أحدث الأخبار
  • 09:45 . الاحتلال الإسرائيلي يشن سلسلة غارات على موانئ يمنية خاضعة لسيطرة الحوثيين... المزيد
  • 09:02 . مفاوضات إسطنبول.. اتفاق أوكراني روسي على تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار... المزيد
  • 08:54 . استشهاد 93 فلسطينيا في غارات إسرائيلية على غزة منذ فجر الجمعة... المزيد
  • 08:53 . متجاهلا الإبادة اليومية.. عبد الله بن زايد يدعو لإطلاق سراح أسرى الاحتلال وإيجاد بديل لحكم حماس... المزيد
  • 07:37 . دمشق تختار الإمارات وألمانيا لطباعة عملتها الجديدة بعد تحسن العلاقات وتخفيف العقوبات... المزيد
  • 07:28 . بعد رفع العقوبات الأمريكية.. موانئ دبي تضخ 2.9 مليار درهم في ميناء طرطوس السوري... المزيد
  • 07:17 . الإمارات والولايات المتحدة تعززان التعاون في مجال التكنولوجيا المتقدمة... المزيد
  • 11:47 . محاولات ديمقراطية في الكونغرس الأمريكي لوقف صفقات أسلحة إماراتية... المزيد
  • 11:45 . "الصحة" تطلق خدمة فورية لإثبات شهادات التمريض من الخارج دون أوراق... المزيد
  • 11:31 . وزير الاقتصاد: 13 ألف شركة أمريكية تعمل حالياً في السوق الإماراتي... المزيد
  • 11:26 . الشارقة تُلزم معلمي الكليات غير التربوية بالحصول على دبلوم تربوي لمزاولة المهنة... المزيد
  • 11:25 . إسطنبول تحتضن اليوم اجتماعين ثلاثيين للسلام بين روسيا وأوكرانيا... المزيد
  • 11:24 . "أكسيوس": نتنياهو طلب من ترامب عدم رفع العقوبات عن سوريا... المزيد
  • 11:18 . تحقيقات أميركية في منشور لجيمس كومي يُشتبه أنه تلميح لاغتيال ترامب... المزيد
  • 11:15 . ترامب ينهي جولته الخليجية في أبوظبي ورئيس الدولة يعلن استثمار 1.4 تريليون دولار في أمريكا... المزيد
  • 10:00 . فرنسا تعتزم تقديم شكوى ضد إيران أمام محكمة العدل الدولية... المزيد

بطولة مطلقة لنساء مجهولات

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 24-01-2018


لكي تصبح المرأة بطلة حقيقية في واقعها الذي تتحرك فيه، أو لكي تتمتع بنجومية خاصة في اتجاه مغاير لشهرة فتيات الموضة والتفاهة، ولكي تتحول إلى حالة أشبه بالرمز مثلاً فيتحدث الناس عنها بتقدير أو بتأثر، فإنها حتماً لا تحتاج إلى أن تكون صاحبة نفوذ ولا بطلة أفلام سينمائية، أو مغنية شهيرة أو مقدمة برامج أو غير ذلك مما يضمن الشهرة بمعناها السطحي. فأية امرأة تحتمل حياتها، وتكدح بشكل حقيقي في ظل ظروف قاهرة وضاغطة وقد لا تحتمل، بوعي كامل، يمكن أن تضمن استمرار حياتها وحياة أسرتها بعيداً عن ذل السؤال والاحتياج، لكي يحقق الجميع أحلامهم ويعيشوا بطمأنينة، هذه المرأة هي البطلة والرمز الحقيقي.

عادة ما تحتمل النساء الكثير من الضغوط والمشكلات، داخل الأسرة أو في العمل أو حتى على صعيد علاقاتهن الخاصة، ولأن المرأة كائن شديد الحساسية تجاه الأسرة والأبناء وتجاه فكرة المسؤولية بشكل عام، فإنها غالباً ما تبالغ في منح الآخرين الوقت والاهتمام والتفكير والمتابعة والرعاية أكثر مما تعطيه لنفسها، ودون أن تتلقى المقابل الذي تستحقه، إن هذا النكران يشكّل في حد ذاته أحد أكثر الضغوط النفسية عليها، كما أنه أحد أكثر الأسباب التي تصيبها بالاكتئاب والإحباط والأمراض الجسدية الفتاكة!

إن النساء في كل العالم هن أكثر من يدفعن فاتورة الحروب والنزاعات والأزمات السياسية والبطالة، كما أنهن أول من يدفعن نتائج تأزم الأوضاع الاقتصادية والأخلاقية في المجتمع، وأول من تتم مطالبتهن بالتضحية والصبر ونكران الذات لأجل الوالدين أو الإخوة أو الزوج، أو لأجل الأبناء، تحت مبرر أنهن الأكثر تأهيلاً واستعداداً للعطاء والتضحية، ولا اعتراض على ذلك، لكن الأمر يتحول إلى شكل من أشكال الاستغلال، حين لا تقابل تضحياتها وعطاؤها بأي نوع من الالتفات أو الامتنان، وكأنها أمر مفروغ منه، بينما الحقيقة خلاف ذلك تماماً!

في الحروب كما في الحياة العادية، وبسبب الفقر أو لأسباب أخرى، تأخذ المرأة كل ظروف الحياة على عاتقها، في الشدة والرخاء، وأمام بؤس المعيشة أو تخلي الرجل عن التزاماته أو هجره لها، وفي حال عقوق الأبناء أو فقدانهم، ولنفكر دقيقةً واحدة كيف تحتمل أمّ فقدان أبنائها، جميعهم في حادث حريق أو انفجار عبوة أو غرق سفينة مثلاً، كيف تستمر من دون عائل، كيف تحفظ نفسها أمام الشراسة والابتذال أو..

لكنها تحتمل وتستمر، تقف كجبل صامدةً ليستمر الباقون في حياتهم دون أي نوع من الاختلالات، ودون أن يربت أحد على كتفها يوماً ليسألها عن أوجاع قلبها وجسدها، أو يطلب منها أن تستريح ولو قليلاً، هؤلاء النساء المغمورات والكثيرات حولنا هن البطلات الحقيقيات في هذه الحياة! فتحية لهؤلاء جميعهن في كل مكان!