أحدث الأخبار
  • 01:08 . الصين تنضم رسميا إلى إعلان نيويورك حول "حل الدولتين"... المزيد
  • 01:07 . قرقاش: الدبلوماسية الناجحة تصنع أثراً يفوق ألف بيان... المزيد
  • 11:53 . "التربية" تكشف إجراءات التقييم وضوابط الترفيع لطلبة الثانوية... المزيد
  • 11:47 . التعاون الخليجي: تصريحات نتنياهو حول تهجير الفلسطينيين دعوة لتطهير عرقي... المزيد
  • 11:14 . زلزال قوي جديد يضرب شرقي أفغانستان... المزيد
  • 11:13 . ترامب يتحدث عن مفاوضات متعمقة مع حماس ويطالبها بالإفراج عن الأسرى... المزيد
  • 11:12 . الاحتلال الإسرائيلي يبدأ باستهداف أبراج في مدينة غزة... المزيد
  • 09:27 . هل تذهب أبوظبي فعلاً إلى قطع علاقاتها مع الاحتلال إذا مضى في ضم الضفة الغربية؟... المزيد
  • 09:23 . الإمارات وقطر توقعان مذكرة تفاهم للتعاون بمجالات العمل وتنمية الموارد البشرية... المزيد
  • 09:22 . رئيس الدولة وسلطان عُمان يؤكدان دعم الشعب الفلسطيني وحل الدولتين... المزيد
  • 06:52 . مباحثات أوروبية ـ إيرانية في الدوحة حول البرنامج النووي قبل إعادة فرض العقوبات... المزيد
  • 06:52 . حماس: مجرم الحرب نتنياهو يصر على إفشال جهود الوسطاء... المزيد
  • 06:50 . "رويترز": ترامب يعتزم السماح بصفقة بيع 100 طائرة مسيّرة متطورة إلى السعودية... المزيد
  • 06:50 . قطر والاتحاد الأوروبي يبحثان في الدوحة مستجدات غزة والقضايا الإقليمية المشتركة... المزيد
  • 12:21 . متعاملون يشكون تأخير إصدار "براءة الذمة" وخبراء يقترحون منصة موحدة... المزيد
  • 12:15 . روسيا تعلن دفع تعويضات بشأن الطائرة الأذربيجانية المنكوبة... المزيد

الأوطان حين تكون «غير» صالحة!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 01-12-2017


قرأت، كما قرأ العالم كله وتابع، خبر انتحار مجرم الحرب الكرواتي أمام المحكمة بتجرعه السم حين ثبّتت المحكمة ضده حكماً بالسجن عشرين عاماً، وكأنه كان ينتظر وساماً أو حكماً بالبراءة مثلاً، ثم شاهدت لقاءً مصوراً أجري مع مجرم حرب لبناني سابق، ممن تورطوا في جرائم الحرب الأهلية اللبنانية، كما اعترف بنفسه، وكما صوّر ذلك الاعتراف وتمت إذاعته على وسائل التواصل:

«لقد قمت بأعمال قتل وقنص وتفخيخ سيارات وتسميم أشخاص، وكل ما يمكن تصوره وما يمكن ارتكابه في الحرب»، هكذا اعترف، والغريب أن يجد هذا السفاح من يدافع عنه ويمنحه مظلة أخلاقية ضد الهجوم، لأنه «تاب واعترف بذنوبه، وهذا بحد ذاته عمل عظيم، قليلون من يقدرون عليه»!

ما الفائدة من إجراء لقاءات كهذه، لمنح السفاح فرصة ممارسة فعل التطهر أمام الملأ بضمير مرتاح، لمن يقدم بعض الإعلاميين هذه الخدمة بالضبط؟ السؤال الأهم: ماذا عن الضحايا الذين ذهبوا دون أن يعرف لهم أحد مكاناً، دون أن يجدوا قبراً يقرأ عليهم ذووهم آيات الترحم وطلب الغفران، دون أن تجد جثامينهم ما تستحقه من التكريم؟ ماذا عن كل من قتلهم هؤلاء السفاحون وفخخوهم وسمموهم وقنصوهم كطيور البرية، وضحكوا كثيراً وهم يعدون جثثهم ويركلونها بأحذيتهم الثقيلة الملطخة بوحل الطرقات؟

يتحدث القاتل (الذي تاب) عن ضحاياه، وكأنه يقول: لقد شربت ولعبت ورقصت، هكذا وهو يبتسم، في حين صار الضحايا مجرد أرقام يشار إليهم في الجملة بشكل عابر، مجرد ضمائر لغوية ملحقة في نهايات أفعال القتل والقنص والتفخيخ، في حين تصبح البطولة لفعل الجريمة واضحة ومبجلة، لكنها مبنية للمجهول، حدثت وانتهت، ونحن أبناء اليوم، والمجرم تاب، وكفى الله المؤمنين شر القتال، هكذا!

هذا يحدث حين تستثمر بعض المجتمعات إعلامها وثرواتها في تعزيز القيم الفاشية والشمولية وتطرف العقائد والمذاهب، فتكون النتيجة وجود فاشيين لا يتورعون عن إفناء الآخر وإبادته باسم هذه العقائد، لأنه مختلف، ولأن وجوده غير ضروري، هذا ما نحن عليه اليوم!

حين تكون الديكتاتورية وطناً ونظاماً يتحدثون عنه بإجلال واحترام باعتباره وطناً، لكن أول شروط الوطن هو المواطنة الصالحة القائمة على توازن العلاقة بين الحقوق والواجبات، وأول حقوق المواطن في وطنه هو أن يتوافر له الأمان والكرامة والحياة الحرة، لكن مع الأسف كثير من بلداننا العربية فهم الوطن على أنه نظام لا أكثر، حتى لو كان فاشياً ودموياً وقامعاً لكرامات مواطنيه!