (كل البشر كاذبون)، (الجميع يكذبون) وفي الحقيقة فعبارة (كل الرجال كاذبون) تعتبر عنواناً متحيزاً يشارف على العنصرية ضد الرجال، في عالم لم يسلم فيه أحد من الكذب، فاستخدام كلمة (كل) يعد استخداماً لغوياً خاطئاً على الدوام، إننا حين نكتب نقوم بتثبيت بعض المفاهيم من حيث لا ندري، إننا نقوم بعملية إملاء قناعات على أذهان قرائنا بهذه القوة الناعمة المسماة (الأدب) وعليه فإن عنوان (الجميع كاذبون) يعد الأسلم حسب اعتقادي!

رواية (الجميع كاذبون) تناقش قضية تعدد الوجوه للشخص نفسه، والحقيقة أننا في عالم يسهل على الجميع فيه أن يكذبوا، ويرتدوا عشرات الأقنعة، المبررات لا حصر لها، والذين يكذبون يختبئون خلف أصابعهم وليس خلف أعذار وكذبات كبيرة فقط، أحياناً نتصور أن الكذب أصبح مذهباً فكرياً كبقية المذاهب والتوجهات السياسية والفكرية. فالجميع يكذبون حتى إنهم جعلوا للكذب يوماً يحتفون فيه به وهو أول يوم في أبريل!

بطل القصة أليخاندرو، يصفه مانغويل بأنه شيطانٌ ومسكين وصاحب طفولة مضطربة، عبقري، هو رجلٌ عادي جداً لكنه متنكّر في هيئة بطل، أو مرتدٍ قناع شخص نبيل وبطل ونزيه ومثاليات كثيرة، دون أن يقول مانغويل أي هذه الصفات صحيح وأيها زائف، فنحن في عالم لا يمكنك فيه أن تتبين الوجه الحقيقي للكثيرين، وهذا واحد من أسباب الحذر في العلاقات الإنسانية، وسبب رئيس لصناعة الحواجز وغلق الأبواب.

في عملية بحث عن حقيقة أليخاندو يتنقل صحافي فرنسي بين الأرجنتين وكوبا، وإسبانيا وفرنسا، لكن الأكاذيب أكبر من كل مناهج البحث، والذين عرفوا الرجل أعطوا شهادات متناقضة، فقد تعامل مع حبيبته بوجه ومع صديقه بوجه وهكذا، لا يبقى أمام القارئ سوى أن يصنع قناعته وحقيقته بنفسه!