أحدث الأخبار
  • 08:02 . الكشف عن تحويلات قادمة من الإمارات في واحدة من أكبر قضايا غسيل الأموال بكندا... المزيد
  • 01:13 . "الأرصاد": ارتفاع في درجات الحرارة والرطوبة خلال يوليو وتأثيرات جوية متقلبة... المزيد
  • 11:31 . اتفاقيات استراتيجية بين شركات سعودية وإندونيسية بـ27 مليار دولار... المزيد
  • 11:25 . محمد بن زايد ورئيس وزراء اليونان يبحثان التطورات الإقليمية وسبل تعزيز الأمن والسلام... المزيد
  • 11:23 . "الأوراق المالية" تحذر من التعامل مع شركات وهمية... المزيد
  • 11:21 . "التربية": لا استثناءات للسفر أو المرض المؤقت يمنحان الطالب حق أداء الاختبارات "عن بعد"... المزيد
  • 11:16 . تحقيق: متعاقدون أميركيون يطلقون النار ويستخدمون قنابل صوتية ضد فلسطينيين خلال توزيع مساعدات بغزة... المزيد
  • 11:09 . إعلام عبري: السعودية تدخلت لإسقاط مسيّرات وصواريخ إيرانية كانت في طريقها نحو "إسرائيل"... المزيد
  • 11:36 . الرئيس الإيراني يقر بدء تنفيذ قانون تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية... المزيد
  • 11:34 . "رويترز": إيران استعدت لتلغيم مضيق هرمز أثناء الهجوم الإسرائيلي... المزيد
  • 11:31 . قرقاش: تواصلنا مع البرهان وحميدتي بطلب أممي لتفادي الحرب في السودان... المزيد
  • 11:22 . رئيس الدولة يجري مباحثات هاتفية مع رئيسي كوريا الجنوبية ونيجيريا لتعزيز التعاون الثنائي... المزيد
  • 11:00 . الاتحاد الأوروبي يعرض تسهيل استئناف المفاوضات النووية مع إيران... المزيد
  • 10:56 . أربع وفيات ومفقودون في انقلاب بارجة سعودية بخليج السويس... المزيد
  • 10:54 . فرنسا تسلم السنغال قاعدة عسكرية في إطار انسحاب قواتها من البلاد... المزيد
  • 07:14 . منظمة حقوقية: أحكام المؤبد الجديدة تجسد وحشية أبوظبي ضد معتقلي الرأي... المزيد

وماذا بعد أن تغيرنا؟

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 16-11-2017


حين يتاح لك أن تجلس بهدوء كامل مسترجعاً ذلك الشاب الذي كنته قبل عشرين أو ثلاثين عاماً، ماذا ترى؟ وكيف تشعر؟ ثم كيف تنظر إلى هذا الكيان الذي أصبحت عليه، هذا الإنسان الذي يجلس معك ويصحبك في كل لحظة، واثقاً وممتلئاً بالخبرة والتجارب والمعرفة، بالآلام وبالكثير من الذكريات، هذا الشخص الأكثر هدوءاً ويقيناً ورضاً، وأقل نزقاً وغضباً وتسرعاً؟

أنت تتغير عبر الأيام، أو لنقل إنك تغيرت فعلاً، إن ذلك لا يدعو للغضب أو الخجل، فأنت لم تستبدل قناعاتك ولم تغير مواقفك على طريقة المقايضات أو المساومات من أجل مصالح أكثر، أنت تغيرت لأنك فهمت أكثر، وعرفت أكثر، وراكمت خبرات وتجارب أعمق، نضجت أفكارك وقدرتك على الفهم وسبر الأغوار، فاتسعت رؤيتك للحياة وللناس ولنفسك، لم تعد موزعاً على عشرات الساحات والجبهات، لم تعد منتمياً للكثير من العلاقات والأصدقاء ونوادي الثرثرة، أصبح أصدقاؤك أقل لكنهم أبقى، ورغباتك واضحة، وما عدت تائهاً بين ما لا يحصى من الأحلام، نضجت فاتسعت رؤيتك، وحين تتسع الرؤية كما قال النفري تضيق العبارة!

سألني قارئ ذات يوم، أنتِ لا تكتبين كما السابق بذاك الاندفاع والحماس اللذين كانا، تذكرت كاتب الأوروغواي الشهير كارلوس ليسكانو حين قال يوماً (ثمة صعوبة في أن أكتب - أكثر مما كان عليه الأمر قبل عشرين عاماً - بلا اندفاع أو رغبة ودون البراءة التي كنت أكتب بها فيما مضى أو دون الإيمان والعنف اللذين كانا يحركانني سابقاً).

قلت للقارئ أنت كما ترى أنني لست الشخص ذاته الذي كنته قبل خمسة عشر عاماً، لقد تدفقت مياه كثيرة تحت جسور الأيام، وتغير كل شيء، نحن كبشر نتغير كما تتغير الحياة حولنا.

‎أتذكر اليوم وأنا أعبر مسارب الذاكرة، وأسير بتعب القلب في مسارات الذي كان منذ سنوات، كم من البلاد زرت منذ بدأت أكتب، كم من البشر عرفت وقابلت؟ كم مرة حزمت حقائبي، وكم مرة فككتها، عدد المطارات التي عبرتها، والفنادق ومحطات القطارات التي مررت بها حاملة دهشة اللقاء الأول، وشعور المتعة بمعرفة أمكنة ما كانت تخطر على البال، عدد سائقي سيارات الأجرة الذين أقلّوني إلى فنادق نسيت أسماءها، وشوارع ما عدت أتذكر عناوينها، عدد الساحات والأسواق التي مشيت فيها، والمكتبات التي زرتها والكتب التي اقتنيتها وقرأتها، والبحار والأنهار والسفن التي ركبتها، والجبال التي وصلت إلى أعلاها بصحبة أعزة لا زالوا في البال، وتلك المقاهي التي قدمت لي ألذّ مشروباتها في بلاد بلا عدد، وتلك الأكشاك التي توقفت عندها والتذكارات التي اقتنيتها، بعد كل ذلك أيعقل أن نظل كما نحن، ألن تضيق بعد كل هذا عباراتنا واندفاعاتنا لتتسع رؤانا ونظرتنا؟ تلك هي الحياة كما نعيشها جميعاً!