أحدث الأخبار
  • 01:13 . "الأرصاد": ارتفاع في درجات الحرارة والرطوبة خلال يوليو وتأثيرات جوية متقلبة... المزيد
  • 11:31 . اتفاقيات استراتيجية بين شركات سعودية وإندونيسية بـ27 مليار دولار... المزيد
  • 11:25 . محمد بن زايد ورئيس وزراء اليونان يبحثان التطورات الإقليمية وسبل تعزيز الأمن والسلام... المزيد
  • 11:23 . "الأوراق المالية" تحذر من التعامل مع شركات وهمية... المزيد
  • 11:21 . "التربية": لا استثناءات للسفر أو المرض المؤقت يمنحان الطالب حق أداء الاختبارات "عن بعد"... المزيد
  • 11:16 . تحقيق: متعاقدون أميركيون يطلقون النار ويستخدمون قنابل صوتية ضد فلسطينيين خلال توزيع مساعدات بغزة... المزيد
  • 11:09 . إعلام عبري: السعودية تدخلت لإسقاط مسيّرات وصواريخ إيرانية كانت في طريقها نحو "إسرائيل"... المزيد
  • 11:36 . الرئيس الإيراني يقر بدء تنفيذ قانون تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية... المزيد
  • 11:34 . "رويترز": إيران استعدت لتلغيم مضيق هرمز أثناء الهجوم الإسرائيلي... المزيد
  • 11:31 . قرقاش: تواصلنا مع البرهان وحميدتي بطلب أممي لتفادي الحرب في السودان... المزيد
  • 11:22 . رئيس الدولة يجري مباحثات هاتفية مع رئيسي كوريا الجنوبية ونيجيريا لتعزيز التعاون الثنائي... المزيد
  • 11:00 . الاتحاد الأوروبي يعرض تسهيل استئناف المفاوضات النووية مع إيران... المزيد
  • 10:56 . أربع وفيات ومفقودون في انقلاب بارجة سعودية بخليج السويس... المزيد
  • 10:54 . فرنسا تسلم السنغال قاعدة عسكرية في إطار انسحاب قواتها من البلاد... المزيد
  • 07:14 . منظمة حقوقية: أحكام المؤبد الجديدة تجسد وحشية أبوظبي ضد معتقلي الرأي... المزيد
  • 05:28 . "نيويورك تايمز": منصور بن زايد يقود أدواراً سرية ومؤثرة في حروب المنطقة بعيداً عن أضواء الرياضة... المزيد

الطفولة.. الصورة الحقيقية للوطن

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 03-12-2017


ما أتذكره جيداً، أننا في طفولتنا البكر، تلك الطفولة التي حين نتذكرها، يتدحرج الموج في قاع القلب، وتهب روائح أسماك، وتخشخش قواقع كنا نمشي عليها، ونحن نركض في تلك المساحات البيضاء من رمل الشاطئ، ما أتذكره هو الرفاق الذين كبرنا معهم، الرجال الذين كنا نسمع تعليماتهم كما أهلنا، مدرسة الحي الأولى، وأبقار جدتي، ما أتذكره هو طقس الأمان، الذي كان يملأ الأمكنة بلعبنا حتى ساعات الليل المتأخرة.

ما أتذكره بوضوح تام ونقي، يشبه الألوان في العلبة الصغيرة، النوارس، ثياب الصغيرات المزركشة، ثياب الجدات والأمهات العابقة بالألوان والبخور والعطور، أبواب البيوت المتلاصقة، مئذنة مسجد حي عيال ناصر وأصوات الأذان، المراكب الواقفة كلعب بعيدة لا تطالها أيدي الصغار، رزم السمك يحملها الرجال الخارجون من مراكب الصيد، أسماك (العومة) المفروشة على الرمل في حي (الضغاية) الموازي لحيّنا.

وأتذكر ما هو أكثر وأجمل، هذه ذاكرة نحبها جميعاً، نعشقها، وحين تلوح، نبتسم ونمد أيدينا كمن يريد الإمساك بها، كم يريد أن يصير خيطاً يرف في قماشة تلك الأيام، تلك الذاكرة ليست سوى الوطن، حين تسلل واستقر حباً أبدياً في داخلنا، فهكذا أحببنا نحن الوطن، لعبنا معه بحراً وموجاً، ركضنا ودفنا أجسادنا الصغيرة في رمله ومائه وملحه، حتى استقر كفصيلة دمنا، غافلنا نوارسه واصطدنا أسماكه، وتعرفنا إلى كل شيء فيه، هكذا نما الوطن فينا، وهكذا لن ننسلخ منه ما حيينا.

اليوم يحتاج الصغار إلى الكثير، لتغرس فيهم هذا الوطن منذ النَفَس الأول، منذ الخطوة الأولى وأول حرف يتعلمونه، فحب الوطن وحب الانتماء إليه، ليس مجرد شعارات نرددها، وأعلام ملونة، وأغانٍ وموسيقى، الوطن أكبر وأعمق وأجمل، إنه المعنى الآخر للأمان، والكرامة، وفضاء الحرية الذي بلا حدود، هو التعليم والصحة والبيت والأهل، هو الحنين لحارات اللهو ومرابع الصبا، وحتى لتلك الجدران التي كتبنا عليها بالفحم وبالطبشور، كل العبارات التي تعلمناها في المدرسة، اليوم، ونحن نحتفل بعيد الاتحاد، فإنما نحتفل باستحقاقنا لهذا الوطن ووفائنا له، كما نحتفل باستحقاقه لكل ما وصل إليه من مجد وجمال.

الثاني من ديسمبر.. وكل يوم، وأنت وطني وأرضي وأمني وأماني.