أحدث الأخبار
  • 01:08 . الصين تنضم رسميا إلى إعلان نيويورك حول "حل الدولتين"... المزيد
  • 01:07 . قرقاش: الدبلوماسية الناجحة تصنع أثراً يفوق ألف بيان... المزيد
  • 11:53 . "التربية" تكشف إجراءات التقييم وضوابط الترفيع لطلبة الثانوية... المزيد
  • 11:47 . التعاون الخليجي: تصريحات نتنياهو حول تهجير الفلسطينيين دعوة لتطهير عرقي... المزيد
  • 11:14 . زلزال قوي جديد يضرب شرقي أفغانستان... المزيد
  • 11:13 . ترامب يتحدث عن مفاوضات متعمقة مع حماس ويطالبها بالإفراج عن الأسرى... المزيد
  • 11:12 . الاحتلال الإسرائيلي يبدأ باستهداف أبراج في مدينة غزة... المزيد
  • 09:27 . هل تذهب أبوظبي فعلاً إلى قطع علاقاتها مع الاحتلال إذا مضى في ضم الضفة الغربية؟... المزيد
  • 09:23 . الإمارات وقطر توقعان مذكرة تفاهم للتعاون بمجالات العمل وتنمية الموارد البشرية... المزيد
  • 09:22 . رئيس الدولة وسلطان عُمان يؤكدان دعم الشعب الفلسطيني وحل الدولتين... المزيد
  • 06:52 . مباحثات أوروبية ـ إيرانية في الدوحة حول البرنامج النووي قبل إعادة فرض العقوبات... المزيد
  • 06:52 . حماس: مجرم الحرب نتنياهو يصر على إفشال جهود الوسطاء... المزيد
  • 06:50 . "رويترز": ترامب يعتزم السماح بصفقة بيع 100 طائرة مسيّرة متطورة إلى السعودية... المزيد
  • 06:50 . قطر والاتحاد الأوروبي يبحثان في الدوحة مستجدات غزة والقضايا الإقليمية المشتركة... المزيد
  • 12:21 . متعاملون يشكون تأخير إصدار "براءة الذمة" وخبراء يقترحون منصة موحدة... المزيد
  • 12:15 . روسيا تعلن دفع تعويضات بشأن الطائرة الأذربيجانية المنكوبة... المزيد

في الصداقة والأصدقاء

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 04-12-2017


يعتبر سقراط واحداً من أكثر فلاسفة اليونان ممن تحدثوا عن الفضائل بشكل عام، وقد خص سقراط الصداقة باهتمام كبير، حيث عرّفها بأنها (إرادة الخير المتبادلة بين شخصين أو أكثر)، لكنها التبادلية المستمرة والكثيفة والعلنية مع شخص الصديق، فالصديق لا يكون صديقاً، ما لم تكن علاقتك به ندية ومسؤولة ومقبولة بالقدر نفسه من قبلكما معاً، فلا صداقة من طرف واحد، كما في الحب مثلاً، ولا صداقة دونية أو فوقية أيضاً!

في حوارية مع سقراط، سأله أفلاطون: ألا ترغب في أن تصبح طاغية؟، أن تكون شخصاً يستطيع أن يفعل ما يشاء دون أن يعيقه أحد؟، وأن يجيز لنفسه كل شيء؟، أجاب سقراط: لا، فلا يمكن لإنسان جاد أن يرغب حقاً في أن يكون مكان هذا الشخص، لأن الطاغية يعيش حياة شقية تعسة، يكفي أن عليه ألا يثق بأحد أبداً، إن أصعب ما في حياة الطاغية، هو أنه لا يستطيع أن يكون صديقا لأحد.

هذا التعريف، هو الأجمل من بين كل التعريفات التي يمكنك أن تقرأها للصداقة، الإنسان غير القادر على فعل الصداقة أو التحلي بفضيلة الصداقة، إنسان يقضي حياته تعيساً إلى ما لا نهاية، لأن الصداقة تقتضي الثقة والطاغية، ومن في مكانه، لا يثق بأي إنسان آخر، ولا يمكنه أن يكون جزءاً من جماعة، وحيث لا جماعة لا يمكن أن توجد صداقة!

لماذا نحتاج للصداقة؟، لأننا جميعاً، ما عدا الطاغية، لدينا ميل دائم لأن نكون بصحبة شخص نحبه ونبادله الثقة، ونعتقد بأنه قادر على إغناء شخصيتنا بفرادة شخصه، وفرادة تركيب فضائله التي يتحلى بها، وصولاً حتى لنقائصه التي ندركها ونغفرها له، على أرضية الإعجاب الجارف بشخصيته، وهنا، يضيف الكاتب الفرنسي «مارتين زل»، أمراً لافتاً يضفي على علاقة الصداقة، بعداً طريفاً، حيث يقول: «لا يكفي تحقق الانسجام بين الصديقين كيميائياً فقط، بل روحياً أيضاً، مع ذلك، فنحن على علاقة بصديقنا، لا لأننا نعتبره جميلاً، بل لأنه صديقنا، نحن نجده بطريقته الخاصة وحركته المتفردة، جميلاً، مهما كان حكم الآخرين عليه»!

أمر آخر يشير إليه سقراط في فضيلة الصديق والصداقة، فيقول «الصديق هو ذلك الشخص الذي يتعامل معه المرء، مثلما يتعامل مع نفسه، لأن الصديق هو ذاتنا الأخرى»، ولذلك، فالإنسان يسعى للحرية من خلال علاقة حرة غير متكلفة مع صديقه. إن الجدير بالحرية والصداقة، هو ذلك القادر على أن يصادق نفسه أولاً، أن يعاملها بما تستحق، وبمنتهى الصدق والأمانة والصراحة المسؤولية، أليست هذه أهم معايير استمرار الصداقة؟