أحدث الأخبار
  • 08:02 . الكشف عن تحويلات قادمة من الإمارات في واحدة من أكبر قضايا غسيل الأموال بكندا... المزيد
  • 01:13 . "الأرصاد": ارتفاع في درجات الحرارة والرطوبة خلال يوليو وتأثيرات جوية متقلبة... المزيد
  • 11:31 . اتفاقيات استراتيجية بين شركات سعودية وإندونيسية بـ27 مليار دولار... المزيد
  • 11:25 . محمد بن زايد ورئيس وزراء اليونان يبحثان التطورات الإقليمية وسبل تعزيز الأمن والسلام... المزيد
  • 11:23 . "الأوراق المالية" تحذر من التعامل مع شركات وهمية... المزيد
  • 11:21 . "التربية": لا استثناءات للسفر أو المرض المؤقت يمنحان الطالب حق أداء الاختبارات "عن بعد"... المزيد
  • 11:16 . تحقيق: متعاقدون أميركيون يطلقون النار ويستخدمون قنابل صوتية ضد فلسطينيين خلال توزيع مساعدات بغزة... المزيد
  • 11:09 . إعلام عبري: السعودية تدخلت لإسقاط مسيّرات وصواريخ إيرانية كانت في طريقها نحو "إسرائيل"... المزيد
  • 11:36 . الرئيس الإيراني يقر بدء تنفيذ قانون تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية... المزيد
  • 11:34 . "رويترز": إيران استعدت لتلغيم مضيق هرمز أثناء الهجوم الإسرائيلي... المزيد
  • 11:31 . قرقاش: تواصلنا مع البرهان وحميدتي بطلب أممي لتفادي الحرب في السودان... المزيد
  • 11:22 . رئيس الدولة يجري مباحثات هاتفية مع رئيسي كوريا الجنوبية ونيجيريا لتعزيز التعاون الثنائي... المزيد
  • 11:00 . الاتحاد الأوروبي يعرض تسهيل استئناف المفاوضات النووية مع إيران... المزيد
  • 10:56 . أربع وفيات ومفقودون في انقلاب بارجة سعودية بخليج السويس... المزيد
  • 10:54 . فرنسا تسلم السنغال قاعدة عسكرية في إطار انسحاب قواتها من البلاد... المزيد
  • 07:14 . منظمة حقوقية: أحكام المؤبد الجديدة تجسد وحشية أبوظبي ضد معتقلي الرأي... المزيد

الأطفال ليسوا كما نريدهم

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 05-10-2017


ليس من السذاجة أن تسأل أو تتصرف أو تكتب أو تعبر أو تخطط أو تتآمر أو تفكر كما الأطفال، ذلك أن الأطفال ليسوا كما نعتقد، مجرد كائنات صغيرة ساذجة بريئة، لا تعرف ولا تفهم ولا تدرك شيئاً مما يدور حولها، وأنهم تماماً كالعلب الملونة والفارغة مكومة في ركن الغرفة بلا مبالاة، بانتظار أن نعبئها بما نريد، أو بما يريد الكبار عادة، وأن عليهم (باعتبارهم مجرد علب فارغة)، أن يجلسوا صامتين دوماً، وأن يقبلوا بكل إذعان وسمع وطاعة، كل ما تضعه فيهم، وتحشوه في أدمغتهم بلا اعتراض، وينفذوا كل ما تطلبه منهم، كي تحبهم وتطبق عليهم معايير الجودة والتميز الخاصة بك!!

هذه الفكرة الساذجة والأقرب إلى الغباء، والتي ظل كثير من الآباء والأمهات والمعلمون والمعلمات يؤمنون بها، ويتصرفون مع الأطفال على أساسها، سقطت منذ زمن، وقال علماء التربية والسلوك كلاماً آخر مناقضاً لذلك حول تربية الأطفال والإبداع والعبقرية، وجاءتنا من جهات الدنيا قصص واقعية حول أطفال لم يتجاوزوا الرابعة عشر من أعمارهم، كانوا من العبقرية، بحيث نالوا إجازات علمية أهلتهم ليصبحوا أساتذة في جامعات كبرى، وأساتذة كباراً في ألعاب الذكاء، ومخترعين وممثلين فاقت براعتهم براعة كبار الممثلين في هوليوود، وأحياناً مجرمين ذوي عقول معقدة وخطيرة.

في أيامنا هذه، يثبت الأطفال الذين ولدوا وكأن في أياديهم هواتف ذكية، أنهم قادرون على أن يتعاملوا مع البرمجيات ووسائل التواصل الحديثة بشكل يجعلنا نحن الكبار أقرب لأن ينطبق علينا الحديث عن عدم الفهم والمعرفة، وأن مقولة براءة وسذاجة الأطفال، أصبحت من المقولات التي سقطت بشكل نهائي!!

يحكي بطل رواية (حكاية السيد زومر)، للكاتب باتريك زوسكند، عن طفل في العاشرة، يحب زميلته، ويرتب كل شيء بمنتهى الذكاء ليلتقيها، ثم حين تنهره وتسخر منه معلمة البيانو، يذهب مباشرة إلى الغابة ويتسلق شجرة بارتفاع 30 متراً، مقرراً أن ينتحر ليتخلص من هموم الدنيا و(سخافات الكبار)، ثم يعدل عن فكرته، وحين يشاهد رجل القرية المشاء يغرق نفسه في البحيرة، يظل يراقبه بدم بارد حتى يموت، وفي الغد، لا يخبر أحداً، معبراً عن ذلك بأنه يحق له أن يختار ما يشاء لحياته!

الأطفال ليسوا كما نريدهم أبداً، ولكن كما تريدهم الحياة، لأنهم كما قال جبران خليل (أبناؤكم ليسوا لكم، أبناؤكم أبناء الحياة، والحياة لا تقيم في مساكن الأمس)!